تمكنت دراسة بحثية أُجريت بجامعة ستراسبورغ من طرف آن غيرش وفريقها من تسليط الضوء على عدم القدرة على تصور وتوقع مرور الوقت لدى بعض الأشخاص المصابين بالإنفصام. كشفت النتائج التي نشرت في مجلة التقارير العلمية، عن وجود صلة بين قُدرات التنبؤ الزمني والاضطرابات “الذات” (التصور الذاتي، “أنا هنا، هنا وهناك، الآن”).
الانفصام هو اضطراب نفسي يُؤثر على حوالي 0.7٪ من سكان العالم، بما في ذلك 600،000 شخص في فرنسا. يشخص هذا المرض عادة في سن المراهقة ما بين 15 و25، وقد تكون أَعراضه مُتفاوتة (الهلوسة والأوهام، غير منظم،الخ …)، إضَافة إلى الاضطرابات المعرفيّة والعصبية الحيوية. دراسة حديثة أجرتها آن جيرسش من وحدة إنسيرم “علم النفس العصبي المعرفي وفيزيوباثولوجيا الإنفصام” في ستراسبورغ اختبار 28 مريضًا يُعانون من انفصام الشخصيّة و24 شخصًا سليمًا.
سَعى العُلماء إلى إبراز الصلة بين تصور “الذات” و”الوقت”. وهذان المفهومان يسمحان لنا بالتعرف على تجربتنا التي عشناها في الوقت المناسب. وكخطوة أولى، قام فريق ستراسبورغ بإعداد اختبار معرفي لتحليل التنبؤ الزمني لكل شخص. هذا التوقع يكون -على سبيل المثال- التحضير للضغط على مسرع السيارة قبل أن يتحول اللون الأحمر لإشارة المرور إلى اللون الأخضر.
على نطاق أوسع، فإنه يسمح لنا بربط الأحداث المتقطعة بينهما والوصول إلى الشعور بالاستمرارية الزمنية، التي لا غنى عنها لاستقرار واستمرارية الحياة الذاتية. لوحظ لدي بعض الأشخاص المصابين بالإنفصام، هشاشة قدرات التنبؤ الزماني. تم تقييم المرضى في وقت لاحق باستخدام مقياس الظواهر للكشف عن اضطرابات “الذات”. في الواقع، الاضطرابات الشخصية وحل الذهن الذاتي هي أعراض شائعة لمرض إنفصام الشخصية. على سبيل المثال، أنها تعزو الإجراءات أو الأفكار إلى أشخاص غير أنفسهم، مما يخلق التباس بين “النفس” و”الآخر”.
لاحظ الباحثون أن المرضى الذين تأثروا بشدة من “اضطراب الذات” لديهم صعوبة في تحديد مرور الوقت. هذه النتائج تعزز فرضية وجود صلة بين الشذوذ في التنبؤ الزماني (الاضطرابات المعرفية) والاضطرابات الذاتية (الأعراض السريرية). “والغرض من ذلك هو تحديد ما هي الأسس العصبية للتنبؤ الزمني. من خلال دراسة مصدر المشكلة، يمكننا فهم أصل الأعراض السريرية لإنفصام الشخصية”، أكدت آن جيرسش.
المصدر: هنا
تدقيق لغوي: لمونس جمانة.