إِذْ تقترِح الدِّراسة أنَّ النِّساء اللَّواتي شُخِّصنَ بارتِفَاعِ الكُولِيسترول لَديهِنَّ اِحتماليّة أقلّ للإِصَابةِ بسرَطانِ الثَّدي، و فِي حالِ أُصِبنَّ بهِ فَهُنَّ أقلُ اِحتماليَّةً للمَوتِ به مقارنَةً مع النِّساء بمُعدَّل كوليسترول غيرَ مرتَفِع. نُشِرت الدِّراسة في الـ28 من آب 2017 في European Society of Cardiology Congress.
وللقِيام بالبحث، فإنَّ الباحِثين رَاجَعوا سِجِلات 16,043 مَرأةٍ في المَمْلكةِ المتَّحدة، واللواتي قُبِلنَ فِي المستشفى في الفَترةِ المُمتَدَّة بين الأولِ من كانون الثاني 2000 و 31 من آذار 2013 و شُخِّصن باِرتفاع الكوليتسرول, بأعمار 40 عاماً و أكثر.
قَارَن البَاحِثون بين سِجِّلات النِّساء ذوات الكوليسترول المُرتفعِ مع مجموعةٍ مِن النِّساء ذوات كوليسترولٍ مُنخَفِض، و لم تَكُن أيٌّ من النِّساء قد شُخِّصت بسرطانِ الثَّدي عند بدءِ الدِّراسة. و مُعدَّل أعمار المشارَكاتِ فِي الدِّراسة كان 66 عاماً. وَجد البَاحِثون أنَّ احتمال تشخيصِ النِّساء اللَّواتي لَديهِّن كوليسترول مرتفعٍ بسرطانِ الثَّدي هي أقلُّ بـ45% مقارنةً مَع النّساء بمعدلِ كوليتسرول غير مُرتفع. بَعد ذلكَ قامَ البَاحِثونَ بضبطِ البَّيانات نسبةً للعوامِلِ التي يُمكِن أنْ تُؤَثِّر على البَقاءِ، مُتضمِنةً العُمر،و العِرق، والحَالة كارتفاع ضغطِ الدَّمِ والقُصورِ القَلبِيّ. وَجدوا عِندَها أنَّ النِّساء ذوات معدلِ الكوليسترول المرتفع و شُخِّصن بسَرَطانِ الثَّدي قد اِنْخفضَ اِحتِمَالُ وَفاتِهِنَّ بسببِ سرطانَ الثَّدي بنسبة 40% مقارنةً مع النّساء بمعدل كوليسترول غيرِ مُرتَفع.
إنَّ كَيفيَّة اِنخفاض نِسبَة الإصابة بسرطانِ الَّثديِ لَدَى النِّساء بمعدلِ كوليسترول عالي غيرُ واضحةٍ تماماً، لكنَّ الباحثونَ يشتَبِهون بالستاتين”وهو دواءٌ لتخفيضِ الكوليتسرول” الذي يُمكِن أنْ يَكونَ هو السَّبب. يقول الدُّكتور Rahul Potluri من Aston University و هو كَبيرُ المُؤَلفينَ في الدِّراسة:”مُقارنةً بأُولئِكَ الذين ليسَ لديهِم كوليسترول مُرتَفع، فإنَّ المَرضى مع كوليسترول مُرتَفع انخَفَض خطرُ إصابَتِهم بسرطانِ الثَّدي بنسبة 45%، وحتى إذَا تَطوَّر لديهم سرطانُ ثدي، فإن إحتمالُ وفاتِهم به ينخفضُ بمقدار 40%”. و يُضِيف الدُّكتور:” إذَا كانَ تشخِيصُ إرتفاع الكوليسترول يُؤَدِّي إِلى مُعدَّلاتٍ أقلَّ للإصابةِ بسرطان الثَّدي، فإنَّ ذلك يَنبغِي أن يَتعلّق بشيءٍ مرتبِطٍ بالحالة أو مؤثر بالمَرضَى، وباحتماليةٍ أكبر، يتعلقُ بالِعلاجِ الذي غالباً ما يَعتمِدُ على التداخلاتِ المخفضة للكوليسترول،مثل الستاتينات Statins”.
والدُّكتور Paul Carter يَقُول:” إنَّ أبحاثَنا تُؤَكد أنّ النّساء المُّشَخصاتِ بارتفاع الكوليسترول لديهِنَّ مُعَدلات إصابة بسرطان الثَّدي أقل بشكلٍ مُدهِشٍ مع تَحسُّن في معدلات المَوت و البَقاء”. و أكمل مضيفاً:”إعتماداً على أبحاثٍ سابقةٍ أُجرِيَت مِن قَبْلِنا و مِن قبل مجموعاتٍ أخرى، وبِمَا فِيها الأَبحاث على الحَيوانات فقد كانت الستاتينات فِيها تُقلِّل خطرَ الإصابَة بسرطان الثَّدي، و هَذَا يُعطِي دلالةً واضحةً أنَّ للستاتينات تأثيراً واقياً من سرطانِ الثَّدي”.
لكن، مَازال مبكراً جداً أن نُوصِيَ بالستاتينات لنَمنَع أو نُبطِىء نُموّ سَرطانِ الثَّدي. يَتطلَّب الأمرُ الكَثير مِن الدِّراسات لنَفهمَ بالضَّبط كيف يجِبُ أنْ تُسْتَخْدَمَ الستاتينات لِتقليلِ خَطرِ سرطانِ الثَّدي.
رابط المقال: هنا
رابط الدراسة: هنا
___________________
تدقيق لغوي: عمر دريوش.