يزعم بعض المستقبليين أن الذكاء الاصطناعي سوف يتجاوز حدود التقدم وسيغير الإنسانية تغييراً جوهرياً، ويتوقعون أن الكمبيوتر سوف يكون له نفس قوة المعالجة لدى العقول البشرية بحلول سنة 2029، وبحلول عام 2045 سوف يصل الذكاء الاصطناعي إلى نقطة يصبح عندها قادرا على تحسين نفسه بمعدل يتجاوز كل ما يمكن تصوره في الماضي، وهناك عديد من الأبحاث التي تعمل على تطوير الحواسيب لتتمكن من قراءة أفكار الإنسان.
حيث طُور نظام ذكيّ في اليابان يستطيع وصف صورة يشاهدها شخص عن طريق مسح دماغه، ويعتمد على خوارزمية لها قدرة عالية على قراءة الصور المعروضة، ويتم هذا عن طريق تجميع إشارات من داخل الدماغ وعمل «هندسة عكسية – Reverse-engineering ».
لإنتاج القراءة نعرض على النظام الذكي مسح لدماغ الشخص بواسطة التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي، هذا الأخير يظهر تغيرات تدفق الدم للنشاط العصبي في المناطق المشاركة في معالجة الصورة« ما يشاهده الشخص».
ويسعى البروفسور «إيكيرو كوباياشي Ichiro Kobayachi » المتخصص في علم المعلومات وزملاؤه من جامعة أوكانوميزو في اليابان إلى تطوير النظام الذكي، من خلال تقسيم العملية إلى جزئين، الجزء الأول يحدد ملامح الصورة مثل:رجل و شاطئ و كرة، والجزء الثاني ينسق القراءات مع بعضها البعض في جملة بسيطة «رجل يلعب الكرة في الشاطئ»، و كلاً من الجزئين يحتوي على نوع من الخوارزميات تسمى « الشبكة العصبونية المحاكاتية -Neural network» التي تتكون من آلاف الاتصالات المختلفة تُسْتَوحَي طريقة اتصالها من طريقة اتصال الخلايا العصبية.
تحديد دقة النظام صعب، لأنه ليس هناك قراءة نهائية و مثالية للصورة،ومع ذلك من ستة قراءات تم تسجيلها، معظمهم وصفوا بدقة عالية الصور الأصلية وبطريقة مفهومة لغويا.
وتكمن تحديات هذا النظام الذكي أن الشبكة العصبونية المحاكاتية تتطلب عشرات أو مئات الآلاف من الأمثلة لكي تعمل على نحو جيد، ومسح هذا العدد الكبير من الأدمغة بواسطة التصوير بالرنين المغناطيسي مكلف للغاية.
مع أن تطبيقات هذا النظام مازالت بعيدة المدى،إلا أنّ العلماء و الشركات المعلوماتية الكبرى قطعوا أشواطاً مهمة فيه، ويقول البروفسور المتخصص في علم الإدراك و السلوك «أموت غيشلي – Umut Guçlu » في هذا الصدد : «أعتبر أن هذا النظام قراءة لأفكار الدماغ، أو ربما في هذه المرحلة هي انتقاء لأفكاره».
المصدر:هنا
التدقيق اللغوي : إيمان دياب