يقع هذا الثقب الأسود في مركز مجرة أطلق عليها اِسم « NGC 1332 »، وهي تبعد عن الأرض بمسافة 73 مليون سنة ضوئية، وقد قام فريق دولي من العلماء يتضمن البروفيسور « أندرو جيه بيكر – Anderw J.Baker » بقياس كتلته بدقة غير مسبوقة.
وقال بيكر،أستاذ مشارك في مجموعة الفيزياء الفلكية في « روتجرز » قسم الفيزياء وعلم الفلك: ” إن الثقوب السوداء الأضخم – التي توجد عادة في مراكز المجرات – تكون كثيفة بحيث إن جاذبيتها تسحب أي شيء قريب بما فيه الكفاية وهذا يشمل الضوء أيضا. ”
يتشكل الثقب الأسود في كثير من الأحيان من اِنفجار نجم يتكثّـف عبر الجاذبية. تنمو الثقوب السوداء الهائلة في مراكز المجرات الضخمة عن طريق اِبتلاع الغازات والنجوم ،وغيرها من الثقوب السوداء. ولكن، قال بيكر: “لمجرد أن هناك ثقب أسود في المنطقة، هذا لا يعني أنها تتصرف مثل المكنسة الكهربائية الكونية “. كما أضاف، وهو الذي كان في « روتجرز » منذ عام 2006 :” يمكن أن تقترب النجوم من الثقب الأسود، ولكن مادامت في مدارات ثابتة وتتحرك بسرعة كافية، فإنها لن تدخل الثقب الأسود، كما أن الثقب الأسود الموجود في مركز مجرة درب التبانة، والذي يعدّ أكبر ثقب في مجرتنا، يبعد عنا آلاف من السنين الضوئية وبذلك فإنه لن يجذبنا إليه.”
يعتقد العلماء أن كل مجرة ضخمة، مثل درب التبانة، لديها ثقب أسود هائل في وسطها. وقال بيكر:” إن كل مكان من الثقوب السوداء هو مؤشر للتأثير العميق الذي لديها على تشكيل المجرات التي تعيش فيها “.
إن فهم تكوّن المجرات وتطورها هو واحد من أكبر التحديات الرئيسية التي تواجه الفيزياء الفلكية الحديثة، فلنتائج التي توصل إليها العلماء اِنعكاسات هامة على كيفية تشكل المجرات وثقوبها السوداء المركزية الهائلة، وقال بيكر: ” إن نسبة كتلة الثقب الأسود إلى كتلة المجرة مهمة في فهم تركيبتها “.
كما تشير الأبحاث إلى أن نمو المجرات ونمو الثقوب السوداء متناسقان، يقول بيكر:” إذا أردنا أن نفهم كيفية تشكل المجرات و تطورها، فنحن بحاجة لفهم الثقوب السوداء الهائلة”. كما يكمن جزء من فهم الثقوب السوداء الهائلة في قياس كتلتها على وجه الدقة، مما يتيح للعلماء تحديد ما إذا كان الثقب الأسود ينمو بوتيرة أسرع أو أبطأ من المجرة. وقال بيكر: ” إن كانت قياسات كتلة الثقب الأسود غير دقيقة، فلن يتوصل العلماء إلى أي اِستنتاجات نهائية “.
لقياس الثقب الأسود المركزي لمجرة « NGC 1332 »، اِستغل العلماء ملاحظات « ALMA * » عالية الدقة لاِنبعاثات أول أكسيد الكربون من قرص عملاق من الغاز البارد يدور حول الثقب، كما أنهم قاسوا سرعة الغاز. وقد كانت تلك أكثر الفترات نشاطا وفعالية في الأبحاث على مدار السنوات الـ 20 الماضية، وذلك في محاولةٍ لوصف كتلة الثقوب السوداء في مراكز المجرات. وقال بيكر، الذي بدأ دراسة الثقوب السوداء منذ أن كان طالب دراساتٍ عليا، :” إنه الوقت الذي سمحت لنا فيه أجهزة جديدة باِكتشاف أدلة جديدة هامة فيما يمكن أن نصفه بالعلمي.”
مؤخرًا، و بمعية المشاركين، قدّم بيكر اِقتراحًا لاِستخدام « ALMA » لمراقبة الثقوب السوداء الضخمة.
- « ALMA » هو شراكة دولية لعلم الفلك الراديوي بين كل من المرصد الوطني، والمرصد الأوروبي الجنوبي، والمرصد الفلكي الوطني الياباني بالتعاون مع شيلي. وجاء اِلتحاق للولايات المتحدة إلى « ALMA » عبر مرصد علم الفلك الراديوي الوطني ، الذي تدعمهُ المؤسسة الوطنية للعلوم.
المصدر: إضغط هنا