قام (تشارلز بوبباغديي) -مُخترع من مدينة مونتريال الكندية- بالإعلان عن مبدأ عمل قطار افتراضي، اسماه solar express سولر اكسبرس، والذي يستطيع نقل الركاب والحمولة أسرع من أي نظام أخر موجود حاليًا.
تخيل (بومباغديي) وفريق عمله، أن سولر إكسبرس solar express يُمْكنه السفر بسرعة تقدر ب 1 بالمئة من سرعة الضوء -سرعة الضوء هي 300 ألف كم في الثانية الواحدة- وبذلك يتمكن من السفر بين الأرض والمريخ في زمن لا يتعدى يومين أرضيين.
يُصرح (تشارلز) -في الموقع الالكتروني لسولر إكسبرس- “إن أكثر مرحلتي السفر في الفضاء تكلفة هما التسارع والتباطئ. إذ أن الطاقة اللازمة لفعل ذلك هائلة خاصةً بالنسبة لشيء بثقل قطار فضائي، وإذا أردنا نقل البضائع والأغراض، تتضاعف تلك الكلفة بشكل لا يُصدق”.
“بالرغم من ذلك، ما أن يتخطى المكوك مرحلة التسارع ويصل إلى سرعة انطلاق في الفضاء كافية، تُصبح الطاقة اللازمة لحركته في أدنى مستوياتها وشبه معدومة. ومن هذا المبدأ أتت فكرة قطار الفضاء، حيث سيتم ربط عربات (مقطورات) مع بعضها البعض، والتي بدورها ستكتسب سرعة المكوك في الفضاء. ولن تتوقف إطلاقا”.
في حين أنه من المهم أن نأخذ بعين الاعتبار أن هذه مجرد فكرة نظرية، وليس مشروعًا يجري تنفيذه بالفعل على أرض الواقع (ليس بعد على كل حال)، فالفريق يبحث عن أفكار جديدة من أجل إيجاد حلول لمشاكل السفر عبر الفضاء وتحسين الفكرة.
كيف يعمل هذا القطار؟ حسنًا، وفقًا للفريق الباحث، فسولر إكسبرس يتكون من سلسلة من الأسطوانات ذات طول يصل إلى حوالي 50 مترًا. ستة من هذه الأسطوانات تُربَط معًا في خط مستقيم، وتتقدم بسرعة عبر الفضاء.
لعملية الإطلاق يَقترح فريق عمل سولر إكسبرس استعمال مُدعمات الصواريخ، التي تعمل على إبقاء احتياطي صغير من الوقود من أجل استعماله في الرحلة لتعديل المسار. وبعد ذلك تتبع المقطورات المقدمة وتنساق في الفضاء بدون الحاجة إلى كميات كبيرة من الوقود.
يفسر (بومباردير) خطة عمله: “ستوضع ألواح طاقة شمسية ضخمة على طول مسار القطار بحيث تعمل على التقاط الطاقة الشمسية، وتحويلها عن طريق الليزر للمكثفات الفائقة القوة في القطار. كما يُمكن توفير المياه من المذنبات والأقمار الصغيرة. وبذلك يمكن توفير احتياجات البشر في القطار وكذلك نقلها إلى المحطات الأخرى”.
“يُمْكن أيضًا استعمال الماء الذي يتم حصاده من المذنبات والأقمار؛ لإنتاج الهيدروجين، ووقود الدفع”.
بمجرد أن يبدأ القطار بالحركة، فإنه لن يتوقف أبدًا. بالمقابل يُمكن لمركبات فضائية أخرى أن تندمج معه عندما يدور بمدار الكوكب، سواءًا الأرض أو المريخ ليحمل الأشخاص والإمدادات. وبذلك توفر خاصية الحركة بدون توقف كلفة رخيصة نوعًا ما للقطار إلا أن التكلفة الابتدائية لصناعته وإطلاقة ستكون مُعتبرة.
الكثير من الأسئلة تنتظر الإجابة، والفريق يعمل بجد لإيجاد حلول لها، مثل كيفية التحكم في قطار يتحرك بمثل تلك السرعات العالية، كيف يتم نقل الأشخاص والحمولة منه وإليه، وبالطبع كيف يمكن إيقافه.
يتسائل (بومباردير) قائلًا: ” من الواضح أنه يوجد الكثير من المشاكل التي يجب التفكير فيها، مثل الطاقة والتكلفة والتسارع وغيرها. وكيف سنتمكن من إيقاف مركبة بهذه الضخامة والسرعة؟”. ويجيب نفسه: “إن سولر إكسبرس، ماهو إلا مجرد فكرة أساسية تحتاج للكثير من العمل والتحسين”.
إن كان بإمكاننا فقط تخيل إمكانية تطبيق فكرة سولر إكسبرس solar express على أرض الواقع، فسيكون ذلك مرادفًا للجنون. يقول (كريتن تابلن) -من forbes- “إن رحلة من الأرض إلى القمر ستستغرق 2.13 دقيقة، في حين أن رحلة إلى المريخ ستستغرق حوالي 37 ساعة، أما رحلة ذهاب إلى أبعد كوكب في المجموعة الشمسية –نبتون- فستستغرق تقريبًا 18 يومًا فقط”. لتقريب هذه المُعطيات يجب أن نقارنها بالمدة التي تستغرقها التقنية الحديثة المعاصرة، حيث تقول وكالة الفضاء الأمريكية NASA إن رحلة إلى نبتون ستستغرق من عامين إلى 12 سنة، والوصول إلى المريخ سيكون خلال 260 يومًا.
بما أن المدة والمسافات تعتبر بالنسبة للبشر عائقًا لاكتشاف الفضاء وتوسيع آفاقنا، فإن أي مُبادرة لاقتراح أفكار تمكننا من تخطي هذا الحاجز، تُعتبر شيئًا مرغوبًا. بالرغم من إمكانية عدم إبصارها للضوء إطلاقًا.
نتمنى أن يقوم الباحثون بالإجابة عن الأسئلة العديدة التي يطرحها (بومباردير) . إلى ذلك الحين كل ما علينا فعله هو التخيل.
المصدر : هنا
صورة سولر إكسبرس المتخيلة: هنا
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تدقيق لغوي:Mohammed Diab
تعديل الصورة:أ.ملال