مثل الكثير من الأشياء في الحياة، ربما لاتفكر بصوتك كثيرا حتى تفقده! .
وعلى الرغم من أن معظم الناس، قد أصيبوا بنوبات، أدت إلى فقدان أصواتهم بصفة مؤقتة، وذلك بسبب عدوى في الجهاز التنفسي، إلى أن هناك آخرون فقدوا أصواتهم بشكلٍ دائمٍ؛ إثر استئصال حبالهم الصوتية. وذلك بسبب مرض السرطان أو بعض الأنواع الأخرى من الإصابات.
وللإشارة، فقد شرع الباحثون في اتخاذ الخطوات الأولى، لمساعدة الملايين من المرضى على استعادة أصواتهم. وللمرة الأولى في المختبر، تم تطوير واختبار النسيج الوظيفي للحبال الصوتية، وذلك وفقًا لبحث نُشر اليوم في علوم الطب بالحركة.
للمرة الأولى في المختبر، طَور واختبر العلماء النسيج الوظيفي للحبال الصوتية.
الغشاء المخاطي للطية الصوتية أو قطع النسيج المتداولة باسم الحبال الصوتية، تتميز بخصائص فيزيائية، وبيولوجية، فريدة من نوعها. هذه الأخيرة يجب أن تكون قادرة على التمدد والانحناء، بينما يتحرك الهواء من خلالها، مما يؤدي إلى خلق اهتزازات تسمى “بالصوت”. للإشارة، فإن الجسم غير قادر على إصلاح الأنسجة بالغة الضرر. فيما يمكن للأطباء علاج مشاكل بسيطة، عن طريق حقن مواد حيوية، مثل الكولاجين في النسيج، ولكن هذا العلاج مؤقت فقط، وليس مناسب للأشخاص الذين لديهم أضرار جسيمة.
لتطوير الغشاء المخاطي المُصنع حيويًا، بدأ الباحثون في جمع خلايا الطيات الصوتية، من حناجر مستأصلة لبعض المرضى، أو من جثث أموات. حيث تم وضع الخلايا في محلول، يساعد على نموها، بالإضافة إلى سقالة ثلاثية الأبعاد، كالتي تستعمل لزراعة الأنسجة لترقيع الجلد. بعد 14 يومًا يبدأ الهيكل والنسيج الاصطناعي للبروتينات، يتماثل والأنسجة البشرية الفعلية. مع ملاحظة غياب البروتينات الهيكلية، عند زرع خلايا الغشاء المخاطي لوحدها.
من جهة أخرى، أراد الباحثون اختبار القوة الميكانيكية للأنسجة، وذلك بعد قيامهم بزرع نسيج ذو حجم مماثل للغشاء المخاطي البشري (ما يزيد عن نصف بوصة من حيث الطول و0.04 بوصة من حيث السُمك). بعبارة أخرى، قام الباحثون بخلق حنجرة داخل مختبر.
باستعمال حنجرة مستأصلة من جثة كلب ( حسب ما أوضحه الباحثون عقب مؤتمر صحفي فإن نسيج الطيات الصوتية للكلاب تخضع للاختبار على مستوى المخابر)، قام الباحثون بنفخ الهواء الدافئ من خلالها وذلك لسماع الصوت الصادر. لوحظ أن النسيج يُصدر صوت ربوتي يشبه صوت المزمار. هذا الأخير هو في الحقيقة الصوت الذي تصدره الحنجرة، بدون تعديلات الأنف والفم.
من جهة أخرى، اختبر الباحثون الاستجابة المناعية للأنسجة، عن طريق زرع عينات منها، في نموذج لفأر ذو جهاز مناعي مشابه للجهاز البشري لمدة 21 يوم. حيث لاحظ الباحثون أنه لم يسجل أي رفض مناعي من قبل الأنسجة. مما أوحى إلى الباحثين، أن المرضى من البشر الذين تلقوا عملية زرع مماثلة، بمقدورهم عدم تناول المثبطات المناعية.
لا يزال هناك الكثير من العمل يتعين القيام به، وذلك قبل أن يتمكن الباحثون من اختبار النسيج المخاطي الاصطناعي على الإنسان، حيث توقعوا ملاحظة استجابة الجهاز المناعي لمدة أطول، بالإضافة إلى رغبتهم في زراعة النسيج لحيوان، بالقيام بعملية جراحية لاختبار فعاليته. للإشارة، فإن الفئران جد صغيرة لهذا النوع من الإجراء، لذلك تعين على الباحثين إيجاد كلب لتسهيل العملية.
كما تعين عليهم إيجاد الطرق المثلى لإرفاق النسيج بالحنجرة، حيث إذا انفصلا عن بعضهما، بإمكان بقايا النسيج منع دخول الهواء إلى الرئتين. وأخيرًا يتوجب عليهم تحديد كيفية جعل الأنسجة الاصطناعية متوفرة للاستعمال البشري. هذا يعتبر تحدي صعب؛ بما أن خلايا الطيات الصوتية اللازمة لنمو الأنسجة ليست متاحة بسهولة.
وعلى الرغم من هذه التحديات، فإن الباحثون واثقون من أن هذه الدراسة الأولى، هي في الحقيقة الخطوة الأولى نحو إمكانية إصلاح أنسجة الطيات الصوتية للملايين من الناس، الذين هم في أمس الحاجة إليها.
“نحن نؤمن أن هذا النسيج لديه القدرة على الاستعادة الوظيفة الصوتية للمرضى الذين فقدوا أصواتهم”، حسب ما أكده (ماثيو براون) أحد الباحثين في المجال، عقب مؤتمر صحفي.
المصدر: هنا
ــــــــــــــــــــــــ
تدقيق لغوي: Mohammed Diab