قد لا نشعر أنّ مدّة 7 ساعات من النوم كل ليلة غير كافية لنا، لكن بالمقارنة مع أقربائنا من الرئيسيات الأخرى (القردة والقردة العليا) التي تقضي 12 ساعة من يومها ناعِسة، فإن فترة نومنا قصيرةٌ جدًا. يقول البروفسور «تشارلز نان» من جامعة ديوك:” إنّنا قد تطورنا للحدّ من نومنا، لأنّ لدينا أشياء أفضل للقيام بها لكي نُطور مهاراتنا مثل ايجاد الحلفاء وصناعة الأدوات وتعليم الأطفال، لكن هذا جعلنا عرضةً لمرض الزهايمر.”
وقد قام البروفسور«نان» وزميله «ديفيد سامسون» بدراسة تدور حول مدة نومِ تسع وعشرين نوعًا من الرئيسيّات، حيث جمعا بيانات عن المدة التي يقضونها في نوم «حركة العين السريعة-REM» ونوم «حركة العين الغير السريعة-NREM»، وأخذت دراستهم بعين الاعتبار عاملَين قد يؤثران على النوم وهما: النظام الغذائي وحجم الدماغ. للعلم فإن هذه الدراسة لبناء نموذج يتنبأ بكمية النوم التي يجب أن يحصل عليها كل نوع من الرئيسيات المدروسة.
وحسب هذا النموذج فإن البشر يجب أن يحصلوا على 9.5 ساعة من النوم في الليلة، 8.4 ساعة منها في نوم NREM و1.3 ساعة في نوم REM. هذه النتائج لا تعني أننا يجب أن ننام لمدة 9.5 ساعة عمليا، ويقول البروفسور«نان»: “من الواضح أنّ نومنا تم تعديله” ويضيف أيضا: “من الناحية الصحيّة هناك مدّة مثاليّة من النوم، والأشخاص الذي ينامون أكثر أو أقل، غالبًا ما تكون لديهم مشاكل صحية.”
في الواقع، غالبًا ما نحصل على سبع ساعات من النوم في الليلة، 5.4 ساعةً منها في نوم NREM و1.6 ساعة في نوم REM، إذ قلصت مدة نوم NREM. لكن البروفسور«نان» وزميله «سامسون» غير متأكدين من تفسير هذا التطور، لأن نوم NREM مهمٌ لتخزين الذكريات طويلة المدى.
وليس الكل مقتنعًا بهذه الدراسة، حيث يقول البروفيسور «سايمون دورانت» من جامعة لينكون: “الشامبانزي يبحث عن مجموعة متنوعةٍ من الأطعمة، يصنع الأدوات، له حياةٌ اجتماعية مركبة، ويقاتل في حروب ضد المجموعات الأخرى، ومع هذا فإنهم ينامون أكثر بكثير منا”. ويضيف: “الدراسة أُجريت على حيوانات مأسورة، والحيوانات في الأسر تشعر بالملل وتنام أكثر من نظيرتها في البرية”.
لكن يبدو أن هناك صلة بين نومNREM و تطور مرض الزهايمر، لأن العلماء يعتقدون أنّ في هذه المرحلة من النوم تتم تصفية «لويحات بروتين الأميلويد-plaques of amyloid protein»، ويقول البروفيسور«ديف هولتزمان» من جامعة واشنطن: ” تقلص مدة نوم NREM ، يزيد مستويات بروتين الأميلويد، وبتراكمه مع الوقت يسبب مرض الزهايمر، لهذا فإن البشر معرضون بشكل فريد له”.
المصدر:هنا
التدقيق اللغوي: زهير خساني