على مرّ التاريخ، اُجريت العديد من عمليات نقل الرأس على الحيوانات وكانت نتائجها متباينة.
في عام 1908 نجح عالم الفسيولوجيا الأمريكي شارلز غوثري Charles Guthrie في نقل رأس كلبٍ إلى جسد كلبٍ آخر، ثمّ قام بتوصيل الشرايين ليسمح للدم بالتدفّق إلى الرأس المنقولة، أظهرت الرأس المنقولة بعض العلامات الحيوية كبعض الحركات البسيطة وتقلّص البؤبؤ وتحرّك الّلسان.
في خمسينيات القرن الماضي، قام رائد نقل الأعضاء في الاتّحاد السوفييتي فلاديمير ديميخوف Vladmir Demikhov بزرع رؤوس كلابٍ في أجساد كلابٍ أخرى فنتجت كلاب ذات رأسين. تشير الملاحظات التي تركها فلاديمير إلى أنّ رؤوس الكلاب المنقولة أظهرت علاماتٍ حيوية حالها حال أيّ رأس كلبٍ عادي.
كتب فلاديمر معلِّقًا على أحد تجاربه حيث قام بزرع رأس كلبٍ يبلغ عمره شهرًا واحدًا على جسد كلب الراعي الألماني:”جروٌ صغير يتمتّع بالحيوية كحال أيّ جروٍ آخر”.
يستمر ديميخوف بكتابة الملاحظات:
“الساعة 09:00 – الرأس المزروعة تشرب الحليب والماء بلهفة، تجرّ نفسها عن جسد الكلب الآخر، أعتقد أنّها تحاول الانفصال عنه”.
“الساعة 22:30 – عندما وُضع جسد الكلب المستقبِل في الفراش، قامت رأس الكلب المنقولة بِعضّ يد أحد أعضاء الكادر الطبّي فسبّبت له نزيفًا”.
“26 شباط، الساعة 18:00 – الرأس المنقولة قامت بعضّ جسد الكلب المستلِم من خلف الأذن لأنّ الأخير كان يتأوّه ويهزّ رأسه”.
أحد كلاب ديميخوف بقي على قيد الحياة لمدّة 29 يومًا.
في عام 1970، قام جرّاح الأعصاب الأمريكي روبرت وايت Robert J. White باِجراء عملية نقل رأسٍ كاملة على أحد القردة. العملية كانت ناجحة نسبيًا وكان القرد قادرًا على أن يرى ويشم ويسمع ويتذوق، بقي القرد على قيد الحياة لبعض الوقت حتى إنّه قام بعضِّ أحد أفراد طاقم العمل. قام البروفيسور وايت باِعادة التجربة في عام 2001.
في عام 1997،حاول رجلٌ اِسمه ريتشارد نوريس Richard Norris الانتحار مطلِقًا النار على نفسه في منطقه الوجه، الرجل لم يمت لكنّ وجهه تشوّه بشكلٍ كبير. في عام 2002 قام الجرّاحون باِجراء عملية نقل وجه لنورس، صحيحٌ أنّ عليه أن يتناول كمياتٍ كبيرة من الأدوية لكي يمنع جهازه المناعي من التفاعل وطرد الوجه المنقول إلّا أنّ نتائج العملية كانت مذهلة.
ــــــــــــــــــــــــــ
تدقيق لغوي: هاجر بن يمينة