اقتضت العادة عند علاج مرض معين أن نلجأ إلى جين ذلك المرض لمعرفة كيفية القضاء عليه، مثال على ذلك مرض ضمور العضلات.
الأغلب منّا عزيزي القارئ يعرف هذه المعلومة خصوصًا من يقرأ الكثير من الأبحاث الطبية، وهذه هي الطريقة المستخدَمة عادة في علاج الأمراض.
في مقالنا اليوم سوف نتحدث عن طريقةٍ أخرى في اكتشاف الأمراض المستعصية وطرق علاجها.
حيث اقترح علماءٌ من معهد (EPFL) نظرية مختلفة في هذا الخصوص، وقد نُشرت هذه الدراسة في مجلة “Science Translational Medicine”. واكتشف فريق علمي بقيادة الدكتور “يوهان” فيتامينًا أطلقوا عليه اسم “nicotinamide riboside” وهذا الفيتامين له تأثير فعّال وقوي على الحيوانات المصابة بأمراض معينة وكان له أثر إيجابي عليها.
ولفهم هذا الاكتشاف سوف نأخذ مثالاً على مرض “دوشين” وكيف استطاع الدكتور وفريقه إيجاد علاج يحدّ من الأمراض المستعصية بشكل عام.
يعتبر مرض “دوشين” العضلي الذي يصيب طفل من بين 3500 طفل، وسبب هذا المرض طفرة جينية في إنتاج “الدستروفين” وهو فيتامين مطلوب للمحافظة على العضلات سليمة، أمّا الخلايا المشوهة بسبب هذه الطفرة فتسبب تلقائيًا إلتهابًا يؤدي إلى تدمير العضلات، كما يؤدي هذا المرض تدريجيًا إلى الشلل، وفي بعض الحالات يؤدي إلى الموت. أمّا الأطفال الذين يعانون من هذا المرض ففي النهاية سيجلسون على كرسي متحرك، خصوصا من هم في عمر 12 سنة.
وركّز الدكتور “يوهان” وفريقه العلمي على المرحلة الثانية في تطور مرض “دوشين”، حيث أظهرت المعلومات الأولية أنّ هذا الجين استهلك كمياتٍ كبيرة من فيتامين “NAD” -مع الأخذ بعين الاعتبار أنّ هذا الجين يعتبر وقودًا أساسيًا للميتوكندريا- وزيادة هذا الفيتامين “فيتامين NAD” أدّى إلى ضعف في الميتوكندريا، ممّا أدى تلقائيا إلى ضعف العضلات وزيادة تفاقم حالة الإلتهاب لهذا المرض.
- الإختبارات السريرية لمدة عامين
بعد التجربة الفاشلة التي حدثت في الدورة الثانية التي قام بها الدكتور “يوهان” وفريقه. ولكي يحافظوا على سلامة الميتوكندريا من خلال منع زيادة فيتامين “NAD” في الدورة الثانية، اتبعوا هذا النهج على الفئران المعدلة وراثيًا لهذا المرض وديدان “ايجليانس”.
وقال الدكتور أنّ النتائج على الحيوانات كانت مبشرةً جدًّا، ففي حالة الفئران ظهر الإلتهاب في مستوياتٍ منخفضة عكس ما حدث في التجربة الأولى والمستوى المنخفض أدّى إلى أضرار أقل في الضعف العضلي.
أمّا بالنسبة للديدان فلم تتأثر بأعراض الدورة الثانية من المرض، هذا يعني أنّه لا يوجد عليها أيّ أعراض لوجود إلتهاب، مع الأخذ بعين الإعتبار أنّه في الحالتين تم استعمال جرعات كبيرة من فيتامين “NAD”.
يقول يوهان:
“بين أيدينا الآن سببٌ وجيهٌ، وفي اعتقادنا أنّ هذا الفيتامين سوف ينجح على البشر ويساهم في تخفيف الالتهاب”.
ويوضّح “يوهان” أنّ فيتامين “NDA” أصبح متاح تجاريًا وهو عبارة عن أقراص تذوب في الماء، ويتوقع أيضًا أن تدوم الأبحاث السريرية على الإنسان مدة عامين لإجراء المزيد من الإختبارات على هذا الفيتامين الذي اكتشفه هو وفريقه العلمي من معهد (EPFL).
المصدر: هنا
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
تدقيق لغوي: عماد.فرفاش