قام دكاترة بجامعة (Miami Miller School Of Medecine ) بتطوير جهاز فريد من نوعه مصمم من أجل توفير تخديرآمن في متناول الأطباء والمرضى في البلدان النامية. اذ يعتبرالحصول على تخدير عام في مثل هذه الدول باهض الثمن من جهة، وغير عملي ومحفوف بالمخاطر من جهة أخرى. الجهاز – الذي لم يتم تسميته بعد – يمكن أن يكون منقذا للأرواح بالأخص في المناطق الحربية، خلال الكوارث الطبيعية وفي المناطق النائية أين يتعذر نقل وإيصال الأجهزة التقليدية اللازمة لمراقبة عملية التخدير.
بتعاون من الدكاترة: ( Dr.Pretto Dr.Fiala Dr.Cordova ) مختصين في علم التخدير بجامعة( Miami Miller School Of Medecine )، مع مهندسين من الجامعة الدولية لفلوريدا. تمكنوا بنجاح من ابتكار جهاز استشعار بيولوجي قابل للارتداء يقوم بالكشف عن تركيز المخدرات الغازية في الدم عن طريق الأبخرة العابرة مباشرة من بشرة المريض.
” يعاني ثلثي سكان العالم من قِصر في الوصول الى تخدير آمن وخالٍ من المخاطر حيث أن معدلات الوفاة من جراء التخدير العام مرتفعة بدرجة كبيرة في البلدان النامية ” يصرح ( Dr.Pretto ) ويضيف ” هناك العديد من المشاكل التي تحصر امكانية الوصول إلى أجهزة التخدير اللازمة منها ندرة توفر هذه الأجهزة، سعرها المرتفع، و صعوبة نقلها .”
يستعمل في التخدير العام غاز Isoflurane كمخدر قابل للاستنشاق، والتأكد ان المريض قد حصل على الكمية الضرورية فقط من المخدر هو امر حاسم. في الولايات المتحدة والعديد من الدول الأخرى يستعمل جهاز IRS (Infrared spectroscopy) من أجل الكشف عن كمية الغاز المستنشق وبالتالي الحفاظ على سلامة المريض. لكن هذا الجهاز ضخم ويصعب تحريكه الى المناطق النائية أو مناطق الحرب والكوارث الطبيعة.
مما يؤدي الى تعذر القياس المضبوط لتركيز هذا الغاز في دم المريض اذ أن أي زيادة أو نقصان قد تؤدي الى مضاعفات جدية. مثل ما أشاراليه (Dr.Fiala) ” عندما تجهل النسبة الدقيقة للغاز المخدر التي تقدمها للمريض – أو النسبة التي يطرحها عن طريق التنفس – فأنت بمثابة أعمى.
” ويضيف ” الكثير قد يؤدي الى مضاعفات جدية وطويلة المدى، وفي نفس الوقت انت لا تريد أن يقفز المريض من طاولة العمليات فور مباشرة العملية.”
ولهذا قامت هذه المجموعة من الدكاترة بتطوير هذا الجهاز القابل للارتداء مباشرة على الجسم على مدى 4 سنوات، حيث أن غاز Isoflurane مثل الكحول يتسرب عبر مسامات الجلد. مما مكن من قياس تراكيز هذه المادة مباشرة انطلاقا من عرق المريض.
يؤكد الباحثون المشرفون على هذا المشروع أن الجهاز الذي هم بصدد تطويره لم يصمم كبديل عن الأجهزة التقليدية وانما من أجل الحالات الخاصة أين يتعذر استعمالها، لكنهم في نفس الوقت أشاروا الى دقة القياس التي يوفرها هذا الجهاز اذ أنه يسمح بالكشف بدقة عن تراكيز أقل بكثير من التي يتم الكشف عنها بالأجهزة التقليدية IRS
الى اليوم، قام الدكاترة باجراء اختبارات ميدانية على 10 متطوعين مقبلين على تخدير عام بغاز Isoflurane بمركز (Uhealth Tower) ويخططون لإجراء حوالى 50 اختبار قبل التقدم الى قطاع البيو تكنولوجيا و الحصول على رخصة من اجل تسويق جهازهم.
المصدر : هنا
المدقق اللغوي : بشرى بوخالفي