تُشير الإحصائيات إلى أن سرطان الثدي هو ثاني أكثر أنواع السرطانات التي تصيب النساء انتشارًا في الولايات المتحدة بعد سرطان الجلد. حيث إن واحدة من أصل 8 نساء ستصاب بهذا السرطان في وقت ما خلال حياتها، بعد أن كانت النسبة تصل إلى امرأة واحدة من أصل 13 امرأة في أوائل النصف الثاني من القرن العشرين حسب الإحصائيات التي قامت بها جمعية السرطان الأمريكية (ACS).
كما يُعتبر سرطان الثدي الأكثر فتكًا -بعد سرطان الرئة- بالنسبة للنساء، هذا يعود إلى عدة عوامل والتي أهمها قلة التوعية بخصوص هذا المرض. يصيب هذا السرطان كلًا من النساء والرجال، لكن الرجال بنسب أقل بكثير، فهو يصيب 100 امرأة مقابل رجل واحد كل سنة تقريبًا.
عكس الاعتقاد الشائع أن هذا النوع من السرطان يقتصر على النساء فقط، فالحقيقة أن الرجال أيضًا معرضون للإصابة به لكن الإصابة به نادرة جدًا، في النهاية أنسجة الثدي مًعرضة لهذهِ التغيرات السرطانية لذلك أي رجل مُعرض للإصابة بسرطان الثدي.
والقراءة الصحيحة لإحصائيات المعهد الوطني للسرطان (National Cancer Institute) بينت أن هنالك 300إصابة بسرطان الثدي عند الرجال سنويًا مقابل 230,000 إصابة لدى النساء، أي حوالي 1% من مجموع حالات الإصابة بهِ.
الإصابة بهذا النوع من السرطان شائع بين الرجال الذين تتراوح أعمارهم بين 60 و70 سنة. يرجع سبب إصابة الرجال بسرطان الثدي إلى الطفرات الجينية الموروثة وخاصة طفرة BRCA (BRCA mutation)، كما أن هناك أسباب وعوامل أخرى تُسبب هذا الاختلال في الخلايا منها : التعرض للإشعاعات، تاريخ العائلة الوراثي الذي نجد فيه إصابة عدة أفراد بهذا النوع من السرطانات, حوالي1:5 من الرجال المصابين لهم أقارب مصابون بنفس المرض , ارتفاع مستويات الهرمونات الأنثوية في دم الرجل خاصة هرمون الاستروجين وانخفاض مستويات هرمونات الذكورة خاصة الاندروجين، التقدم في العمر، زيادة الوزن وعدم ممارسة الرياضة،والإفراط في شرب الكحوليات.
غالبية الأورام في ثدي الرجل تكون بسبب حالة كبر الثدي لدى الرجل وليس السرطان، لكن رغم هذا يجب تقييم الورم حتى لا يتطور الأمر، والقيام بمختلف الفحوصات لتحديد أن كان الأمر خطيرًا أم لا.
احتمالات النجاة من سرطان الثدي:
تكون معدلات بقاء الرجال المصابين بسرطان الثدي على قيد الحياة متساوية مع الخاصة بالنساء. بالرغم من أن معدلات الإصابة بسرطان الثدي كانت في تزايد لأكثر من عقدين من الزمان. كما كان يُعتقد أن التوقف عن العلاج بالهرمونات البديلة لانقطاع الطمث قد سبب انخفاض نسبة الإصابة، وقد بينت دراسة قامت بها مبادرة صحة المرأة (Women’s Health Initiative) عام 2003 ارتفاع خطر الإصابة بسرطان الثدي عند العلاج باستخدام هذه الهرومونات. وهذا ما نلاحظهُ عند المرضى الذين تتم معالجتهم بطرق بديلة أولًا قبل الانتقال إلى العلاج بهذه الهرمونات.
بالإضافة إلى هذا، فقد تم ملاحظة انخفاض في نسبة الوفيات الناتجة عن سرطان الثدي منذ عام 1989 . الكشف المبكر عن المرض وزيادة الوعي وزيادة ثقافة سرطان الثدي، بالإضافة إلى تطور العلم الذي ساعد في الفهم الجيد لهذا السرطان وأسبابه وتطوير طرق العلاج، أدى إلى ارتفاع نسب البقاء على قيد الحياة بعد الإصابة بالمرض. هذا ما أشارت إليه جمعية السرطان الأمريكية التي قامت بإحصاء حوالي 2,8 مليون ناجية من سرطان الثدي داخل الولايات المتحدة، وتشمل النساء اللواتي انتهين من العلاج والنساء اللواتي مازلن يتلقين العلاج.
المصدر: هنا
ترجمة: Wassim Grine
مراجعة: Farah Ali