لطالما تطلب إعادة تكوين DNA لشخص متوفي أو لحيوان ما استخراج الـ DNA من بقايا ذاك الفرد. لكن دراسة حديثة أظهرت أنه من الممكن ألّا تكون هذه هي الطريقة الوحيدة. فقد أعيد تكوين DNA لشخص توفي منذ حوالي 200 عام من أفراد سلالته الأحياء بدون استخدام بقاياه الفيزيائية وهو شيء لم يسبق وأجري من قبل.
deCODE Genetics وهي شركة صناعات صيدلية حيوية في آيسلندا، قامت بهذه المهمة عبر أخذ عينات الـ DNA من 182 مواطنًا آيسلنديًا من سلالة السيد Hans Jonatan، الذي يعتبر أيقونةً في آيسلندا، والذي يشتهر بكونه حرر نفسه من العبودية، بسلسلة من الأحداث البطولية التي تبدو مستحيلة.
إنها الظروف الفريدة لحياة Hans Jonatan التي جعلت من الممكن تتبع الـ DNA الخاص به بعد وفاته، Jonatan كان أول مستوطني آيسلندا من أصل أفريقي، إضافة إلى أن آيسلندا تفتخر بمجموعة واسعة ومفصلة للغاية لسجلات الأنساب. إن الجمع بين التراث الفريد لـ Jonatan وحفظ البلاد لسجلات أشجار العائلة جعل إعادة التكوين الرائعة أمرًا ممكنًا. استخدمت deCODE الـ DNA من 182 شخصًا من أقاربه، أول 38% من إعادة البناء من DNA والدة Jonatan (والذي احتسب 19% من DNA Jonatan).بدأت هذه الدراسة التوضيحية بالسلالة الضخمة والمعروفة لـ 788 شخصًا لكن أمكن تضييق المجال لـ 182 من خلال فحص الـ DNA لواسمات معروفة مسبقًا. في حين أن هذا العمل رائعٌ بحق، (فهو يبدو من أنواع التحاليل التي يمكن إجراؤها تحت ظروفٍ معينة عندما يكون جينوم المهاجرين من نمط نادر جدًا) يقول Robin Allaby من University of Warwick in the United Kingdom، على الرغم من هذه المحددات للعمل، فإن deCODE تؤمن أن هذه التقنية يمكن أن يكون لها تطبيقات على مجال واسع.
البحث التاريخي
يقول Kári Stefánsson من deCODE (إن كل المسألة هي كمية البيانات التي لديك،من حيث المبدأ، يمكن أن تجرى في أي مكان ولأي سلف، ولكن ماجعله ممكنًا في آيسلندا أنه لم يكن هناك أفارقة آخرون) يعتقد Allaby أن نتائج هذه الدراسة يمكن أن تفتح لنا آفاقاً جديدة لاستكشاف DNA أولئك الذين توفوا منذ زمن بعيد (إنها نوع من الدراسة التي يمكن، على سبيل المثال، أن تستخدم لاستعادة جينومات المستكشفين الذين تداخلوا مع المجتمعات المحلية المعزولة). نظريًا، تقنيةٌ كهذه يمكن أن تساعد الباحثين في تكوين ” DNA قديم ظاهريًا” الذي سيمكنهم من إعادة تكوين DNA لشخصيات تاريخية. وصرح Agnar Helgason من deCODE (يمكن إعادة تكوين أي شخصية تاريخية ولدت بعد 1500 ولها سلالة معروفة). في حين أنه أمر مثير، لكن هناك العديد من التحديات الكبرى لتخطيها من حيث التطبيقات المستقبلية المحتملة. تُطلب الكمية، الحجم، وتفاصيل الـ DNA للأسلاف الأحياء لإعادة تكوين DNA شخص ما، مما يجعلها غير عملية للتطبيق داخل معظم الأسر. إضافة إلى أنه ومع كل جيل فإن قطع الـ DNA القابلة للتميز تصبح أصغر وأكثر صعوبة للتعامل معها. وحتى تلك النهاية، فإن التطبيقات الحالية ربما تتضمن إصلاح وإعادة ملء الفراغات في أشجار العائلة، لكن إذا ماتم شحذها، يمكن أن تصبح أداة تاريخية قيمة، تعطينا نظرة في العمق للحالِ التي كانت تبدو عليه الحياة لشخصيات تاريخية مثل Jonatan، إذ يمكن للباحثين إعادة بعث أي شخص جينيًا، مما يوفر لنا فهمًا أكثر شمولًا لأنواعنا سواء من وجهة نظرنا الشخصية المألوفة أو من خلال عدسة أكثر كونية من تاريخ البشرية.
تدقيق لغوي: بنان شنو
المصدر: هنا