في معظم الحالات يكون العلاج الشّائع لسرطان الثدي في مراحله المبكّرة متمثلا في استئصال الورم لإزالة السرطان، تليها حوالي 6 أسابيع من العلاج الإشعاعي بمقدار 5 أيام في الأسبوع، و ذلك بهدف تدمير الخلايا السرطانية التي قد تكون تُرِكت بعد عملية الاستئصال. إنّ هذا العلاج المتكوّن من مرحلتين يُقلِّل من احتمال الإصابة بسرطان الثدي مجدَّدًا.
تساءل الأطباء عمّا إذا كانت النساء المصابات بهذا المرض في مرحلة مبكِّرة -مع احتمال ضعيف- بحاجة إلى تكرار العلاج الإشعاعي للثدي، و هو المعيار الحالي للوقاية. أو هل بالإمكان علاج سرطان الثدي في المرحلة المبكِّرة باستخدام الإشعاع فقط في المنطقة التي كان بها السرطان سابقا؟
و تُشير دراسة دامت 5 سنوات في المملكة المتحدة الأمريكية إلى أنّ معالجة المنطقة المحيطة بالسرطان يمكن أن تكون فعّالة تماما كتسليط الإشعاع على الثدي بأكمله.
نُشر البحث في 9 سبتمبر 2017 من قِبل ذي لانست The Lancet (اقرأ)
شملت الدراسة 2016 امرأة تتراوح أعمارهن بين 50 سنة فأكثر، تمّ تشخيص إصابتهن بسرطان الثدي في مرحلة مبكّرة بين عامي 2007 و 2010. مقاييس السرطان قُدِّرت ب 3 سم أو أقل، كما سُجِّل لدى جميع النساء ثلاث عقد لمفاوية. خضعت النساء لعملية استئصال الورم لإزالة سرطان الثدي.
بعد الجراحة، تمّ اختيار النساء عشوائيا للخضوع إلى نظام و احد من أنظمة العلاج الإشعاعي الثلاث:
674 امرأة تلقّت جرعات كاملة من 40 غراي إشعاع لكامل الثدي.
673 امرأة تلقّت 40 غراي إشعاع على مستوى منطقة الورم، بالإضافة إلى 36 غراي في بقيّة الصدر.
669 امرأة تلقّت 40 غراي على مستوى منطقة الورم فقط.
غراي: هي وحدة قياس جرعة العلاج الإشعاعي.
“شعرنا أنّه من المهم وضع تجربة للإجابة على السؤال: هل بإمكان جرعة كاملة من العلاج الإشعاعي للنساء اللواتي يعانين من سرطان الثدي في مرحلة مبكّرة أن تقوم بتخفيض نسبة احتمال تكرّر الإصابة بهذا السرطان؟”. وفقا لما أكّدته شارلوت كوليز مستشارة الأورام السريرية بمستشفيات جامعة كامبريدج. تلقّت مجموعة واحدة من النساء جرعة قياسية كاملة من العلاج الإشعاعي لكامل الثدي، في حين تلقّت مجموعة ثانية الجرعة القياسية القصوى لأنسجة الثدي القريبة من مكان الكتلة السرطانية بالإضافة إلى جرعة أقل
بعد 5 سنوات من المتابعة، كانت معدّلات إعادة نشأة السرطان في نفس الثدي كالآتي:
1.1 بالمائة للنساء اللواتي تلقّين الجرعة القياسية من الإشعاع.
0.2 بالمائة للنساء اللواتي تلقّين جرعة كاملة من الإشعاع في المنطقة حيث تمّ العثور على الكتلة السرطانية وبجرعة أقلَّ.
0.5 بالمائة للنساء اللواتي تلقّين جرعة قياسية كاملة من الإشعاع حصرا في المنطقة التي كان بها السرطان.
” بعد 5 سنوات توصّلنا إلى أنّ معدّلات إعادة نشأة السرطان بعد العلاج كانت جِدّ منخفضة على مستوى الفئات الثلاثة “، كما أكّدت الدكتورة كوليز ” و مع ذلك، فإنّنا نعتزم الاستمرار في متابعة المرضى لمدة 10 سنوات عل الأقل لأنّنا نعلم أنّ إعادة تشكُّل السرطان يمكن أن يحدث بعد أكثر من 5 سنوات بعد انتهاء العلاج “.
تقول ماريسا فايس مديرة الأطباء و المسؤولة عن علم الأورام الإشعاعي بلانكينا “هذه نظرة عامة أولية جديدة لموضوع مهم تُظهر بيانات عشوائية بين الإشعاع الكامل و الجزئي للثدي ” كما أكّدت “نحن بحاجة إلى مزيد من المتابعة لنعرف حقًا كيف نقارن نُظم العلاج الإشعاعي، و نحن أيضا بحاجة ماسّة إلى إجراء العديد من التجارب للتأكّد من النتائج”.
في حين أنّ النتائج المُتَحصَّل عليها واعدة جدا إلّا أنّها لا تزال نتائج أوّلية و مبكّرة. إنّ الأطباء بحاجة إلى مزيد من البيانات و المعلومات لمعرفة ما إذا كان الإشعاع في منطقة السرطان لها نفس معدّلات التكرار المحلية بعد 7، 9، أو 10 سنوات بعد العلاج. إنّ السرطانات منخفضة المخاطر هي في الحقيقة بطيئة النمو في طبيعتها، لذا فإنّ احتمال تكرارها بعد عدّة سنوات من العلاج قد يكون منخفضا. هذا مهم بشكل خاص بالنسبة للنساء اللواتي شُخِّص لديهن السرطان في سِن مبكّرة نسبيا.
المصدر: هنا
تدقيق لغوي: سهام جريدي