كلّ عضوٍ و نسيجٍ في جسدنا انبثق من مجموعة من الخلايا الجذعيّة حديثة النموّ، تختلف الخليّة الجذعيّة عن أيّ خليّةٍ أخرى في الجسم بقدرتها على إعادة تجديد نفسها، و تستطيع أن تنقسم إلى العديد من الخلايا المشابهة لها، الخلايا الجذعية تستطيع إصلاح واستبدال الأنسجة في جسم الإنسان. بعبارة أخرى، الخلايا الجذعية لها القدرة على الشّفاء.
الخلايا في الجلد تحتاج إلى تجديدٍ مستمر لا يمكن أن يتحقّق من دون الخلايا الجذعيّة، أوالعضلات …
الخلايا الجذعيّة في العضلات هي من تقوم بإصلاح الضّرر في الأنسجة حين نُصاب في سن ٍّمبكرة.
تمتلك الخلايا الجذعيّة الطّاقة الاستثنائية للتطوّر إلى نوعٍ من الخلايا في جسم الإنسان، تبدأ في حالةٍ جنينية كخلايا غير مبرمجة ثم تصبح مختصة في تكوين العظام، العضلات، الجلد، القلب، الدماغ وأكثر من 250 نوع آخر من الخلايا المتخصّصة و هذه تسمّى بالخلايا الجذعيّة المحفِّزة.
توصّلت الأبحاث إلى أنّ الخلايا الجذعيّة يمكن استخدامها لعلاج الأمراض و الإصابات كما أنها تحفّز الجسم لإصلاح نفسه.
على سبيل المثال: عملية زرع نخاع العظم عرفت منذ أكثر من 40 عاما، تعتمد هذه الإجراءات على زرع الخلايا الجذعيّة المشتقّة من نخاع العظم وقد غيّرت بشكلٍ كبير علاج اضطرابات الدّم وبعض أنواع السرطانات مثل سرطان الدم.
خلال السنوات العشرين الماضية، ظهرت اكتشافاتٌ جديدة هامة. وجد الباحثون طرقًا جديدة لاستخدام الخلايا الجذعيّة في إعادة بناء الأنسجة في مناطق كثيرة من الجسم حين تتعرض للتلف مثل العين، البنكرياس، الدماغ، بعض العلاجات الجذريّة للعمى، مرض التّصلّب العصبيّ المتعدّد، السّكتة الدّماغيّة وإصابات الحبل الشوكي.
مصادر الخلايا الجذعيّة:
الكثير من المناقشات العامّة حول الخلايا الجذعيّة ركّزت على هذا الأمر، وهو مِن أين تأتي الخلايا الجذعيّة. الخلايا الجذعيّة البالغة توجد في أنسجة معيّنة في أجسامنا، كما أنّ الخلايا الناضجة وهي متخصّصة بالفعل في أداء وظائف معيّنة وهي إلى حدٍّ ما أكثر محدودية في تطبيقها لأغراضٍ علاجية. عمومًا، فهي تستطيع فقط صنع نوعٍ من الخلايا الموجودة في الأنسجة التي تقيم فيها. من ناحيةٍ أخرى، الخلايا الجذعيّة الجنينيّة – المستمدّة من الكيسات الأريمية ذات الخمسة أيام والتي هي سلائف الأجنّة ــ هي المحفّزة في الطبيعة وتستطيع توليد أيّ نوعٍ من الخلايا في الجسم وأيّ نوعٍ من الأنسجة؛ لهذا السّبب قيمتها كبيرة لدى العلماء لإنجاز كلٍ من البحوث الأساسية في المختبر و البحوث الطّبيّة في العيادة. وأيضا، لديها القدرة على تجديد الأنسجة والخلايا التي فقدت بسب المرض أو الإصابة.
كان واحدًا من أهمّ التّطوّرات غير المتوقّعة أو التّقدم المفاجئ في المعرفة في العقد الماضي، اكتشاف الخلايا الجذعيّة المحفّزة، وهذه الخلايا الجذعيّة البالغة التي تمت معالجتها أو إنتاجها لتعود مرّةً أخرى إلى الحالة الجنينية أو المحفّزة، من خلال خلق الخلايا المحفّزة من الخلايا الجذعيّة البالغة من المريض نفسه. هناك أكبر إمكانية لعلاج أمراضٍ كارثيّة و القضاء على المشاكل التي تصاحب رفض الأنسجة بعد الزرع.
تشكل الخلايا الجذعيّة ثورةً في مجال الرّعاية الصّحيّة، ولكنها البداية فقط. عملية زرع الخلايا الجذعيّة لنخاع العظم تشفي بعض أنواع السرطان على مدى عقود، و لكن، في مناطق أخرى محتملة بالكاد بدأنا نخدش السطح.
الكثير من العمل ينتظرنا. أولا، البحث الدّؤوب الذي يؤدّي إلى تقدّمٍ في فهمها، وبعدها التجارب السّريريّة العملية التي يمكن أن تغيّر وضع الأمراض والحالات المستعصية.
بدعم من مصادر خاصةٍ وعامة، وبالتعاون عبر الحدود، أفضل و ألمع العقول ستحوّل حلم الخلايا الجذعيّة إلى واقعٍ سيجدّد الإنسانية
المصدر : http://goo.gl/TNS38K