ماذا تعرف عن سرطان الثدي..؟
سرطان الثدي هو السرطان الأكثر انتشارًا لدى النساء في الدول المتقدمة والسائرة في طريق التقدم على حد سواء. بل وهو في تزايد ملحوظ في تلك الدول بسبب إرتفاع متوسط الحياة, زيادة الكثافة السكانية وكذلك تبني نمط العيش الغربي. بالرغم من أن الوقاية يمكن أن تقلل من متوسط الإصابة بالسرطان إلا أن هذا لن يقضي على العدد الهائل من الحالات في الدول الفقيرة ومتوسطة الدخل, لأن تشخيص المرض يتم في مراحلهِ الأخيرة ولذلك يكون الكشف المبكر للمرض هو أفضل وسيلة وفرصة لمقاومة سرطان الثدي.
إن شحة الوسائل وضعف البنية الصحية التي تتسبب في الكشف المتأخر عن المرض وبذلك موت المريض يمكن الالتفاف حولها وتعويضها بالزيادة من حملات التوعية بخصوص العلامات الأولى التي تكشف المرض وتحث المريض على استشارة الطبيب في أقربِ وقت.
إن فحص الأفراد هو برنامج مُعقد معتمد من مؤسسات الصحة العمومية والذي يُمكن أن يكون ذا فائدة كبيرة بالمقارنة مع الطريقة التقليدية للفحص والمراقبة الأولية. أذا ما سار البرنامج بانضباط ودقة طبعًا. حيث يستهدف البرنامج الأفراد الذين هم في خطر مرتفع للإصابة بالمرض في منطقة معينة ,أي أن يتمكن كل شخص في خطر من الخضوع للفحص والمتابعة اللازمين.
لحد الساعة الطريقة الوحيدة التي أثبتت فعاليتها في الفحص هي (الماموغرافي (mammography أو ما يعرف بالتصوير الشعاعي للثدي, لكنهُ فحص مكلف للغاية ولا تتمتع به في كثير من الأحيان إلا الدول ذات البنية التحتية الصحية المناسبة والمتطورة لحد ما والذي يكون مدمجًا في برامج الفحص العام الواسع.
في حين أن وسائل الفحص التقليدية الأكثر انتشارًا والأقل دقة هي الفحص السريري, الذي يمكن أن يساعد في تعيين حالات السرطان في البلدان الأقل حظًا لحين تطوير وسائل فحص أكثر فعالية وأقل كلفة ومتوفرة للجميع.
العديد من البلدان ذات الدخل المتوسط والضعيف, تواجه الخطر المزدوج لسرطان عنق الرحم والثدي. لذلك يجب عليها تبني خطط صحية فعالة وقليلة التكلفة لمكافحة هذه الأمراض واسعة الانتشار.
ترعى منظمة الصحة العالمية (WHO)برامج مكافحة سرطان الثدي على المستوى الوطني للعديد من الدول وعلى المستوى العالمي ضمن برامجها الصحية.
أن أكثر من 508.000 امرأة ماتت جراء هذا المرض في عام 2011 ( Global Health Estimates ). بالرغم من أن الفكرة الشائعة أن سرطان الثدي هو سرطان منتشر بكثرة في العالم الغربي , إلا أن 50% من حالات الإصابة بسرطان الثدي و 58% من إجمالي الوفايات العالمية يكون في الدول الأقل تطورًا ( إحصائيات GLOBOCAN 2008 ).
إن متوسط الإصابة بسرطان الثدي يختلف بشكل كبير بين دول العالم , في شرق إفريقيا متوسط الإصابة هو 19.3 لكل 100.000 امرأة و في أوروبا الشرقية تصل النسبة إلى 89.7 حالة في كل 100.000 امرأة. وفي معظم الدول المتقدمة يقل المتوسط عن 40 حالة لكل مئة ألف امرأة. كما نلاحظ أن أكثر مستويات الإصابة الدنيا تكون في قارة أفريقيا ,ولكنها في تزايد مستمر.
أما متوسط الحياة والنجاة عند المصابين بسرطان الثدي فهو يتغير بصورة كبيرة من بلد لأخر. فتصل النسبة إلى ما فوق 80% في أمريكا الشمالية, السويد واليابان. حوالي 60% في البلدان المتوسطة الدخل وأقل من 40% في البلدان الفقيرة. إن النسبة المنخفضة للنجاة في البلدان المتخلفة سببها قلة حملات التوعية والكشف المبكر مما يسبب زيادة في عدد النساء اللاتي يدركن المرض في المراحل الأخيرة, بالإضافة إلى ضعف أمكانية التكفل بالعلاج في هذه الحالات.
عوامل الخطر :
لقد تم توثيق العديد من عوامل الخطر فيما يخص سرطان الثدي. ولكن أغلب النساء اللاواتي يعانين من المرض لم يظهرن عاملًا خاصًا واحدًا.
في حين أن وجود تاريخ عائلي للسرطان سيزيد من عوامل خطر الإصابة به مرتين إلى ثلاث مرات. إضافة إلى أن بعض الطفرات مثلًا في BRCA1, BRCA2) و p53) ستزيد من احتمال الإصابة بشكل كبير, ولكنها نادرة الحدوث.
