جميعنا سمعنا بالعبارة المشهورة “المال لا يمكن أن يشتري لك السعادة”، لكن هل يمكن أن يكون ذلك بسبب أنَّ الناس يستخدمونه لشراء الاشياء غير اللازمة؟
تشير دراسة جديدة إلى أنَّه في حين لا يُمكن للمال أن يضمن السعادة أبدًا، إلا أنَّه يضمن احتماليَّة عالية للوصول إليها إذا تمَّ إنفاقه لكسب الوقت بدلاً من الممتلكات.
إذا كنت محظوظا بما يكفي، فقد تتمكن من توفير مبلغ بعد تغطية الاحتياجات الأساسية، عندها يمكنك أن تسأل شخصا ما للقيام بمهام أنت تكرهها نظير الشعور بالسعادة، فأنت ستربح وقتك وتكون المهمة منجزة.
أجرت الدكتورة آشلي ويلانز من جامعة بريتش كولومبيا دراسة من قسمين كجزء من الدكتوراه كي ترى كيف تؤثر هذه الخيارات على السعادة. شارك في الدراسة أكثر من 6000 شخص في أربعة بلدان قاموا بالاجابة على استبيان حول مستويات الرضا عن الحياة ومستويات الإجهاد. كما سُئِلوا عمَّا صرفوه شهريا من ميزانيتهم على خدمات الأعمال المنزلية والتي من الممكن أن تستغرق منهم وقتا أطول لإنجازها بمفردهم.
وفي إفادة لها، صرحت ويلانز: ” الناس الذين يستأجرون منزلا أو يدفعون للطفل ابن الجيران لجز العشب ربما يشعرون بأنهم كسالى … لكن تشير نتائجنا إلى انَّ شراء الوقت له فوائد مماثلة للسعادة تماما كالحصول على المزيد من المال.”
الترابط بين “شراء الوقت” و”الرضا عن الحياة” بقي قويا حتى عندما كانت ويلانز تتحكم في مقدار الأموال التي في يدهم، في المقابل، دراسة كهذه لا تُثبت أنَّ العلاقة سببية. لذا قامت ويلانز بتجربة ميدانية أيضا، وذلك بإعطاء ستين مشاركا 40 $ ليصرفوها في نهايتي أسبوعين، مع تعليمات لإنفاق المال في عطلة نهاية أسبوع واحد في حيازة شيء ما وتوظيف شخص ما للقيام بعمل روتيني لهم، وبالتالي كسب وقت والراحة النفسية. كانت السعادة المُبلَّغ عنها أكبر في عطلة نهاية الأسبوع عندما اشتروا الوقت، مع انخفاض ملحوظ في ضغوط نهاية اليوم.
ومع ذلك، وعلى الرغم من كلام طال انتظاره عن ضرورة التوازن بين العمل والحياة، لا يزال الكثير من الناس يفوتون الفرصة لشراء وقتهم لفعل ما يحبون. في استطلاعات الرأي الأولية عن شراء الوقت، أبلغ 28٪ فقط من المشاركين أنَّهم غالبا ما يشترون الوقت لأجل راحتهم. لكن لُوحظ أنَّه حتى بعد أن توسعت ويلانز في التعريف بمفهوم “شراء الوقت”، ارتفعت هذه النسبة إلى 50٪ فقط.
على مدار قرن من الزمن، مكَّنت تكنولوجيا الانتاج من تقليص ساعات العمل الأسبوعية، وتوفير منتجات وتجهيزات منزلية مساعدة. لكن في العقود الأخيرة، بقي سكان الدول المتقدمة الناطقة بالإنجليزية يعملون لساعات أطول ويعانون من ندرة الوقت.
إذا كنت تفكر في أن إسم ويلانز يبدو مألوفًا، فقد يرجع السبب في ذلك إلى أنَّها قبل حصولها على شهادة الدكتوراه في علم النفس، كانت ممثلة ناجحة، فقد شاركت في فيلم Juno and Aliens in America. أظهرت إحدى العناصر في بحثها أن إعطاء المال لقضايا جديرة بالاهتمام، أو لمجرد مساعدة شخص آخر، يمكن أن يفيد صحة الشخص.
المصدر: هنا
تدقيق لغوي: بشرى بوخالفي