في حين يمكن لفكرة عظيمة أن تأتي من قِبل أيّ شخصٍ وفي أيّ مكان، هناك حاجة إلى منظورٍ مختلف أحيانًا لاحراز التقدّم. ومن هذا المنطلق، لدينا اليوم عشرة من أعظم الفلاسفة الإناث عبر التاريخ.
1. سيمون دي بوفوار (1908-1986)
فيلسوفة وجودية من جنسية فرنسية، ماركسية، والأمّ المؤسّسة للموجة الثانية للحركة النسوية. هناك فلاسفة قلّة ممّن يمكن أن يقارنوا ببوفوار، بالرّغم من أنّها لا تعتبر نفسها فيلسوفة. كتبت عشرات الكتب، على سبيل الذّكر:”الجنس الآخر” و” أخلاقيات الغموض“. كما تتميّز كتاباتها بالأسلوب السّهل. تتركّز أعمالها غالبًا على المسائل البراغماتية للوجودية، على عكس شريك حياتها جان بول سارتر. كما كانت بوفوار سياسية فرنسية نشِطة، كناقدة اجتماعية، متظاهرة، وعضو في المقاومة الفرنسية.
“الّلعنة التي تقع على الزواج تتمثّل في أنّه غالبًا ما ينظم الأفراد إلى ضعفهم بدلًا من قوّتهم، كلّ واحدٍ منهم ينتظر من الآخر بدلًا من إيجاد المتعة في العطاء”.
2. هيباتيا الاسكندرية (مواليد 350-370 تقريبًا، توفيت عام 415 م)
فيلسوفة وعالمة يونانية، كانت تعتبر من قبل العديد من معاصريها كأعظم فيلسوفة ذلك العصر. ذاع صيتها لدرجة قدوم طلبة من مسافاتٍ بعيدة لسماع كلامها. في حين يظلّ نطاق كتاباتها غير متأكّدٍ منه، وهذه مشكلة مشتركة للمؤلّفين القدماء، فمن المتّفق عليه أنّها على الأقلّ شاركت في كتابة العديد من المؤلّفات مع والدها، بما في ذلك تعليقاتٌ مسهبة على العلوم والفلسفة اليونانية. قتلت هيباتيا من قبل الغوغاء المسيحيّين بعد أعمال الشّغب التي قاموا بها في المدينة، على الرّغم من أنّ هناك بعض الأدلّة تشير إلى أنّها اغتيلت بسبب عملٍ فلكيّ مثير للجدل.
“كانت هناك امرأة في الإسكندرية تدعى هيباتيا، وهي ابنة الفيلسوف ثيون. كانت بارعة في تحصيل كلّ العلوم المعاصرة، ممّا جعلها تتفوّق على كلّ الفلاسفة المعاصرين لها، حيث كانت تقدّم تفسيراتها وشروحاتها الفلسفية، خاصّةً فلسفة أفلاطون لمريديها الذين قدموا من كلّ المناطق، بالاضافة إلى تواضعِها الشّديد فلم تكن تهوى الظهور أمام العامّة. رغم ذلك، كانت تقف أمام قضاة المدينة وحكّامها دون أن تفقد مسلكها المتواضع المهيب الذي كان يميّزها عن سواها، والذي أكسبها احترامهم وتقدير الجميع لها. كان والي المدينة (اورستوس) في مقدّمة هؤلاء الذي كانوا يكنّون لها عظيم الاحترام.” سقراط – تاريخ الكنيسة.
3. حنا آرندت (1906-1975)
فيلسوفة عظيمة بالرّغم من أنّها لم تعتبر نفسها كذلك. ولدت آرندت بألمانيا، هربت من مدينة Vichy بفرنسا إلى نيويورك. خلال حياتها، كتبت حنا كثيرًا عن الشمولية. في رائعتها” أسس التوتاليتارية “، حلّلت حنا وشرحت كيفية وصول الحكومات (الشمولية) إلى السّلطة. نفس الشيء لكتابها” أيخمان في القدس ” أين تناولت الفيلسوفة كيفية تحويل معظم الرجال العاديين إلى أشرار في توفّر الظروف المناسبة. وكتبت أيضًا عن مواضيع سياسية أخرى مثل الثورة الأمريكية والفرنسية. وقدّمت نقدًا لفكرة حقوق الإنسان.