كذلك من أهم عوامل الخطر الطبيعة الهرمونية للمرأة حيث أن زيادة نسبة هرمون الأستروجين الطبيعي الذي تنتجه النساء وبقائه كذلك لمدة طويلة من الزمن تلعب دورًا كبيرًا في تطور سرطان الثدي مثل البلوغ المبكر, انقطاع الطمث المتأخر وتاريخ ولادة أول طفل.
كذلك تلعب أدوية منع الحمل وعلاجات التعويض الهرموني نفس الدور الذي يلعبه هرمون الأستروجين في زيادة التهديد بالإصابة بسرطان الثدي. في حين أن الرضاعة الطبيعية تعتبر عاملًا وقائيًا.
توصل الباحثون إلى أن 21٪ من مجموع وفيات سرطان الثدي في جميع أنحاء العالم يمكن أن تعزى إلى تعاطي الكحول وفرط الوزن والسمنة، وقلة النشاط البدني. وكانت هذه النسبة أعلى في البلدان ذات الدخل المرتفع (27٪)، وكان المساهم الأهم هو زيادة الوزن والسمنة. وفي البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل، كانت نسبة سرطان الثدي التي تعزى إلى عوامل الخطر هذهِ 18٪، وكان الخمول البدني أهم عامل بنسبة (10٪).
إن الفرق بين نسبة سرطان الثدي بين الدول المتقدمة الفقيرة يمكن شرحه بنمط الحياة الغربي كالولادة المتأخرة وقصر فترة الإرضاع إضافة إلى التغذية. حيث أن تبني نمط الحياة الغربي في البلدان السائرة في طريق النمو إضافة إلى غياب التوعية والإمكانيات هو السبب الرئيسي في إرتفاع متوسط الإصابة بالسرطان.
الوقاية :
و تكون بالعمل على عوامل الخطر المتغيرة لسرطان الثدي. فتكون بإتباع حمية صحية ومتوازنة, التدريبات الرياضية, وكذلك مراقبة استهلاك المشروبات الكحولية, كما يجب العمل على تقليل الوزن الزائد. كل هذهِ الاحتياطات يمكن أن تقلل من خطر الإصابة بسرطان الثدي بشكل معتبر على المدى البعيد.
الكشف المبكر :
بالرغم من أن نسبة خطر الإصابة يمكن أن تقل باستعمال الاحتياطات والوقاية اللازمة. فهذه الأخيرة لا يمكنها أن تقضي على سرطان الثدي في الدول الفقيرة والسائرة في طريق النمو , لذلك يمكن إعتبار الكشف المبكر هو العمود الرئيسي لمكافحة هذا المرض.
هناك طريقتين للكشف المبكر :
التشخيص الأولي والوعي بالأعراض الأولى عند الأشخاص المهددين بنسبة عالية من عوامل الخطر.
الفحص الإشعاعي الذي يمثل الطريقة المثلى والأسرع للكشف عن المرض خاصة عند الأشخاص الذين لا يظهرون أي أعراض وذلك بهدف الكشف عن أي خلل.
التشخيص المبكر :
يبقى التشخيص المبكر واحد من أهم الخطوات في محاربة سرطان الثدي وخاصة في البلدان الفقيرة حيث يتم عادة تشخيص المرض في مراحلهِ الأخيرة. و بذلك يتم اكتشاف السرطان في مرحلة ابتدائية يمكن علاجها.
الماموغرافي( التصوير الشعاعي للثدي) :
وهي الطريقة الوحيدة التي أثبتت فعاليتها حيث أن الدراسات أكدت أن الفحص فقط ساعد على تقليل نسبة الوفايات بسرطان الثدي بأكثر من 20% إلا أن الفحص المتكرر وغير المنتظم والمدروس خاصة للفئات العمرية الصغيرة قد سبب زيادة في عدد الإصابة بالأورام وتسبب في أذى لم يتم تعيين مداه لحد الآن بسبب عدم إجراء أي دراسات على عمل التصوير الإشعاعي للثدي في الظروف غير المنتظمة وبألات غير فعالة.
الفحص الذاتي للثدي :
لا يوجد أي دليل على فعالية الفحص الذاتي كطريقة علمية تشخيصية للمرض ,إلا أن الدراسات أثبتت أن هذا الفحص يزيد من ثقة النساء. لذلك يتم النَصح بالفحص الذاتي للثدي للنساء من أجل زيادة الوعي وليس كوسيلة تشخيصية للمرض.
فحص الثدي السريري :
إن الأبحاث في طور الدراسة لمعرفة فعالية الفحص السريري كتشخيص قليل التكلفة وبديل للوسائل التصويرية المكلفة في تشخيص سرطان الثدي, والنتائج الأولية مبشرة, إذ لوحظ انخفاض في الوفيات الناتجة عن السرطان في المجموعات التي خضعت للفحص السريري مقارنة بالمجموعات التي لم تخضع لهُ.
المصدر : هنا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مراجعة: Farah Ali