أعلنت «CERN- المنظمة الأوربية للأبحاث النووية» عن تخصيص 20 مليار جنيه إسترليني لبناء أكبر مصادم هدرونات الذي أطلقت عليه اسم «future circular collider -المصدم الدائري المستقبلي»، بهدف اكتشاف جسيمات ذرية جديدة بحلول 2050م.
قدمت المنظمة الأوربية للأبحاث النووية تقرير لهذا الاقتراح والذي سيخصصون له هيئة دولية من علماء الفيزياء، كما سيعتمد على إستراتيجية جديدة لنشر الأبحاث في سنة 2020م.
يقول البروفيسور «جون باتروث-Jon Butterworth» من جامعة كولدج بلندن في حوار مع BBC نيوز:” هذا البرنامج أحسن 100 مرة من برنامج LHC (اكبر صادم هدرونات حتى الآن)، وهو مثير للغاية وسيكون هدفي العمل عليه”.
يتضمن التصميم نفقا من مرحلتين، في بدايته تصطدم الالكترونات بنظيراتها موجبة الشحنة وبالبوزترونات، ثم في المرحلة الثانية تصطدم الالكترونات بالبروتونات.
اكتشافات جديدة
تعتبر نظرية النموذج القياسي في الفيزياء الذرية أعظم اكتشافات القرن العشرين، فهي تشرح سلوك القوى و المادة من خلال تفاعل 17 نوعا من الجسيمات، وتم إكتشاف آخرها سنة 2012 وهو البوزون، لكن ملاحظات علماء الفلك أشارت إلى أن هناك أكثر من النموذج القياسي، فلقد كانت المجرات أسرع مما يجب أن تكون عليه، وتوسّع الكون يتسارع، علاوة على ذلك، لا يستطيع النموذج القياسي تفسير الجاذبية، لهذا يقول علماء الفيزياء أن هذه التصادمات التي تحدث تحت طاقة عالية أطروحة غير مسبوقة ستكشف عن عالم جديد من الجسيمات الذرية نحو إكتشاف نظرية كل شيء، نظرية توحد بين ركيزتي الفيزياء النظرية: النسبية والكم.
تم بناء مصادم LHC من قبل لأن الفيزيائيين كانوا متأكدين من نظرية النموذج القياسي لهذا عملوا على إيجاد جسيم البوزون، لكن هذا المصادم فشل في إكتشاف جسيمات أخرى، وربما بسبب الضجة الإعلامية كانت الحكومات ومسؤولي الضرائب يتوقعون إكتشاف أكثر من البوزون، لهذا تم اقتراح برنامج FCC لتحقيق ذلك.
التكاليف والفوائد
قال السير «ديفيد كينغ- David King» المستشار الرئاسي للولايات المتحدة الأمريكية:” أنصح حكومة المملكة المتحدة والمفوضية الاوربية بطلب تمويل المشروع على أوسع نطاق لانه مكلف جدا”.
ويضيف لبي بي سي :”أعتقد أن التكاليف المتصاعدة لإجراء البحوث الأساسية في الفيزياء الذرية تعني أن الوقت قد حان الآن لإجراء تحليل للتكلفة والعائد، خاصة عندما كان من غير الواضح ما إذا كانت الآلة التي تبلغ 20 مليار جنيه إسترليني ستكتشف أي جزيئات جديدة، وسيكون هناك دائما المزيد من الفيزياء العميقة التي يتعين إجراؤها مع مصادمات أكبر وأكبر. سؤالي هو إلى أي مدى سوف تمتد المعرفة التي لدينا بالفعل لنفع البشرية؟”
ويعتقد الأستاذ كنغ أنه ينبغي على الحكومات أن تفكر فيما إذا كان من الأفضل إنفاق الأموال على الأبحاث في أولويات أخرى، حيث يبرر ذلك بقوله:” إننا نعيش في كوكب حرارته في تصاعد مستمر، كما أن الاقتصاد العالمي الحالي فاشل، وسيتم تشريد 150 مليون شخص في غضون سنوات…لذا لو لدينا 20 مليار جنيه إسترليني أظن أنه من الأحسن استغلالها في مجالات أخرى تفيد الإنسان”
لكن المديرة العامة للمنظمة الأوربية للأبحاث النووية الأستاذة «فابيولا جيانوتي-Fabiola Gianotti» وصفت الاقتراح بأنه إنجاز رائع، وقالت: “إنه يظهر الإمكانيات الهائلة التي تتمتع بها اللجنة الفيدرالية لتحسين معرفتنا بالفيزياء الأساسية”
كما قال الدكتور« فريديريك بوردري -Frédérick Bordry»، مدير شركة للمسرعات التكنولوجية : “لا اعتقد أن 20 مليار جنيه استرليني كانت باهظة التكلفة لمشروع حديث، ستنتشر تكلفته بين العديد من الشركاء الدوليين على مدى 20 عامًا.”
وعندما سألناه عن فوائد« Higgs Boson» ، قال:” « bosonics » وعندما تسألونني ما هو هذا الشيء، أقول لا اعرف، ولكن إذا تخيلت اكتشاف الإلكترون بواسطة تومسون في عام 1897، فإنه لم يكن يعرف ما هي الإلكترونيات. ولكن لا يمكنك تخيل عالم الآن بدون الإلكترونيات”.
المصدر: هنا
تدقيق لغوي: بولحية يحيى