-اكتشف العلماء أنّ بعض الأدوية الموصوفة عادة لمرضى السكري النوع 2 تُساعد أيضا على الوقاية من أمراض القلب لمرضى السكري من النوع 1، وهذا قد يؤدي إلى طريق علاجي جديد قد يُستخدم مستقبلا.
للتذكير فإنَّ النوع 1 للسكري (ويعرف أيضًا باسم السكّري المعتمد على الإنسولين- insulin-dependent diabetes)، وهو ناتج عن تدمير الجسم ذاتيا لخلايا بيتا المنتجة للإنسولين في البنكرياس. نُقص الإنسولين الناتج عن ذلك يؤدي إلى ارتفاع مستويات السكر في الدم والبول، أمّا النوع 2 للسكري هو اضطراب أيضي يتميز بارتفاع مُعدّل السكر في الدم في سياق مقاومة الإنسولين ونقص الإنسولين النسبي.
«ميتفورمين-Metformin» دواء غير مكلف، يُستخدم غالبا لتخفيض مستويات السكر في الدم للنوع 2 للسكري، لكنَّه لا يعطى بانتظام لمرضى السكري من النوع 1.
أُجريت تجارب اكلينيكية اكتُشِف من خلالها أنَّ «الميتفورمين» يمكن أن يعزز قدرة المريض على إصلاح الأوعية الدموية التالفة من خلال تقليل وجود «ميكرو حمض نووي ريبوزي» (MicroRNAs ) مما يزيد من نمو الأوعية الدموية – بالإضافة إلى تحسين مستويات الجلوكوز-.هذه microRNAs هي جزيئات رسولة والتي تنظم المورثات في الخلايا.
الدكتورة «جولنتا ويفر»، محاضر أول في طب أمراض السكري من جامعة نيوكاسل وطبيبة مختصة في أمراض السكري في مستشفى الملكة إلزابيت، نُشرت لها عدَّة دراسات علميَّة متعلقة بمرض السكري، تقول: ” هذا تطور مثير، حيث أنَّ فهم الآلية الأساسية يفتح إمكانية وجود أشكال جديدة من العلاج من شأنها أن تقلِّل من فُرص إصابة مرضى السكري من النوع 1 بأمراض القلب”.
وتقول” نسبة انتشار أمراض القلب عند مرضى السكري مرتفعة بالمقارنة مع من ليس لديهم المرض، اذن هناك ضرورة لتحديد اضافات علاجية لهم”.
وتقول أيضا “أظهرت دراستنا السابقة أنَّ الخلايا الجذعية الوعائية تمَّ تحسينها بواسطة الميتفورمين، لذلك كان هذا المثال الأساسي على كيفية فعاليَّة الميتفورمين على الوقاية من أمراض القلب بالإضافة إلى خفض مستويات الجلوكوز”.
وأضافت ” الآن نحن نَعرف أنَّ دواء الميتفورمين كان قادرا على القيام بذلك عن طريق خفض microRNAs”.
وقد كشفت دراسة سابقة عن إمكانية الميتفورمين تثبيط تطور أو تأخير مرض القلب، ولكن هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها تحديد إمكانات miRs في الوقاية من مرض القلب.
– التجربة الاكلينكية:
هذه الدراسة هي الأولى من نوعها لاختبار قدرة الميتفورمين على الوقاية من أمراض القلب عند مرضى السكري من النوع 1، حيث أُجريت على مجموعة مرضى متألفة من 23 شخصا، تتراوح أعمارهم بين 19 و 65 سنة، مصابين بداء السكري من النوع 1، ولا يعانون من أمراض القلب والأوعية الدمويَّة، تمَّ علاجهم بالميتفورمين لمدة 8 أسابيع.
تمَّ مقارنة التطور الصحي لهؤلاء مع 9 مرضى آخرين بالسكري من النوع 1 يستخدمون الإنسولين العادي فقط، بالاضافة إلى 23 متطوِّع للمراقبة الصحيَّة غير مصابين بداء السكري.
في بداية الدراسة، اكتشف الباحثون أنَّ مثبطات نمو الأوعية الدموية الجديدة microRNAs، تحديدا miR-222، miR-195 وmiR-21a مرتفعة عند مرضى السكري النوع 1 بالمقارنة بمجموعة المراقبة الصحية، لكنَّ مستوياتها انخفضت بعد العلاج بالميتفورمين بشكل ملاحظ.
وأيضا، ومع انخفاض مستويات miR-222، كان هناك انخفاض مقابل في عدد الخلايا البطانية الدائريَّة للأوعية، مما يشير إلى تحسن في علاج الأوعية الدمويَّة.
تعلق الدكتورة ويفر على النتائج قائلةً :” تُؤكِّد هذه النتائج أنَّه بالإضافة إلى تحسين التحكم في مستويات سكر الدم لدى المريض، يعمل الميتفورمين على حماية القلب”.
سيعمل الفريق الآن على تعزيز العمل بهدف تطوير علاجات جديدة تعتمد على تنظيم مستويات microRNAs .
المصدر: هنا
تدقيق لغوي: بشرى بوخالفي