وجد الباحثون أن قطع الأحماض الأمينية من غذاء الفئران، يؤدي إلى إيقاف تكوين خلايا دم جديدة. للوهلة الأولى قد يبدو هذا سيئًا، لكن لهذا الأمر فائدة عظيمة للمرضى الذين سيخضعون لعملية زرع نخاع العظم.
إذا اشتغلت هذه الطريقة على الإنسان كما في الفئران، فيمكن للمرضى الذين سيخضعون لعملية زرع نخاع العظم، أن يقوموا بحمية غذائية قبل عده أسابيع من إجراء العملية؛ من أجل إزالة خلايا الدم القديمة بدلًا من جلسات العلاج الكيميائي والإشعاعي المُتعبة.
حاليًا يموت واحد من كل 20 شخص يجرون عملية زرع نخاع العظم، بعض هذه الوفيات تحدث بسبب المشاكل الناتجة من العلاجات السابقة للعملية، لذلك إيجاد طريقة لجعل العملية أكثر كفاءة وأقل ضرر على الجسم، سيكون أمرًا رائعًا للذين يعانون من سرطان الدم.
هذه الدراسة ركزت على نوع معين من الأحماض الأمينية يُدعى (فالين-Valin). وهو حامض أميني أساسي موجود في الأغذية البروتينية. وجد الباحثون أن (الفالين) يلعب دورًا أساسيًا ومدهشًا في تكوين الخلايا الجذعية المكونة للدم، وبدون (الفالين) لا تتكون هذه الخلايا ولا يعلم الباحثون لماذا.
الخلايا الجذعية المكونة للدم (haematopoietic stem cell) توجد في نخاع العظم. وهي التي تقوم بتكون خلايا الدم المختلفة، وهذه الخلايا التي يتم زرعها للشخص المُصاب بسرطان الدم (لوكيميا).
بعد قطع (الفالين) من النظام الغذائي للفئران، استطاع الباحثون من زرع نخاع العظم فيها، بدون الحاجة إلى جلسات العلاج الكيميائي والإشعاعي السابقة للعملية، إلا أن بعض الفئران ماتت بسبب نقص التغذية، التي أدت إلى ضعف التمثيل الغذائي (metabolism)، وإصلاح الأنسجة المتضررة (tissue repair).
فريق العلماء وسع تجربته المختبرية لتشمل خلايا جذعية إنسانية، فلاحظوا عند حرمان هذه الخلايا من (الفالين)، فإنها تتوقف عن التكاثر، هذه بُشرة خير على أن هذه الآلية من الممكن أن تعمل في الإنسان. وإذا نجحت فإنها ستغير طريقة علاج مرضى سرطان الدم، وستسهل عملية زرع نخاع العظم لديهم، وستسمح بزرع نخاع العظم في المرضى الذين لا يُسمح لهم بالتعرض للعلاج الكيميائي أو الإشعاعي كالنساء الحوامل.
ويعتقد الفريق الطبي أن إزالة خلايا الدم القديمة عن طريق النظام الغذائي الخالي من (الفالين)، من الممكن أن يَحِدْ من سرطان الدم، لكن يحتاج الأمر إلى المزيد من الاختبارات للتأكد من صحة هذه النظرية.
بالتأكيد إن للنضام الغذائي الخالي من (الفالين) أعراض جانبية، خصوصًا إذا حصل سوء تغذية للمريض (malnutrition)، فقد تؤدي إلى عرقلة أو إيقاف النظام الغذائي. ويفضل الفريق أن يكون النظام الغذائي عن طريق التغذية الوريدية، لسهولة التحكم في الغذاء.
في تصريح صحفي صرح ناكوجي Nakauchi -قائد الفريق العلمي: “إن السُمية الناتجة من النظام الغذائي الخالي من الفالين، أقل بكثير مقارنةً بالعلاج الكيميائي والإشعاعي”. وأضاف أيضًا “الفئران التي تعرضت للإشعاع تبدوا مزرية لا يمكنها الإنجاب، وتعيش لأقل من سنة، بينما الفئران التي خضعت لنظام غذائي خالي من الفالين يمكنها الإنجاب، وستعيش لفترة أطول بعد زرع نخاع العظم”.
المصدر: هنا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تدقيق لغوي: Mohammed Diab