“Lithopedion” كلمة يونانية بمعنى الجنين الحجري
هي حالة نادرة جدًا وغريبة في مجال الطب، لدرجة أن هناك 300 حالة عبر التاريخ تم توثيقها. وأول من ذكر هذه الحالة الغريبة هو (أبو القاسم الزهراوي)، في القرن العاشر الميلادي في الأندلس.
ترجع ظاهرة الجنين الحجري أو ما يُعرف أيضًا الجنين المُتكلس، إلى أن الحمل يحدث خارج الرحم، وفي حالات نادرة في التجويف البطني. وعندما يدرك جسم الأم بأن الجنين قد يكون بمثابة تهديد له، وأيضًا هذا الأخير لا يجد وسيلة للمغادرة، فبدلًا من التعفن داخل البطن، وتعريض الأم للعدوى، يعمل جسدها على “تكليس أو تحنيط” الجنين، وتغطيته بطبقة من الكالسيوم؛ فلا يصبح مرئي للجهاز المناعي ويتعامل معه على أنه جسم غريب. وهذا يشابه تمامًا ما تعمل المحارة، عندما تقوم بتحويل حبة رمل خارجية -تدخل إلى جسمها- إلى لؤلؤة جميلة ورائعة.
الطفل المتكلس حالة نادرة، فهي تحدث بنسبة 1.5% من حالات الحمل خارج الرحم. وقد يحصل هذا التكلس من الشهر الثالث للحمل إلى وقت الولادة.
لكن ما يطرح المشكلة في تشخيص الجنين الحجري؛ أنه لا يوجد أي أعراض أو علامات تؤدي إلى اكتشافه. فمعظم الحالات التي تم تشخيصها، كانت بمحض الصدفة، أثناء عمليات جراحية، أو خلال الفحص الروتيني بالآشعة السينية. فالجنين يستطيع أن يبقى ما يزيد عن النصف قرن بلا تشخيص.
إن هذه الحالة النادرة لا تُعتبر حالة من حالات العصر الحديث، حيث استطاع علماء الآثار إيجاد جثة تعود إلى امرأة حامل من ولاية تكساس، تحتوي على جنين حجري يعود إلى 3100 سنة.
ومن الحالات الغريبة وأقدمها التي تم توثيقها، كانت لسيدة فرنسية تُدْعَى “مدام كولومب”، والتي قد حملت في سن الأربعين، ومع ذلك، فهي لم تلد وبعد وفاتها عام 1582، عَثَر الأطباء على جنين مُتحجر، موجود داخل تجويف بطنها، وقد حملت الطفل لمدة 28 عامًا.
وفي سنة 2002، زهرة أبو طالب -من المغرب- وهي في الـ 75 من عمرها، عانت من الآلام، وبعد إجراء الفحوصات والآشعة، تبين وجود طفل متكلس، عبارة عن كتلة متحجرة موجود منذ 46 عامًا.
وفي حالة أخرى سنة 2013، امرأة تبلغ من العمر 84 عامًا -من كولومبيا- حملت جنينًا مكلسًا داخل جسمها لأكثر من 40 عامًا. ولم تدرك ذلك حتى شعرت بآلام شديدة في البطن، وخضعت لفحص بالآشعة السينية.
فتبقى حالة الجنين المتكلس حالة غريبة، لم يتمكن العلماء والباحثون التوصل لحقيقة حدوث الجنين الحجري، وما الأسباب التي تؤدي إلى تكوينه، وتكلسه بهذا الشكل.
المراجع:
Lithopédion (wikipedia)
The lithopédion (james edward hughes 2013)
Lithopédion (le saviez -vous)
Holdt sommer SJ,lithopedion :an unexpcted finding
(www.buzzle.com (strange-cases-of-stone-babies
Lithopédion (sciences et avenir
le figaro.fr
EL.TIEMPO (le journal colombien
The earliest known case of a lithopaedion.) Journal de la Royal Society of Medicin)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تدقيق لغوي: Mohammed Diab
تدقيق علمي:و.ياسين
تدقيق علمي:ع.فرح
تعديل الصورة:خالد