يعد اضطراب ثنائي القطب من أهم الاضطرابات النفسية تأثيرا في العلاقات الاجتماعية خاصة العلاقة الزوجية، لما له من تبعات مدمرة ومثيرة للجدل، فقد بينت العديد من الإحصائيات في كل من الولايات المتحدة الأمريكية وكندا عن وجود أكثر من 40 حالة فشل زواج وقرابة 90% من حالات الطلاق بسبب أن أحد الشريكين يعاني من اضطراب ثنائي القطب، حسب إحصائيات شهر نوفمبر لسنة 2003 التي صدرت عن مجلة “Psychology Today” في مقال بعنوان إدارة اضطراب ثنائي القطب. من خلال هذا المقال سنتطرق إلى بعض القضايا التي يمكن أن يسببها هذا الاضطراب خاصة التي تنشأ عند التعامل مع زوج مصاب باضطراب ثنائي القطب.
رغم بعض الصفات الحسنة التي يحملها الأفراد الذين يعانون من اضطراب ثنائي القطب إلا أنهم يظهرون بعض الصفات غير المرغوب فيها كالانسحاب، تعكر المزاج ،الاكتئاب والهوس، فقد يظهر المصابون باضطراب ثنائي القطب ردود فعل حميمية محببة ثم باردة رافضة للمتعة الجنسية أحيانا أخرى، هذه السلوكيات غير المنتظمة تشكل معاناة وتحديا كبيرا للأزواج المصابين بهذا الاضطراب. أحيانا يواجه المصاب بالاضطراب ثنائي القطب نوبات هوس أو هوس خفيف، تجعله شخصا منتشيا مستمتعا ومثيرا للاهتمام، فتجده كثير الثرثرة، متفائلًا ومليئًا بالطاقة، وفي أحيان أخرى، يواجه نفس الشخص نوبات من الاكتئاب الذي يؤثر عليه جسديا ونفسيا، فتجده متخبطا غير قادر على التعامل مع سلوكيات معينة.
أصعب الحالات هي عندما لا يدرك الزوجين خطورة هذا الاضطراب وتبعاته مما يسبب لهما حالات من التوتر والمشاكل اليومية، في كثير من الأحيان نجد أن الفرد في حد ذاته لا يدرك أنه مصاب باضطراب ثنائي القطب، وقد يتعايشون معه لعدة سنوات قبل تشخيصه أو علاجه.
من بين أهم أعراضه: أن يكون زوجك أو شريك حياتك المصاب بالاضطراب ثنائي القطب يصاحبه حالة من الإنكار، فمن الصعب علاج هذا المرض مع حالة الإنكار، لذا يجب عليك إقناعه بأنه مصاب بهذا المرض لعلاج المشكلة بشكل أسرع.
بعد تقبل المريض لمرضه هنا يستطيع كلا الزوجين العمل سويا لتأهيل ذلك وإنقاذ زواجهما ، “للتعرف أكثر على أعراض الإصابة باضطراب ثنائي القطب يمكنكم الاطلاع على “DSM5″ الدليل التشخيصي والإحصائي الخامس للاضطرابات النفسية والعقلية”
ما الذي يعنيه أن يكون زوجك مصاب بالاضطراب ثنائي القطب ؟
1.إذا كان زوجك يتقبل تماما التشخيص ويحاول الحصول على علاج، هنا يمكن أن تبدآ العمل معا وتجعلا زواجكما أقوى من أي وقت مضى، كثير من الأفراد الذين يعانون من اضطراب ثنائي القطب لديهم حياة زوجية سعيدة وناجحة.
2.من جهة أخرى، إذا كان زوجك يرفض العلاج يجب أن تتعلم كيف تحمي نفسك من سوء المعاملة، يمكن أن تتخذ إساءة المعاملة أحد هذه الأشكال مثل: الإساءة اللفظية، الإساءة المالية، الإساءة العاطفية، الاعتداء الجسدي.
أثر التدخل النفسي التربوي للمرضى المتزوجين المصابين بالاضطراب ثنائي لقطب وأزواجهم:
في دراسة قام بها “John F. Clarkin” وآخرون تم فيها تقييم الفائدة النسبية لإضافة التدخل النفسي التربوي المنظم للمعالجة الدوائية القياسية للمرضى المتزوجين الذين يعانون من اضطراب ثنائي القطب وأزواجهم، تم فيها تعيين المرضى عشوائيا لتلقي إما العلاج الدوائي فقط أو العلاج الدوائي المصاحب للتدخل الأزواج مع زوجاتهم لمدة 11 شهرا، تم قياس أعراض المرضى، وأداءهم، والالتزام المنتظم بالأدوية الخاصة بهم عند الدخول في عملية التأهيل، خلال الـ 11 شهرا لوحظ وجود آثار كبيرة لصالح العلاج الجمعي في أداء المريض عموما دون مستوى الأعراض، بالإضافة إلى أن للتدخل الزوجي علاقة ارتباطية بتحسين الالتزام بالأدوية، فالعلاج النفسي الاجتماعي والعلاج الجمعي لا يؤثران في مستويات أعراض المرضى ، فهي خاصة بتأثير الدوائي ، و مع هذا يؤدي تدخلهما إلى مكاسب إضافية كبيرة في أداء المريض بشكل عام.
من خلال هذا المقال نستنتج أهم قرار لابد من اتخاذه عند اكتشاف أن شريك حياتك مصاب باضطراب ثنائي القطب وهو إيجاد أخصائي نفساني أو طبيب نفسي كفؤ من أجل مساعدتك أنت في حد ذاتك لمساندة شريكك من خلال فهمك لأهم أعراضه وطرق التعامل معه، أيضا للتعرف على أهم الأساليب التي توطد العلاقة الزوجية وتشعر الشريك أنه شخص يستطيع مقاومة اضطرابه والمتابعة في العلاج النفسي الدوائي.
تدقيق : Widad Brioua