لقد دامت قضية كون الأرض مسطّحة أو كروية أكثر ممّا ينبغي، وحان الوقت لنتقبّل هذه الحقيقة العلمية ونسعى وراء ما هو أكثر غموضًا وأهمية، ما الذي يجعل الكواكب كروية الشكل أساسًا؟
بشكلٍ عام، الجاذبية تسحب الأجسام بشكلٍ موحّد بكلّ الاتجاهات المكانية. كلّما جذب الكوكب كمية أكبر من المادة، تزداد قوة الجذب باِتجاه المركز. والجسم الكروي هو نتيجة لهذه الأحداث؛ كُلّ ما يُبعِد الكوكب عن كونه كروي، مثل الجبال وحتى أنت، عليه أن يجمع القوى غير قوة الجاذبية، مقابلًا لها (لقوة الجاذبية)، لكي يُجذب نحو الأسفل.
وبملخّصٍ أبسط، عبر سنين مديدة، تقوم قوّة الجاذبية بموازنة مركز الجذب مع مركز الكتلة، حتّى يصبح الجسم كرويًا.
كيف يتمّّ هذا تحديدًا؟
لنفرض وجود كوكبٍ أوليّ ذو شكلٍ غير منتظم، ويتكوّن من مواد ملتصقة ببعضها البعض في اتّجاهٍ واحد، في هذه الحالة سيكون المركز الفيزيائيّ للجسم بعيدًا عن مركز الجذب، ومع ملايين وحتى ملايير السنين، قوة الجذب نحو الأسفل بكلّ الاتجاهات سوف تعادل هذه الزوايا وسيصبح تدريجيًا جسمًا “كرويًا” – ليس بشكلٍ دقيق ولكن بهذا المفهوم، وهذا لأنّ الكواكب تتحرّك وتدور حول مركز مساراتها (في هذه الحالة، الشمس). ولهذا، ولأنّ قوّة الدوران تعمل ضدّ قوة الجاذبية (ليسا بنفس الاتجاه)، لا يكون للكواكب شكلٌ كروي مثالي، بل تتكوّن لديها بعض “الانتفاخات” حول خطّ استواءها.
إذا قمنا بمقارنة هذا مع الكويكبات (astroids)، فهي لا يوجد لها شكلٌ كروي، وهذا بسبب كتلتها الصغيرة نسبيًا. ولأنّ قوّة الجذب فيها ليست كافية للضّغط على الشّكل حتّى يصبح كرويًا، أي بالمقارنة مع القوة الداخلية التي تجعل المادة متماسكة، فإنّ قوة الجذب تعتبر ضعيفة لتقوم بهذا في الكويكبات.
المصادر: هنا – هنا – هنا – هنا