في تجربة جديدة وجد الباحثون أن الذكور يتذكرون ويتأثرون بالتجارب المؤلمة أكثر من الإناث، ونتيجة لذلك، يشعرون بالضغط والإحساس الشديد بالألم عند إعادتهم إلى الموقع الذي شهدوا فيه في وقت سابق تجربة مؤلمة.
حيث قام فريق من الباحثين بجامعة «McGil» وجامعة «Toronto Mississauga» بكندا بتجربة على الفئران ثم تم تطبيقها على الإنسان، عبر مرحلتين:
في المرحلة الأولى، تم وضع فئران من كلا الجنسين في قفص مغلق وسلّطوا على كل فأر حرارة خفيفة على مستوى المخلب الخلفي فاستجابوا لذلك بالهروب من المصدر الحراري، في المقابل تم وضع 41 رجلا و38 امرأة في غرفة مغلقة، و تم إخضاعهم لحرارة خفيفة على مستوى الساعد، وطُلب منهم تقييم الألم على 100.
في المرحلة الثانية، تم زيادة الحرارة وطُلب من الأشخاص تحملها لمدة 20 دقيقة، وهذا أمر مؤلم حيث أن أغلبهم صنفوا الألم أكثر من 50، من جهة أخرى تم حقن الفئران بمحلول يسبب الألم على مستوى البطن لمدة 30 دقيقة.
ومن أجل معرفة دور الذاكرة في الإحساس بالألم، تم إعادة نفس التجربة على الفئران والأشخاص في نفس الغرفة ثم في غرف مختلفة مع العلم أن شدة الحرارة ثابتة في كل التجارب، فكانت ردة فعل الإناث نفسها تقريبا في كل التجارب، أما الذكور كانت ردة فعلهم خلاف ذلك، حيث الرجال أعطوا تصنيف اكبر للألم عندما تمت التجربة في نفس الغرفة الأولى وتصنيف مماثل للتجربة الأولى عندما تم تغيير الغرفة، ويقول «موغيل-Mogil» أستاذ في دراسات الألم في قسم علم النفس في ماكغيل ومركز آلان إدواردز للأبحاث حول الألم :”كان هناك سبب ما لتوقع أننا سنشهد زيادة في الحساسية للألم في اليوم الثاني، لكن لم يكن هناك أي سبب لتوقع أن يكون الأمر محددًا بالنسبة للذكور، لقد كان ذلك مفاجئ لنا.”، ويضيف: “شرعنا في القيام بتجربة تبحث في فرط حساسية الألم لدى الفئران ووجدنا هذه الاختلافات المفاجئة في مستويات التوتر بين فئران الذكور والإناث، لذلك قررنا تمديد التجربة إلى البشر لمعرفة ما إذا كانت النتائج متشابهة، وما كان أكثر إثارة للدهشة هو أن الرجال تفاعلوا بصفة أكبر، لأنه من المعروف جيداً أن النساء أكثر حساسية للألم من الرجال ، وأنهن أكثر تشدداً بشكل عام.”
من أجل التأكد من أن زيادة شدة الألم مرتبطة بذكريات الألم السابق، قام الباحثون بحقن أدمغة الفئران الذكور باستخدام دواء يسمى «ZIP »الذي يعمل على تثبيط الذاكرة، فعندما أعاد الباحثون نفس التجربة بمرحلتيها، اختلفت النتيجة حيث استجابت الفئران بصفة ثابتة حتى بعد تكرار التجربة في نفس القفص ولم تظهر أي علامات على تذكر الألم السابق.
ويقول «مارتن-Martin» بروفيسور وباحث من المستوى الثاني في برنامج «Canada Research Chair» :”هذا اكتشاف مهم لأن الدلائل المتزايدة تشير إلى أن الألم المزمن هو مشكلة متعلقة بالألم الذي تتذكره ، وهذه الدراسة هي المرة الأولى التي يظهر فيها هذا الألم المتذَكًّر باستخدام مقاربة بين القوارض والبشر، حيث إذا كان الألم المُتَذكَّر هو القوة الدافعة للألم المزمن ونفهم كيف يتم تذكر الألم، فقد نكون قادرين على مساعدة بعض المصابين من خلال التعامل مع الآليات المتحكمة في الذكريات مباشرة.”
يطمح الباحثون بعد للتعمق أكثر والقيام بتجارب أخرى بهدف التوصل لعلاج الألم المزمن خاصة عند الرجال.
المصدر:هنا
التدقيق اللغوي : إيمان دياب