عندما يتعلق الأمر بالجنس فإنّ الناس يتباينون من حيث الأداء والمدة المستغرقة خلاله، ولكن علميًا، كم هي الدقائق اللاّزمة التي يجب أن تستغرقها العمليّة الجنسية الطبيعية؟
لمعرفة رأي المجتمع حول الوقت المُستغرق لممارسة علاقة جنسية طبيعيّة، أُجريت دراسة من طرف د. كريستال ديلوورث تم عرضها على برنامج دي نيوز (DNews) على قناة ديسكوفري (Discovery Channel)، واُكتشف خلالها مدى تغير مفهوم كلمة “طبيعية” فيما يتعلق بالجنس، وهذا تناسبًا مع تغير التوقعات المجتمعية المنتظرة منه، وبالتالي فليس من السهل تحديد قيمة جسدية فعليّة له. في أواخر أربعينيّات القرن الماضي، أجري استطلاع كانت نتائجه أن ممارسة الجنس قد استمرت حوالي الدقيقتين لدى (%75) من الذكور المشاركين في الاستطلاع. في يومنا الحالي، تشخص حالة (المدة الزمنية القصيرة) ضمن ما يسمى بـ “القذف المبكر”، وهو أمر لا يبعث على الرضا بالنفس أو رضا الشريك أيضًا، حيث أنّها مدة قصيرة جداً وسابقة لأوانها.
في أواخر ستينات القرن الماضي، وبظهور وانتشار الحركات النسويّة والثورات الجنسيّة، أصبح الجنس يستغرق وقتًا أطول، وهذا حسب الدراسات التي تم إجراؤها في جامعة نيو برونزويك (New Brunswick University)، حيث توصلت إلى أنّ مدة الجماع الطبيعية تكون من خمس إلى عشر دقائق، واعتبرت مدة عشرين دقيقة غير مرغوبة بتاتًا، حيث أنّ متوسط المتعة القصوى تكون في منتصف تلك المدة.
تجرى حاليًا وبشكل أكبر دراسات وتحقيقات في المقاييس النوعيّة كالإشباع الجنسي، كمثال عن هذا، الدراسة التي أجريت في عام 2004، التي قارنت بين إجابات المشاركين حول المدة الفعلية التي يستغرقونها في ممارسة الجنس وتلك التي يرغبون فيها، وكانت النتائج أن رغبت المشاركات الإناث بسبع دقائق أكثر من الجماع من شركائهن، كما أن المشاركين الذكور رغبوا في إحدى عشرة دقيقة أكثر، أما فيما يتعلق بمدة المداعبة المفضلة لدى الجنسين، طلب الرجال خمس دقائق، في المقابل، طلبت النساء عشر دقائق في المتوسط.
لنعد إلى نقطة التغيّر في مدّة الجماع خلال الزمن، ما الذي تغير؟
كبداية، الثّورة الجنسيّة والتي جعلت المتعة الجنسيّة للإناث الهدف العام للرّجال. في عام 1970، عرّف ماسترز وجونسون وبكل جرأة أنّ الرّجال الذين قذفوا قبل شركائهم أكثرَ من نصف المرات أنهم يعانون من القذف المبكر. قام المعالجون بوضع تصنيفات لمدّة الجماع؛ بحيث أنه يُعدّ قصيرًا جدًا عندما يستمر من دقيقةٍ واحدةٍ إلى دقيقتين، وكافٍ من ثلاث إلى سبع دقائق، ومرغوب به من سبع إلى ثلاث عشرة دقيقة، وفترة طويلة جدًا في حال زادت عن نصف ساعة، وأي شيء أطول من ذلك -مثل أربعين دقيقة- يعدّ فائضًا عن الحاجة.
إذًا ما السبب وراء توقع عملية جنسية مستمرة لمدة ساعة، في حين تعتبر أي عملية تفوق العشر دقائق شذوذًا إحصائيًا؟
إن هذا الارتباك بين المدة الطبيعية والمرغوبة في الحقيقة يأتي من الطريقة التي نتصور بها الممارسة، فوفقًا للباحثين، تنبع التوقعات الجنسيّة من خرافات متعلقة بكون الجنس ممارسة أكثر تميزًا، إثارة ومتعة من أيّ نشاط بشري آخر. لهذا فإننا منطقيًا نريد مزيدًا من العملية الجنسية، لارتباط الجنس الجيد بتحقيق الذّات، وهكذا أيضًا فإن النساء يشعرن بأنهن مضطرات لأن يكنّ متعددات النشوة الجنسيّة، ويشعر الرجال بأنهم مجبرون على الأداء بشكل أفضل والاستمرار لفترة أطول.
وترتبط العملية الجنسيّة أيضًا بالرغبات والحاجات وكذلك التوقعات الشخصية. وهنا يجدر الإشارة إلى أنّ إشباعك لرغباتك لا يعني بالضرورة أن شريكك قد أشبعها أيضًا.
المصدر: هنا – هنا – هنا – هنا – هنا