طوال تاريخ نشوء الحياة وتطورها، ازدهرت مجموعات جديدة من الأصناف الطبيعية على حساب أصناف أخرى، وتفاوت التنوع البيولوجي العالمي بشكل كبير عبر الزمن الجيولوجي. وقد كشفت دراسة جديدة أجريت في « جامعة توركو – the University of Turku » بفنلندا، وجود عوامل مختلفة تماما تنظم ظهور و اختفاء هذه الأصناف.
“في وقت سابق، كان النقاش يدور حول ما إذا كان التنوع البيولوجي يُنظم أساسا من خلال التفاعل بين الأنواع أو البيئة الخارجية”، يوضح الباحث وزعيم الدراسة « سامولي ليتونن – Samuli Lehtonen » من وحدة التنوع البيولوجي من جامعة توركو.
ومن أجل اختبار هذه الآراء المتنافسة قام ليتونن بجمع فريق من كبار الباحثين في كلٍ من فنلندا، السويد، سويسرا والولايات المتحدة؛ الذين ركزوا على تنوع مستحاثات إحدى الأنواع النباتية والعوامل التي أثرت على هذا التنوع خلال الـ 400 مليون سنة الماضية. وكانت نتيجة عملهم أن وجدوا أن المستحاثات نجت مما لا يقل عن أربع حالات انقراض جماعي للكائنات، وذلك خلال تاريخها التطوري الهائل، كما تغيرت مجموعات المستحاثات المهيمنة بشكل متكرر.
يقول البروفيسور « ألكسندر أنتونيلي – Professor Alexandre Antonelli » من « مركز غوتنبرغ العالمي للتنوع البيولوجي – Gothenburg Global Biodiversity Centre (GGBC) »: “بفضل بيانات الأحافير السرطانية الغنية وكمية كبيرة من معلومات الأحماض النووية للأنواع الحية، تمكنا من اختبار نماذج تطورية متعددة متنافسة لأول مرة باستخدام أساليب تحليلية جديدة.
حيث تمت مقارنة التباين الملاحظ في تنوع الأحافير الحية مع الاختلاف في مجموعات أخرى من النباتات والبيئة مثل الانجراف القاري والتغيرات المناخية. وتظهر النتائج أن التغيرات في البيئة أثرت بقوة على الانقراض، ولكن المثير للاستغراب هو عدم نشوء نوع جديد. بدلا من ذلك، يتم تسريع تشكل أنواع جديدة من الأحافير عندما يكون تنوعها قليل (على سبيل المثال بعد الانقراض الجماعي). وتشير الدراسة إلى أن نشوء أنواع جديدة هو أساسا عملية محايدة يزيد فيها احتمال الاندماج عندما يكون التنوع منخفضا.
العوامل التي تؤثر على انقراض ونشوء أنواع تختلف بشكل مدهش، ذلك أن تغير المناخ يكون له تأثير عال على الانقراض ولكن ليس على المنشأ، و هذا ما يلاحظه الباحث « دانييل سيلفيسترو – Daniele Silvestro » الذي طور النموذج الرياضي المستخدم في الدراسة.
ويبدو أن الفرضيات المتنافسة القديمة تفسر جوانب مختلفة من نفس المشكلة، مما يُظهر وجود جدلٍ عقيم مستمرٍّ حول الموضوع، وذلك ما لم تتم دراسة الانقراض والأصل بشكل منفصل.
المصدر: هنا
ــــــــــــــــــــــــــــ
تدقيق لغويّ: Amira Bousdjira