1607 تاريخ معروف على أنه نهاية عصر النهضة وبداية عصر الباروك، في نفس السنة قام المؤلف الكبير مونتيفاردي بكتابة أول أوبرا في التاريخ تحت عنوان ” أورفيو ” وبذلك كان قد أعطى ولادة لنوع موسيقي جديد سيصبح المطلب الثقافي الأول لسكان أوروبا.
الأوبرا عبارة عن مزيج بين المسرح، الرقص والموسيقى (غنائية وآلية) يمكننا تلخيص الأمر في كلمتين ” فن المسرح الغنائي ”
كان إنتاجها يتطلب ميزانية خاصة وعملا كبيرا ومتناسقا بين عدة مجموعات تتمثل في الملحن وكاتب سيناريوهات إلى جانب مخرج مسرحي وهو ما يشبه اليوم صناعة الأفلام
كذلك تحدث د. ثروت عكاشة عن تعاون وجمع الفنون رغم سيطرة بعضها على الآخر في بعض الأعمال، بقوله: …وقد تلاقت الفنون جميعها في كل من نموذجي الأوبرا والباليه، غير أنها لم تصل إلى مرتبة التوازن والتكامل الرائعة، وكثيراً ما كانت الموسيقى تطغى على التمثيل في الأوبرا، كما كان يحدث العكس أحياناً، وقد أخذت الفنون التشكيلية فيها مكان الصدارة مرات وتراجعت تماماً مرات أخرى، وفي أوبرات “الإخراج المسرحي الكبير” طغت المشاهد الدرامية على ما سواها كما فعل “مييزبير” في أوبرا “الهيوجونوت” حيث دارت مذبحة “سان بارتلميو” التاريخية وسط ديكور مسرحي هائل قام به فنانون تشكيليون، ونجح “فاجنر” في أن يعطي مثلاً رائعاً في أوبراته لوحدة الفنون جميعها في عمل فني شامل، كما جمعت فرقة “ديا جيليف” للباليه الروسي في العقد الثاني والثالث من القرن الحالي -القرن العشرين- أكبر فناني العصر في الموسيقى والتصوير والرقص مثل “سترافنسكي” و”رافل” و”داريوس ميلو” و”بيكاسو” و”باكست” و”جونتشاروفا” و”فوكين” و”آنا بافلوفا” وغيرهم. وقد جنح “بروكوفييف” إلى إبراز مشهد السوق المزدحم بالرائحين والغادين في باليه “زهرة من صخر” ومنحه اهتماماً أكبر من اهتمامه بإبراز حركة الرقص.
تبدأ الأوبرا بافتتاحية تكون آلية فقط وتعزفها الأوركسترا ثم يأتي الدور على الممثلين والمغنيين في تقديم جزأي الأوبرا (تحتوي على جزأين عادة) الذي يحتوي على مقطوعات غنائية تعرف بالآرية
تطورت الأوبرا بشكل ملحوظ في الفترة الكلاسيكية (1750 ~ 1800( مع موزارت الذي بفضله أصبحت تنطق بالألمانية بعد أن كان النطق محتكرا على الإيطالية، ثم استمرت في التطور في زمن الرومانسية على يد مجموعة من العباقرة كروسيني، ستراوس وكل من فاردي و فاغنار اللذان أعطياها ميزة ثورية، الأول من ناحية القصة و الثاني من ناحية الموسيقى
من اشهر الأوبرات:
_أوبرا عايدة
_أوبرا الناي السحري
_أوبرا حلاق اشبيلية
المصادر:
عكاشة، د. ثروت، موسوعة تاريخ الفن، [الفن المصري]، الجزء 1، دار المعارف بمصر، القاهرة، 1976، ص64.
تدقيق لغوي: بشرى بوخالفي