أصبح معروفاً حاليا بأنَّ الفيسبوك يعرف الكثير عنك، كلُّ رسالة أو ملف تُرسِله عبره أو عبر المنَصات التابعة له ( مثل الواتساب والانستغرام )، كل أرقام الهواتف والايميلات المحفوظة على هاتفك، مكانك الذي تفتح منه الفيسبوك. كلُّ بيانات التطبيقات على هاتفك السابقة والحالية التي ربطتها مع حسابك على الفيسبوك، اتوجُهاتك السياسيَّة، توجُهك الجنسي، وأكثر من ذلك بكثير – كل ذلك بين أيديهم !
في مقال على صحيفة نيويورك تايمز عن الفيسبوك وانتهاكه لخصوصيَّة المستخدمين، ذُكِر فيه أنَّ للشركة عدَّة براءات اختراع وطلبات براءة اختراع قد تكون مثيرة للدهشة للبعض. ولكن كونها براءات اختراع لا يعني أنَّها قيد الاستعمال حاليا، بل أنَّها مجرد أفكار يمكن أو بالأحرى قريبا سنجدها محققه على الواقع.
بعض التطبيقات التي ذُكِرت في المقال، لها خوارزميَّة يُمكنها استعمال ميكروفون هاتفك للاستماع لمحيطك وتحليل نمط التداخلات الكهربائية المنبعثة من تلفازك واستيعابها لمحاولة معرفة ما تشاهده وأي إعلانات تستمع اليها. خوارزميَّة أخرى تتبع حياتك اليومية – أين تأكل، تشرب القهوة، تمشي وتنام -. وتكتشف أيَّ تغيُر في نمط حياتك اليومية. خوارزميَّة أخرى تقوم بتحليل نشاطاتك على الانترنت لتقديم تحليل شخصية لك. إن كنت منفتحا أو انطوائيا أو محافظا ….الخ، انطلاقا من كتاباتك و اعجاباتك على مواقع التواصل الاجتماعي.
ولكن أكثر واحدة مثيرة للدهشة وهي براءة اختراع لفكرة خوارزميَّة -لم تُحقَّق بعد- تهدف للتنبؤ بمستقبلك، نعم مستقبلك ، سيَستخدِم الذكاء الاصطناعي بياناتك الرقميَّة. حيث أنَّه سيكون بامكانه تقديم نتائج تقريبيَّة توقعيَّة لمتى ستتخرج، تتزوج، تتطلق، تتوظف، ومتى ستموت ! ولعلمك فإنَّ الذكاء الصناعي تطور بشكل كبير في السنوات الماضية خاصَّة فيما يخص تمييز الانماط pattern recognition. مِنَ التَّعرف على عيِّنات سرطان الجلد الى لعب الشطرنج و قراءة التغيُّرات الحسيَّة. وأصبح أفضل من الانسان في ذلك.
جميع هذه الخوارزميَّات لا تعني بالضرورة أنَّ الفيسبوك يريد استخدامها على المستخدمين، فهي تبقى مجرد أفكارٍ لباحثين في الفيسبوك قد تُنفَّذ وقد لا تُنفَذ .
الفيسبوك مسبقا يعرفك أكثر مما يعرفك أصدقائك وعائلتك، ومن الممكن يوما ما أن تتمكن خوارزميَّات الفيسبوك من معرفتك كما تعرف نفسك، وربما حتى أن تتوقع أحداثا مستقبليَّة قبل أن يدركها وعيك.
المصدر : هنا
تدقيق لغوي: بشرى بوخالفي