يعاني العالم اليوم من أزمة بيولوجية نتيجة اِنتشار فيروس كورونا (COVID-19) حتى أصبحت حدثًا هامًا لدى العديد من الباحثين في شتى المجالات الطبية والبيولوجية وحتى النفسية والاِجتماعية، ونحن بصفتنا أخصائيين نفسانيين نولي أهمية كبيرة للجانب النفسي الذي صبّت عليه العديد من الآثار النفسية الناتجة عن اِنتشار هذا الوباء العالمي، وتطور الأزمة الصحية التي يشهدها العالم عامة والجزائر خاصة.
وكخطوة من خطوات البحث عن الوسائل والاِستراتيجيات الوقائية للحد من اِنتشار وباء كورونا تم التركيز على نشر الوعي الصحِّي كعامل مُهم لتقليل مخاوف الإصابة بفيروس كورونا، هذا من جهة الجانب الصحي والدعوة لتبني السُّلوكات الصحية وطمأنة النفوس بضرورة الاِلتزام بمبدأ الوقاية الصحية خير من ألف علاج.
الوعي الصحي كعامل وقائي ضد الاصابة بفيروس كورونا
نادى الأخصائيون بضرورة تبنِّي السُّلوكات الصحية، إلاَّ أن هذه الأخيرة تتحقق بتوفر مستوى كافٍ من الوعي الصحي لدى أفراد المجتمع، وهذا يعني أن ممارسة أي سلوك في الحياة اليومية وفق ما يملكه الفرد من معلومات صحية قليلة ومتدنية قد تجعله يقع ضحيةً للإصابة بالوباء الخطير الذي يهدد صحته.
عليه فاِكتساب الوعي الصحي ضرورة مُلحة لتحقيق صحة المواطن، والاِلتزام بالتعليمات الوقائية التي حددتها منظمة الصحة العالمية في العديد من سُلوكات المحافظة على الصحة، ولعل من أهمها الاِبتعاد عن التجمعات التي كانت وتبقى سببًا رئيسيًا لاِنتقال الفيروس بين الأفراد بسبب الاِتصال المباشر مع الشخص المُصاب، إضافةً إلى ضرورة غسل اليدين باِستمرار ولبس الأقنعة الطبية الوقائية…كل هذه السُّلوكات قد ركَّزت عليها جُل المراكز الطبية حِرصًا على سلامة الأفراد وصحتهم، كما دعت إلى الحجر الصحي كعملية يقومُ بها الفرد كسُلوك وقائي ناتج عن وعيه الصِّحي وتطبيقًا لِما يُؤكد عليه الأخصائيون في مجال الصِّحة النفسية والجسدية وتبقى الصحة تاج فوق رؤوس الأصحاء.
الأخصائي النَّفساني ودوره في نشر الوعي الصِّحي اِتجاه أزمة كورونا
تُعتبر مهمة الأخصائي النفساني من بين المهام التي تؤكِّد عليها دول العالم في المجال الصِّحي، وعليه فإن مثل هذه الأزمات الصحية تَستلزم من الأخصائيين النفسانيين توفير الدَّعم النفسي من خلال حِرصِهم على نشر الوعي الصِّحي لدى أفراد المُجتمع، كيف ذلك؟
مجرَّد التفكير في فيروس كورونا قد يُصيب الفرد بنوبةِ هلع، ناهيك عن الوَساوِس التي يعاني منها جرَّاء تناقل المعلومات والأخبار في شتى وسائل الاعلام، ومتابعة أخبار تطور واِنتشار فيروس كورونا في مواقع التواصل الاجتماعي التي تنتشر فيها المعلومات بكميات ضخمة ومُرعبة، ممَّا سبَّبَت نوبات قَلق وتوتُّر وضُغوط نفسيَّة؛ مُتناسين أنَّ لكل فردٍ شخصيَّة ومُستوى معيَّن من الصَّلابة والوعي اِتجاه هذه الأزمة، وهنا يَستدعي الأمر تدخُّل الأخصَّائي النفساني للتَّقليل مما يثيرُه فيروس كورونا من مخاوف، بشرح كيفيات الوقاية الصِّحية وعَدم الاِستهرار بالوضع لأنه يَمس صحَّة الفرد والمجتمع ككُل.
ومن هذا المنبر أدعو الجميع إلى التَّحلي بالمسؤولية اِتجاه هذه الأزمة الصحيَّة «فيروس كورونا» وإلى ضرورة نشر الوعي الصحِّي بين أفراد المجتمع الجزائري في الوقت الراهن وجعله عنصرًا فعَّالاً في تحقيق نمط حياة صحِّي وواعي في المستقبل.
الأستاذة: ليلى شيباني
تدقيق لغوي: أنس شيخ
تصميم: رامي نزلي
Discussion about this post