في دراسة جديدة أجراها فريق من الأطباء في جامعة مينيسوتا بالولايات المتحدة الامريكية اكتشفوا من خلالها دواء يعمل على منع انتشار الخلايا السرطانية في الجسم «metastase».
منذ سنوات اكتشف العلماء أن بعض الأورام تنتشر بسرعة في الجسم، حيث تتكاثر الخلايا السرطانية نحو الأوعية الدموية والأنسجة المجاورة للورم لغزو الجسم، ومن المؤكد طبيا أن المرضى المصابين بهذا النوع من السرطان لديهم فرصة و وقت أقل للبقاء على قيد الحياة، لكن الأمر الذي لايزال يحير الأطباء ولم يُفسر بعد هو أماكن انتشار السرطان في الجسم، ذلك أن كل ورم ينتشر عشوائيا وبطريقة غير متوقعة مما يُصعِب تتبُعَ مساره و بالتالي معالجته.
و قد قام هذا الفريق بإختبار على خلايا سرطان الثدي و استعمال أدوية لمحاولة وقف انتشارها، و المدهش أنهم عندما أوقفوا آليات تحركها في الجسم، تفاجؤوا بأن الخلايا السرطانية غيرت من طريقة انتشارها، حيث تحولت الى إستجابة شُجيرية وأصبحت حركة الخلايا السرطانية تشبه حركة الفقاعة، فتتسلل بين الأنسجة بواسطة استطالات خلوية.
قال «باولو بروفينزانو» و هو أستاذ مشارك في الهندسة الطبية الحيوية في جامعة مينيسوتا، وباحث في مركز ماسونيك للسرطان: “خلايا السرطان متعبة للغاية، لم نكن نتوقع أن تغير الخلايا حركتها، لقد أجبرنا ذلك على تغيير تكتيكاتنا لاستهداف كلا النوعين من الحركات في وقت واحد، وقد نجحنا في ذلك ولم ينتشر السرطان”.
وتمت هذه التجربة في المختبر حيث أنشأ الباحثون بيئة ثنائية الابعاد تشبه خلايا الجسم، وتحاكي هذه التجربة طريقة انتشار الورم في الجسم مما تسمح بتسريع تجاربهم، وقال «إرديم تابدانوف» وهو باحث في الهندسة الطبية في جامعة مينيسوتا: “من خلال استخدام هذه البيئات الشبكية الدقيقة ، كنا قادرين على إختبار المئات من حركة الخلايا خلال ساعات مقارنة بواحد أو غثنين في نفس الإطار الزمني من خلال تصوير الورم”.
أما المرحلة التالية من الدراسة تتمثل في توسيع أنواع السرطانات المدروسة و الإنطلاق في إجراء التجارب على الحيوانات، وفي غضون بضع سنوات ، يأمل الباحثون في الإنتقال إلى التجارب السريرية على البشر أين سيدرسون كذلك كيفية تفاعل الأدوية وما هي الآثار الجانبية التي قد تنتج عنها.
وقال «بروفينزاو»: “في النهاية، نود إيجاد طرق لقمع حركة الخلايا السرطانية مع تعزيز حركة الخلايا المناعية لمكافحة السرطان”.
المصدر: هنا
تدقيق لغوي: هبة جحيش