مقابلة مع البروفيسور « ديرك شاديندورف » رئيس قسم الجلدية ومدير مركز أورام غرب ألمانيا في المستشفى الجامعي التابع لجامعة « Duisburg-Essen »
بروفيسور شاديندورف، قبل سنوات قليلة كانت أورام الجلد الخبيثة غالبا ما تؤدي إلى الوفاة، بينما اليوم أصبحت هناك فرص جيدة للشفاء. ما الذي تغير مقارنة مع الماضي؟
ـ لقد نجحنا في أوروبا الغربية بتكوين وعي حول موضوع سرطان الجلد، إذ ارتفعت معدلات الكشف المبكر عن المرض اليوم بشكل ملحوظ عما كانت عليه قبل عقود قليلة، كما زادت فرص وإمكانيات التوجه إلى طبيب مختص.
ما مدى أهمية التعرف المبكر على المرض في علاج سرطان الجلد الأسود؟
ـ في الحقيقة هذا مهم جدًا، لأنه كلما تم كشف المرض أبكر كلما زادت فرص العلاج؛ ويمكن الحديث عن كشف مبكر للمرض عندما يكون سمك الورم الخبيث أقل من 1 ملم.
حاليا، يتم اكتشاف حوالى 70% من حالات سرطان الجلد يتم اليوم خلال هذا الطور، ويبدأ خطر تشكل نواقل ورمية بدءًا من سماكة 1، أما إذا وصل سمك الورم إلى 4 ملم فسيصبح معدل الوفاة في حدود 50 % .
كيف أتصرف بشكل صحيح عندما أود الخروج إلى الشمس؟
ـ من المهم أن نعرف أن ضوء الشمس لا يمتلك تأثيرات إيجابية فقط، كما لا يعني ذلك بالتأكيد أن على المرء أن يتجنب أشعة الشمس بشكلٍ كليّ. ولذلك فإنه يتوجب على المرء أن يتساءل فيما إذا كان وقوفه في الشمس الحارقة أمرا ضروريا.
ليس أمرا عبثيا أن نلاحظ انتشار ثقافة القيلولة في فترة الظهيرة في الدول الجنوبية من العالم، إذ أن الخروج للمشي في فترة الصباح يكون ألطف وأفضل منه في حرارة الظهيرة. كما يتوجب على الأشخاص ذوي البشرة الفاتحة – بشكل خاص – حماية أنفسهم عند الوقوف تحت الشمس من خلال الكريمات الواقية أو اِرتداء الملابس الطويلة.
هل تحمي الكريمات الواقية -بشكل مضمون- من سرطان الجلد؟
ـ لا شك أنني إذا استخدمت إحدى الكريمات ذات عامل وقاية 20، فإنه يمكنني البقاء تحت الشمس لمدة أطول بـ20 مرة مقارنةً مع جلد غير محمي وذلك دون أن أتعرض لأيّة حروق.بينما لا يمكنني أن أعتمد على هذه الحماية (الكريم) بشكل فعليّ بعد أن قضيت نصف ساعة في الخارج، لأن جزءا كبيرا من الحماية يكون قد تم استنزافه، ولذا لا يجب اِستخدام كريمات الحماية بالكميات المعطاة من قبل المصنع. وبالمناسبة، إن الكريمات الواقية لا تطيل الحماية بل إنها فقط تشكل حاجزا يمكن أن يزول أو يتضرر عند تعرق الجلد.
غالبا، ومن ناحية التأثير يمكن التأكيد أن الكريمات الشمسية تقي من سرطان الجلد الأبيض، أما في حالة سرطان الجلد الأسود فتكون الحالة أصعب. حيث يمكن اعتبار التسفع المفرط وحروق الشمس مسببات للمرض. ويمكن أن يصيب سرطان الجلد الخبيث « الميلانوما *» مناطق الجسم غير المعرضة للشمس أيضا.
عدد حالات سرطان الجلد في تزايد، إلام يمكن إيعاز ذلك؟
ـ يكمن السبب الرئيسي في سلوك الأفراد في أوقات الفراغ، والذي تغير بشدة خلال الـ40 والـ 50 سنة الماضية. اليوم ،يمكن للناس قضاء عطلتهم في مناطق غنية جدًا بأشعة الشمس، و كنتيجة لذلك يزداد خطر الإصابة بسرطان الجلد لدى الأشخاص ذوي البشرة الفاتحة. إضافة إلى انتشار الحمامات الشمسية (البرونزاج) التي لم تكن موجودة من قبل.
بروفيسور، ما هو رأيك الشخصي بالحمامات الشمسية؟
ـ الحالة واضحة نوعا ما، لأن ضوء الشمس هو محفز للسرطان وينبغي أن يُستهلك بجرعات مدروسة حتى في شكله الاصطناعي. كما أن التعامل المسئول والحذر مع الأشعة فوق البنفسجية مهم أيضا. وعلى أية حال، فإن السلوك المتبع لتجنب خطر السرطان يختلف كثيرا من عمر لآخر، إذ تكون قابلية الإصابة بالمرض لدى الشباب أعلى بشكل ملحوظ منها لدى الأكبر سناً.
متى ينبغي على المرء أن يزور الطبيب بسبب الشامة؟
ببساطة عندما يتغير شيء ما. إذ ينبغي على كل إنسان معرفة ومراقبة شاماته وحلماته بشكل منتظم، وحين يلاحظ أي تغير تجب زيارة طبيب أمراض الجلد، وهنا يصح القول أنه لا بأس من زيارة الطبيب حتى في حالات الشك الضعيف. وقد أصبح التأمين الصحي، منذ عام 2008، يتحمل تكاليف تصوير الكشف عن سرطان الجلد لدى الأشخاص بدءًا من عمر 35 سنة، وربما قبل ذلك عند البعض. أشدد على أن يدرك الجميع أهمية هذه الوقاية.
(*) يقصد بسرطان الجلد الأسود أو « الميلانوما » الورم الخبيث والشكل الأصعب من سرطان الجلد، خلافا لسرطان الجلد الأبيض الذي يعتبر أقل خطرًا.
دورية المستشفى الجامعي التابع لجامعة « Duisburg-Essen »
ــــــــــــــــــــــــــــ
تدقيق لغويّ: Amira Bousdjira
Discussion about this post