“لا توجد أفكارٌ خطرة ؛ التفكير في حدّ ذاته أمرٌ خطير “.
“لا يمكن للعنف أن ينحدر من نقيضه الذي هو السّلطة، وأنّه يتعيّن علينا، لكي نفهم العنف على حقيقته أن نتفحّص جذوره وطبيعته “.
4. فيليبا فوت (1920-2010)
فيلسوفة إنجليزية عملت في جامعة Oxford وUCLA، ويعود لها الفضل في إحياء الفكر الأرسطيّ. كتاباتها في علم الأخلاق واسعة ومعروفة: كتبت مسألة العربة. عملت فيليبا مع العديد من الفلاسفة طوال حياتها، كما أثّرت وبشدّة على العديد من الفلاسفة الأحياء. تعتبر مجموعة مقالاتها (Virtues and Vices) وثيقة رسمية للمهتمّين مؤخّرًا بفلسفة أخلاق الفضيلة.
“تسأل فيلسوفًا سؤالًا، وبعد حديثه أو حديثها قليلًا، تجد نفسك لم تفهم سؤالك بعد “.
5. جرترود إليزابيث مارغريت أنسكومب (1919-2001)
فيلسوفة بريطانية عملت في جامعة Oxford. كانت اسهاماتها الفكرية غزيرة في المنطق، فلسفة الأخلاق، الأخلاق الفوقية Meta-ethics، العقل، اللغة وجرائم الحرب. من بين مؤلفاتها العظيمة كتابها” Intention “، وهو عبارة عن مجموعة من الأوراق تبيّن كيف لنوايانا أن تؤثّر على مكانتنا الأخلاقية. يعتبر Modern Moral Philosophy من بين أعمالها الرّائدة، فكان له تأثيرٌ واسع على أخلاقيات العمل الحديثة، حيث اخترعت كلمة عواقبية consequentialism (الغاية تبرّر الوسيلة). كما ناقشت العديد من المفكّرين المشهورين كـ فيليبا فوت. تعتبر أنسكومب الشّعلة المميّزة التي عارضت Harry Truman وعيادات الاجهاض المحلية.
“أولئك الذين يجعلون من الجنس لمجرد التمتّع يدفعون عقوبة متمثّلة في أنّهم يصبحون أشخاصًا سطحييّن”.
6. ماري وولستونكرافت (1759-1797)
فيلسوفة وكاتبة انجليزية، ألّفت A Vindication of the Rights of Men دفاعًا عن الثورة الفرنسية، ويعتبر هذا الكتاب ردًّا على كتاب Burkes Edmund الذي يحمل عنوان: Reflection on the Revolution in France. كما ألّفت وولستونكرافت كتاب A Vindication of the Rights of Woman الذي يعتبر كردّ لأولئك الذين جادلوا ضدّ تعليم المرأة. كانت وولستونكرافت – على نحوٍ ما-أوّل فيلسوفة نسوية. كتبت ماري رواياتٍ، وأدلّة سفر، وكتابًا للأطفال. توفيت ماري في سنّ الثامنة والثلاثين بعد مضاعفات ولادتها لابنتها الثانية ماري شيلي، الكاتبة المشهورة صاحبة رواية فرانكشتاين (Frankenstein).
