يعمل العلاج على نوع غير شائع من سرطان الدم يسمى بـ « ابيضاض (من زيادة عدد خلايا الدم البيضاء) الدم اللمفاوي الحاد – B-cell acute lymphoblastic leukemia » والذي يصيب الخلايا اللمفاوية من نوع B،و يعد من أكثر السرطانات شيوعا عند الأطفال و الشباب. ويؤكد « لي غرينبرغر – Lee Greenberger » المسؤول العلمي الأول في « جمعية اللوكيميا (ابيضاض الدم) و سرطانات الغدد اللمفاوية – Leukemia and Lymphoma Society (LLS) » أن معدل نجاح العلاج الذي شوهد في التجربة السريرية الحديثة كان “مذهلا”.
ببساطة، يعمل العلاج الجديد على إعادة توجيه الخلايا المناعية للشخص المصاب نفسه لمحاربة السرطان.
وللقيام بذلك، يقوم الأطباء أولا بإزالة ملايين الخلايا المناعية التي تسمى بالخلايا التائية T من دم المريض، ويتم إرسالها للمختبر بهدف تنقيتها و هندستها وراثيا، ليقوم العلماء بعد ذلك بخلطها مع فيروس يعمل كـ”ناقل” للمادة الوراثية و إدراجها داخل الحمض النووي للخلايا، حيث تمثلت النواقل المستخدمة في أشكال غير نشطة من فيروس نقص المناعة البشرية HIV(الايدز). بعد مرور 15 إلى 25 يوم، وذلك حين بدأت الخلايا في النمو و التكاثر و إنتاج البروتين الجديد الذي تم ترميزه بالحمض النووي المزروع، تم إعادة الخلايا التائية “المعدلة جينيا” للشخص المصاب.
ويقول غرينبرغر: “هذا العلاج الجديد هو بالأساس علاجٌ لمرة واحدة”
تعمل المادة الوراثية التي تم إدراجها داخل الخلايا التائية على تغيير وظيفتها بمجرد عودتها إلى جسم المريض حيث تقوم بوظيفتين أساسيتين هما : إنتاج أجسام مضادة تتموضع على سطح الخلايا تمكنها من التعرف على الخلايا السرطانية، والالتصاق بالخلايا السرطانية والعمل على تدميرها. بمجرد دخولها لجسم الإنسان تتضاعف هذه الخلايا “المطاردة و المدمرة” لتشكل جيشا في دم المصاب. ويؤكد غرينبرغر على أن العملية الكاملة لقتل جميع الخلايا السرطانية قد تدوم لأسبوعين.
ولكن خلال فترة العلاج يمكن أن تظهر بعض الأعراض الجانبية الخطيرة، منها « متلازمة إفراز السيتوكين – cytokine release syndrome » المسببة للحمى، و « السمية العصبية – neurotoxicity» التي يمكن أن تتسبب في الارتباك وعدم القدرة على الكلام. لذا ينصح ببقاء المريض في المستشفى طول فترة العلاج لتتم مراقبته بعناية فائقة.
وبالإضافة إلى ذلك، فإن بعض الخلايا الغير سرطانية من الخلايا البائية B يمكن أن تحمل أيضا البروتين الذي تم تصميم الخلايا التائية للتعرف و القضاء عليه، مما يؤدي إلى مهاجمتها أيضا. و يقول غرينبرغر: ” لكن الناس سيبقون على قيد الحياة بدون هذه الخلايا البائية “. ومع ذلك، قد يحتاج المريض لحقن منتظم من « الغلوبيولين المناعي – immune globulins » بهدف تعزيز جهازه المناعي.
حسب ما نشر في صحيفة النيويورك تايمز فإن توصيات لجنة إدارة الغذاء والدواء FDA قد اعتمدت على نتائج التجارب السريرية التي تديرها « شركة نوفارتيس للمخدرات – the drug company Novartis ». حيث أعطي العلاج الجديد إلى 63 مريض، 52 منهم أو 83 بالمئة تماثلوا للشفاء، وتوفي المرضى الـ11 الآخرون.
وتؤكد لجنة إدارة الغذاء والدواء بأن الموافقة على العلاج تمت خصيصا للمرضى الذين لم يستجب السرطان لعلاجات أخرى أو للذين شهدوا عودة المرض حتى بعد العلاج.
وحتى الآن، فإن المرضى الذين تمت معالجتهم بنجاح ما بين نيسان 2015 و آب 2016 لم يشهدوا عودة السرطان ولم تظهر لديهم أي آثار جانبية خطيرة. ومع ذلك فإن غرينبرغر يؤكد على ضرورة المتابعة على المدى الطويل تحسبا لأي تغير.
المصدر: هنا
ــــــــــــــــــــــــــــــ
تدقيق لغويّ: Amira Bousdjira
مراجعة علمية: جهاد عمر أبو الرُّب
تعديل الصورة: عبد الرزاق