عادةً ما يتم استخدام كلمتي نزلة البرد والإنفلونزا بالتبادل، لكن الحقيقة أنهما مرضان مختلفان عن بعضهما. فكيف يمكنك التمييز بينهما؟ والأهم من ذلك، كيف يمكنك أن تخفف من أعراضهما؟
البرد والإنفلونزا، كلاهما ينتجان من إصابة الفيروسات لمسارات التنفس العليا (الأنف، مرورًا بالحنجرة، وحتى بداية البلعوم). لكن بصورة عامة، فإن أعراض الإنفلونزا، تكون أشد من أعراض نزلة البرد، لدرجة أنه في كل موسم شتاء، تكون الإنفلونزا سببًا في وفاة العديد من كبار السن، والأشخاص أصحاب الأمراض المزمنة.
كيف نميز بين الإنفلونزا ونزلة البرد؟
يمكن التمييز بينهما، عن طريق أخذ عينة من المريض، واتباع تحاليل معملية متخصصة، لكن بالطبع يمكن التمييز عن طريق الأعراض التي تظهر على المريض كالتالي:
- أعراض الإنفلونزا:-
تظهر بصورة مفاجئة، وغير تدريجية على المريض، وعادة ما يشعر مصابوا الإنفلونزا، بتدهور شديد في الحالة الجسمية، الذي قد يستمر يومين أو ثلاثة أيام، وسوف تستمر باقي الأعراض على مدار حوالي 5 أيام أخرى.
من أشهر أعراض الإنفلونزا الآتي:
- ارتفاع الحرارة إلى أعلى من 38 درجة سيليزية.
- رعشة بالجسم.
- صداع.
- ألم بالعضلات.
- ضيق بالصدر.
- وأحيانًا كُحة (سعال) جافة (بدون بلغم).
- أعراض نزلة البرد:-
تبدأ أعراض البرد بصورة شبه تدريجية على المريض، لتظهر بوضوع خلال يوم أو يومين. من أشهر أعراض نزلات البرد الآتي:
- احتقان بالحلق.
- إنسداد الأنف.
- العطس.
- الكُحة (السعال).
- نادرًا ما يكون مصحوبًا بارتفاع طفيف في درجة الحرارة، خاصةً في الأطفال.
- وأحيانًا إرهاق ولكن بصورة أخف من الإنفلونزا.
يتضح مما سبق، أن أعراض نزلة البرد، عادةً ما تشمل الرقبة فما فوقها -أي أنها محددة بمسارات التنفس العليا- على عكس الحال بالنسبة للإنفلونزا، التي تمتد أعراضها لتشمل الجسم بالكامل؛ نتيجة لآلام العضلات وارتفاع الحرارة.
فيما يلي جدول يُلخص أهم الفروق بين نزلة البرد والإنفلونزا:-
وجه المقارنة | نزلة البرد | الإنفلونزا |
ارتفاع الحرارة | نادرًا | غالبًا موجودة، وتصل لأعلى من 38 درجة سيليزية |
الرعشة والعرق | نادرًا | يحدث عادةً |
آلام الجسم | خفيفة | تحدث عادةً وأحيانًا شديدة |
تدريج ظهور الأعراض | تظهر تدريجيًا | تظهر فجأة |
العطس والتهاب الحلق والزكام | عادةً | أحيانًا |
الصداع | أحيانًا | يوجد عادةً |
ما هو العلاج؟ وكيف نخفف من تلك الأعراض؟
العلاج الأول والأساسي -سواءًا لنزلات البرد أو للإنفلونزا- هو الراحة. وأن تدع المرض يمر؛ حيث أنه عادةً ما ينتهي خلال أسبوع. من المهم أيضًا، أن يُزيد المريض من تناول السوائل الدافئة، وفيتامين سي (يساعد على تخفيف أعراض البرد)، وكذلك الزنك (الذي يُعتبر كعامل حافز للتفاعلات الخاصة بجهاز المناعة).
أما عن تلك الأدوية الشهيرة، المتوفرة بالصيدليات كمضادات الإحتقان وأدوية نزلات البرد والإنفلونزا، فهي تُعالج الأعراض وتخفف منها (أي أنها لا تقضي على السبب -الفيروس-)، حتى تنتهي دورة حياة الفيروس، ويستعيد جسمك عافيته، وبالتأكيد قد تحتاج للأدوية، التي تحتوي على الـ”باراسيتامول” لتساعدك على خفض الحرارة، في حالة إصابتك بالإنفلونزا.
ودائمًا يُفضل استشارة الطبيب، بحيث يجب أن تكون استشارتك خلال 48 ساعة من بدأ شعورك بأعراض المرض؛ فهي الفترة التي تتكاثر فيها الفيروسات، كي يتمكن الطبيب من التدخل، ووصف مضادات للفيروسات كعقار ال”تاميفلو”.
ماذا عن المضادات الحيوية؟
بعد أن أوضحنا، أن السبب في المرضين هو الفيروسات، فمن غير المنطقي المُسارعة بتناول المضادات الحيوية، التي تستهدف القضاء على البكتيريا! ( يمكنك معرفة الفرق بينهما من خلال هذا المقال ).
فاستخدام المضادات الحيوية، دون الحاجة إليها، يمكنه أن يزيد من احتمالية تعرضك للعدوى في المستقبل؛ لأنها تعمل على إكساب البكتيريا للمناعة ضد هذه المضادات فيما بعد.
في بعض الأحيان، يمكن أن يصاب المريض بعدوى بكتيرية بعد نزلة البرد، فيمكن اللجوء للمضادات الحيوية، في حالة ما إذا استمر المرض لأكثر من أسبوع، مع بدأ إفراز مخاط غليظ أخضر اللون من الأنف أو عند السعال؛ مما يدل على بداية نشاط بكتيري.
كيف يمكنك تجنب الإصابة بنزلات البرد أو بالإنفلونزا؟
لوجود العديد من أنواع الفيروسات المُسببة لنزلات البرد -أكثر من 200 نوع مختلف- كان من المتوقع عدم وجود مصل واقي من البرد، لتعدد أنواع الفيروسات المسببة له. في حين أن الفيروس المُسبب للإنفلونزا الموسمية، هو فيروس الإنفلونزا فقط، والذي يتم تلقيه قبل بداية موسم الشتاء. وبالتأكيد فإن مصل الإنفلونزا، لا يمنع من الإصابة بالمرض بنسبة 100%، لكنه يقلل بنسبة كبيرة من احتمالية الإصابة به، من خلال تحفيز الجهاز المناعي وتنشيطه قبل الإصابة بالفيروس، وكذلك إنشاء بعض الأجسام المضادة ضد بعض الأجزاء التي يمكن أن تعود من خلال عدوى فعلية، وهي تلك التي لم يطرأ عليها تغير جيني.
كلا المرضين، يتسبب فيهما فيروسات قابلة للانتشار، في قطرات الماء، أو الرذاذ المطرود عندما يعطس المريض أو يسعل، والتي قد تستقر على الأسطح وتلوثها، لذلك، لتقليص احتمالية الإصابة بهذه الفيروسات يجب:-
- غسل اليدين باستمرار خاصة قبل لمس الفم (عند تناول الطعام على سبيل المثال).
- مسح الأسطح المعرضة للتلوث، كمقابض الأبواب ولوحة مفاتيح الحاسوب.
- العطس والسعال في مناديل، والتخلص منها على الفور.
المصادر:
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تدقيق لغوي: Mohammed Diab
تدقيق علمي: Jehad AbulRob