” إن استمرّ منع النّساء من اتّخاذ قراراتهنّ فلن يكنّ حرّات. ولأنّ المجتمع لا يشجّعهنّ على أن يطوّرن قدراتهنّ العقلية لسوف تعوزهنّ الفضيلة “. 1
” العقل أساس تمكين المرأة من إنجاز واجباتها على نحوٍ ملائم. ولا بدّ هنا من القول مجدّدًا بأنّ الأحاسيس ليست هي العقل. فتعليم الفتيات قراءة الروايات الرومانسية والعزف على الآلات الموسيقية والغناء وإلقاء الشعر سيغذّي من تلك الأحاسيس على حساب العقل. والفتيات الّلواتي تثقّفن بهذه الطريقة الّلاهية من الممكن أن يصبحن تابعاتٍ عاطفيًا ويتهرّبن من الواجبات المنزلية وينخرطن في أعمالٍ مستهجنة. فالنّساء العقلانيات والمستقلّات يطوّرن قدراتٍ أخلاقية تمكّنهنّ من أن يصبحن فتياتٍ يقظات وأخواتٍ محبّات وأمهاتٍ عقلانيات ومتفهّمات وزوجاتٍ مخلصات “. 1
7. آن دوفورمانتيل (1964-2017)
فيلسوفة فرنسية واِخْتِصَاصِيّة التَّحْلِيْلِ النَّفْسِيّ. ترتكز فلسفتها على”المخاطرة”. كي نجرّب الحياة، يجب أن نتعرّض للمخاطر خصوصًا الكبيرة منها. وناقشت فكرة “الأمن” التي تطرح المخاطرة بينما تترك أيضًا فراغًا في وجودنا. ألّفت 30 كتابًا، إلى جانب العديد من المحاضرات القيّمة. يبقى اسمها حيًّا رغم وفاتها المبكّرة.
“عندما يكون هناك خطرٌ حقيقيّ يستوجب المواجهة، سيكون هناك حافزٌ قويّ للتفاني لتجاوز الذّات “.
8. هارييت تايلور مل (1807-1858)
هارييت هي زوجة الفيلسوف جون ستيوارت مل. هي أيضًا فيلسوفة. بالرّغم من العدد القليل من أعمالها التي نشرت خلال حياتها، فلا يمكن انكار تأثيرها على عمل زوجها. يعتبر مقالها The Enfranchisement of Women السّابق لعمل زوجها مل” استعبادالنساء” الذي يتشارك مع عمل هاريت في العديد من النقاط. أهدَ لها جون ستيوارت ميل تحفته ” عن الحرية “، و جزءً منه كتب من قبلها وباعترافٍ منه:
“كلّ كتاباتي المنشورة كانت مساهمة زوجتي فيها كمساهمتي أنا. حصّتها في تزايدٍ مستمرّ مع سنواتٍ متقدّمة “. جون ستيوارت مل
9. كاثرين جينز (مواليد 1978)
فيلسوفة تعمل بـ Pennsylvania State University. كتبت جينز كتابًا عن فلسفة حنا آرندت، وتعتبر فيلسوفة قاريّة. كتبت عن فلسفة الأفريكانا، النسوية السوداء والظواهرية. يمكنكم العثور على مجموعة من أعمالها هنا.
10. كارول غليجان (مواليد 1936)
تعتبر غليجان مؤسّسة مدرسة أخلاقيات الرعاية. كما يعتبر كتابها “In a Different Voice” الكتاب الصغير الذي بدأ ثورة . تتساءل أعمالها عن قيمة المعايير العالمية للأخلاق، مثل الانصاف أو الواجب، وتعتبرها أنّها غير شخصية وبعيدة عن مشاكلنا. وتقترح بدلاً من ذلك أن نعتبر العلاقات وترابطنا في الاجراءات الأخلاقية.
“لقد وجدت أنّه إذا قلت ما أنا أفكر وأشعر به حقًا، سيصرّح النّاس أكثر بما يفكّرون ويشعرون به حقًا. هنا تصبح المحادثة محادثة حقيقية “.
المصدر: هنا
تدقيق لغوي: هاجر بن يمينة