كرة اليد هي إحدى الرياضات الحديثة، والأكثر شعبية. وهي لعبة تحتاج إلى لياقة بدنية عالية، يكون اللعب فيها عن طريق تسجيل الأهداف في مرمى الخصم للفوز.
الأصول المبكرة لكرة اليد:
كرة اليد هي من الألعاب القديمة، غير أنه لا يوجد تاريخ واضح ومؤكد لها، ففي حين اعتبر البعض أنّ أصلها فرعوني، اعتبر البعض الآخر أن اللعبة نشأت كلعبة للإحماء في ألعاب القوى.
وإذا أردنا استقصاء تطور كرة اليد، علينا أن نعود آلاف السنين عبر التاريخ، لتزامن تطور الحركات الأساسية في كرة اليد، كالركض، القفز ورمي الكرة…، مع تطور حركة الإنسان كوسيلة للبقاء. وفي عصر ما قبل التاريخ بدأت الحركات الخاصة بالأطراف، وخاصة حركة الرمي بالذراع، والتي أصبحت في ذلك الوقت، أهم سلاح للإنسان البدائي، وقد لوحظ ذلك في رسومات الإنسان البدائي في الكهوف، حيث شوهدت رسوم لرمي الرمح وقذف الحجارة، التي كان يستخدمها الإنسان البدائي في ذلك العصر.
أما في العصور القديمة، فقد ظهرت أشكال بسيطة للكرة، حيث اتخذت كوسيلة للعب والمتعة. وانتشر اللعب بالكرة لأن حركات الرمي، هي فعاليات قتالية ساعدت على توسع اللعب بالكرة. وقد أشار هوميروس homer’s في ملحمته “الإلياذة والأوديسا” إلى لعبة تستخدم فيها الكرة، حيث يقوم مجموعة من اللاعبين بمسك الكرة وتمريرها إلى بعضهم البعض.
في روما، وُجدت بعض الرسومات الرومانية القديمة، وكانت تحتوي على أشكال للعبة كرة اليد، تسمى هاربستون harpaston. وكان الهدف في اللعب، هو قذف الكرة فوق خط معين.
وتشير الأدلة التاريخية، أن هناك ألعابًا لا تختلف عن لعبة كرة اليد، لعبت من طرف الإسكيمو في جرينلاند، وأيضًا في العديد من المناطق الإفريقية، وخاصة المصرية.
وهناك رسومات للمصريين القدامى، وهم يلعبون كرة اليد قبل خمسة آلاف سنة، في قرية سقارة بمصر. حيث تبين تلك الرسومات زوج من الفتيات، تقومان بلعب كرة بالأيدي، تلك الكرة مصنوعة من الجلد ومحشوة بالألياف النباتية.
الأصول الأوروبية لكرة اليد:
كانت الرياضات التي تُلعب بالكرة، ذات شعبية كبيرة في أوروبا، خلال العصور الوسطى، حيث ظهرت في ألمانيا لعبة التقاط الكرة، والتي تُعرف باسم فيسبال سبيال fussballspiel. أما في فرنسا، فظهرت لعبة تسمى jeux de paume (palm play) وتعني ألعاب النخيل، وكانت لعبة شعبية مارسها الأغنياء والفقراء على السواء.
كرة اليد الحديثة:
في القرن التاسع عشر، ظهرت العديد من الألعاب المشابهة لكرة اليد الحالية، أهم هذه الألعاب هي:
1 – هاندبولد haandbold: الفكرة الأساسية لهذه اللعبة، كانت لمدير مدرسة دنماركي هو هولجر نيلسون holger nielson. الذي حاول أن يجد بديلًا لكرة القدم، التي كسرت زجاج نوافذ المدرسة، لذلك فكر في لعب كرة اليد، وقد قابلت هذه اللعبة إقبالًا كبيرًا من طلابه، وانتشرت اللعبة بسرعة في كل أرجاء الدنمارك.
2 – هازينا hazena: ابتكرها فركلر كاراس vraclar karas، وأنكونين كريستوف antonin kristof، وقد شوهدت أول مرة في براغ، وهي شبيهة بنسبة كبيرة بكرة اليد الحالية، إلا أن الملعب في هذه اللعبة، مقسم إلى ثلاث مناطق (منطقة حارس المرمى – منطقة المدافع – منطقة لاعب الوسط) وكل لاعب يلعب ضمن المنطقة المقررة له.
3 – توربال torball: قُدمت هذه اللعبة لأول مرة في ألمانيا، من قبل هارمون باشمون hermon bachmonn، وكانت بنفس أبعاد الملعب في كرة اليد الحالية.
انتشرت الألعاب في كل أنحاء أوروبا، في وقت قصير، لكن بسبب اختلاف قواعد كل لعبة؛ كان من الصعب تنظيم مباريات دولية. لذلك أصبح من الضروري توحيد القوانين والقواعد في اللعب، وهو ما قام به كارل شيلينز Karl Schelenz، وماكس هيزر Max Heiser، وإيريك كوناي Erich Konigh، في برلين سنة 1917. وفي 1919 قام كارل شيلنز Karl Schelenz، بتعديل القوانين وتحسينها مرة أخرى، واستعملت هذه القواعد التي قام بتحسينها لأول مرة، في مباراة دولية سنة 1925 بين ألمانيا وبلجيكا.
الاتحاد الدولي لكرة اليدIHF:
في اجتماع عقد في لاهاي بهولندا عام 1926، عيّن كونغرس الاتحاد الدولي لألعاب القوي للهواة، لجنة لوضع وتطوير قواعد دولية مُحكمة في كرة اليد. وفي عام 1928، تأسس في أمستردام الاتحاد الدولي لكرة اليد للهواة IAHF، بمناسبة دورة الألعاب الأولمبية التاسعة.
في دورة الألعاب الأولمبية في برلين عام 1936، اختار الألمان رياضة كرة اليد كرياضة استعراضية في تلك الدورة، ثم ألغيت من برنامج الألعاب الأولمبية حتى عام 1972. حيث عادت كرياضة رسمية في دورة ميونخ للألعاب الأولمبية. أما كرة اليد النسائية قد انتظرت حتى عام 1976، حتى تدخل في برنامج الألعاب الأولمبية في دورة مونتريال.
بعد عام واحد على انتهاء الحرب العالمية الثانية، اجتمع ممثلون من ثماني دول في كوبنهاغن عاصمة الدنمارك، وأطلق الاتحاد الدولي لكرة اليد في 11 يوليو 1946.
وأول بطولة عالمية لكرة اليد كانت عام 1938، في برلين فازت بها ألمانيا.
كتاب “كرة اليد: المبادئ التعليمية والتدريبية” د.عبد الوهاب غازي حمودي، ص3 , 4
كتاب “تاريخ التربية البدنية” د.حسن احمد الشافعي، ص34 , 35
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تدقيق لغوي: Mohammed Diab