بما أنّ التقدّم الطبيّ في مجال الروبوتات، الزراعة الاصطناعية والتكنولوجيات المساعدة مستمرّ. فهل سنتحوّل نحن البشر إلى أنواعٍ من السايبورغ؟ وماذا يعني ذلك للمجتمع كما نعرفه؟
التطوّرُ المقبل
السايبورغ: هم البشر الذين تمّ دمجهم مع الآلات كنوعٍ هجين. هذا الموضوع الذي كان في يومٍ من الأيّام بعيدًا عنّا، كخيالٍ علميًّ فقط، احتلّ واقعنا اليوم كأداةٍ طبية؛ من الزراعة الاصطناعية إلى الروبوتات، وهناك مجموعة كاملة من التقنيات الناشئة التي تهدف إلى علاج الظروف الصحيّة ومساعدة أولئك الذين يعانون من إعاقاتٍ مختلفة، من خلال تحويلهم تقنيًا إلى سايبورغ.
قد يبدو أنّنا نبالغ عند استخدامنا مصطلح سايبورغ، عند مناقشتنا على سبيل المثال، الإصدارات الجديدة للأعضاء الاصطناعية. وعلى الرّغم من ذلك، فإنّ ألياف الكربون والأعضاء الاصطناعية المصنوعة من التيتانيوم شائعة الآن، ومعظمها تعمل بفعالية. تكنولوجيات الأعضاء الاصطناعية مثل الشفرات المستعملة من طرف الرياضيّين المصابين متقدّمة جدًّا، ممّا دفع البعض إلى مناقشة ما إذا كانت أكثر قدرة من الأعضاء العضوية أم لا. لكنّ الأعضاء الاصطناعية ليست التقدّم الوحيد في ما يسمّى بـ “تكنولوجيا السايبورغ”.
قامت إحدى الشركات السويدية بزرع رقائق متناهية الصغر بموظفيها، لتمكينهم من القيام بفتح الأبواب بموجة اليد بدلًا من المفتاح. إيلون موسك يعتقد أنّ العقدة العصبيّة Neural Lace بمقدورها جعل البشر أكثر ذكاءً. هناك العديد من التجارب التي تؤكّد دمج البشر مع الآلات.
السايبورغ المستقبلي
ناقش مؤلّفو مقالٍ حديث حول علم الروبوتات، القضايا المحتملة فيما يخصّ مستقبل هذه التكنولوجيات:”لابدّ أن يكون هناك نقاشٌ حول التطوّر المستقبليّ للتكنولوجيّات مع تسارع وتيرة الروبوتات والذّكاء الاصطناعيّ، ويبدو من المؤكّد أنّ التكنولوجيّات المساعدة في المستقبل لن تعوّض فقط عن الإعاقة البشريّة ولكنّها أيضًا ستدفع القدرات البشريّة إلى تجاوز مستويات فزيولوجيّتنا الفطرية. إنّ التّأثير التحويليّ المرتبط به سيجلب قضايا اجتماعيّة، سياسيّة واقتصاديّة واسعة.
ويعتقد الكثيرون أنّ هذا سيكون “الخطوة التالية نحو تطوّر البشريّة”. والواقع، أنّه إذا كنّا سنغزو المرّيخ، ونتوسّع في حكمنا في النّظام الشمسيّ، سيكون ذلك تطوّرًا ضروريًّا وحتميًّا. ومهما كانت المآزق الأخلاقيّة، فقد لا يكون من الممكن لنا أن نخطو خطواتٍ كبيرة دون أن نتحوّل إلى سايبورغ.
إذن، من المحتمل جدًّا أن يأتي اليوم الذي سنتجاوز فيه ذلك الخطّ. هل سيكون للسايبورغ البشريّين يا ترى نفس الحقوق وواجبات الالتزام بالقوانين، كالمواطنين البيولوجيّين العاديّين؟ هل سيكون السايبورغ عرضةً للقرصنة والتلاعب؟ هل ستتغيّر الحرب إلى الأبد مع التقدّم المحتمل للهياكل العسكريّة؟ والقائمة لا تزال طويلة.
حسنًا، بما أنّنا غير مستعدّين بعد للتجوّل كنصف آلات، قد يكون التخطيط لتلك الفكرة جيّدًا للمستقبل.
المصدر: هنا
ـــــــــــــــــــــــــ
تدقيق لغوي: بن يمينة هاجر