استطاع فريق دولي من الباحثين توليد «كثافة بوز-انشتاين» في الفضاء، وهذا لأول مرة منذ أن تنبأ بها كل من «ساتيندرا ناث بوز» سنة 1924 و«ألبرت أينشتاين» بين عامي 1924 و1925، ونشرت مجلة«Nature» البريطانية ورقة البحث التي قال فيها العلماء أنَّه تم إنشاء جهاز تجريبي صغير أرسلوه إلى الفضاء عبر صاروخ وقاموا بإجراء عدَّة تجارب عليه أثناء إخضاعه لسقوط حر.
«كثافة بوز-انشتاين» هي حالة للمادة تتخذها ذرات الغاز لتصبح في حالة كمومية واحدة كثيفة للغاية، وهذا بشرط أن تكون كثافة الذرات منخفضة جدا إلى درجة قريبة من 0.
اهتم العلماء بتوليد هذه الحالة تجريبيا حتى يتمكنوا من اختبار خواصها ومعرفة ماهيتها، لهذا اقترحوا استعمال مُستشعرات حسَّاسة للغاية للقيام بذلك، لكن الباحثين واجهوا صعوبات في البداية، فعلى الرغم من نجاح هذه المستشعرات الحساسة في دراسة بعض الظواهر الفيزيائية بشكل أفضل مثل أمواج الجاذبية، إلا أن توليد«كثافة بوز-انشتاين» من خلالها أمر صعب جدا لأنَّ الجاذبية توثر على الأجهزة وبالتالي تؤثر على نتائج التجارب، من هنا جاءت فكرة أن أفضل مكان لتحقيق التجربة هو الفضاء.
بعد هذه الفرضية ابتكر العلماء جهازاً يتكون من كبسولة تحتوي على شريحة تحمل مجموعة من ذرات الروبيديوم 87 والإلكترونات وبعض أنواع الليزر ومصدر الطاقة، وتم تنشيط الجهاز عندما وصل الصاروخ إلى ارتفاع 243 كم إثناء إخضاعه لسقوط حر فتم توليد «كثافة بوز-انشتين» في 1.6 ثانية فقط، بعد ذلك أجريت 110 تجارب مبرمجة مسبقًا في الست دقائق التي استغرقها الصاروخ للتراجع إلى الأرض.
تمثل هذه التجربة بداية حقبة جديدة لاستعمال ظاهرة «كثافة بوز-انشتاين» من أجل فهم غموض الكون.
المصدرهنا
تدقيق لغوي: بشرى يوخالفي