بالرغم من أن أعينها ضعيفة جدًا على تمييز تشكيلات الأجرام السماوية، إلا أن (خنافس الروث) تعتمد على التدرج الضوئي، الناجم عن مجرة درب التبانة في ظلمة السماء أثناء تقدمها و هذا لضمان دحرجة كرات الروث في خط مستقيم تفاديًا للعودة إلى المنافسين على كومة الروث.
يقول البروفيسور (ماركوس بيرن) من جامعة ويتس: “بعد أن تحصل على كرة الروث، فإن خنفساء الروث لا يهمها في أي اتجاه تذهب، بقدر ما يهما الابتعاد قدر الإمكان عن ساحة المنافسة”.
سبق ل(بيرن) وفريقه أن أثبتوا ــ في تجاربهم ــ أن (خنافس الروث) تستعين بالشمس و القمر. حيث قام الفريق بوضع قبعات للخنافس لمنع وصول الضوء إلى أعينهم. كما اكتشف الفريق أن الخنافس تتسلق فوق كرات الروث لتأدية “رقصة” التوجيه التي في الحقيقة تقوم خلالها بتحديد مصادر الضوء لتوجه بها نفسها حيث تقوم “بأخذ صورة” لمواضع الأجرام السماوية في السماء. فتعرف الخنفساء إلى أين هي متوجهة، وتتابع بعدها دحرجة الكرة في خط مستقيم عبر “السافانا” (السهل – نوع من أنواع السهول الأرضية -) .
يقول (باسل الجندي) ــ الباحث في جامعة “لوند”: “الحيوانات والحشرات الأخرى أيضًا تستخدم مواقع الأجرام السماوية لتوجه نفسها أثناء التنقل، ولكن خنافس الروث فريدة من نوعها فهي تصعد فوق كرة الروث لأخذ لقطة (صورة) للسماء، في ما يظهر أنها تؤدي رقصة ما، بحيث أنها تجمع المعلومات عن مختلف الأجرام السماوية مثل الشمس، والقمر، والنجوم”. وعن طريق تطبيق هذه الإستراتيجية تستطيع الخنفساء أن توجه نفسها مستخدمة إمكاناتها إلى أقصى حد ممكن، ووفقًا ل(باسل جندي): فإنها لا تستخدم عمليات طويلة لاسترجاع المعلومات، فلقطة واحدة كافية للتوجه بشكل صحيح. و يقول مضيفًا: “نحن أول من أظهر أن خنافس الروث تأخذ هذه اللقطات. وأول من أظهر كيفية تخزين واستخدام الصور داخل أدمغتها الصغيرة”.
ليست كل مصادر الضوء بنفس القدر من المعالم مفيدة لخنفساء الروث. “فالعثة” (نوع من أنواع الحشرات) مثلًا تعمل على الحفاظ على زاوية ثابتة بينها وبين الشعلة، لذلك سوف تتحرك في شكل دائري حول اللهب. أما الجرم السماوي فهو بعيد جدا ليتغير موقعه بالنسبة إلى خنفساء الروث أثناء دحرجتها للكرة، ونتيجة لذلك يبقى مسار الخنفساء في خط مستقيم.
يفترض العلماء أن للخنافس تسلسل هرمي للأفضلية عندما يتعلق الأمر بمصادر الضوء المتاحة. فإذا كان القمر و المجرة مرئيان في نفس الوقت، فإن الخنافس ربما تعتمد على مصدر واحد منهما بدلًا من الآخر.
أتبثت بعض الحيوانات الأخرى استخدامها النجوم للتوجه، ولكن خنفساء الروث هي الحيوان الأول الذي أثبت استخدام المجرة في ذلك.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
التدقيق اللغوي العربي : Mohammed Diab