كيف يمكن للأخصائي النفساني أن يضع بصمته خلال أزمة كورونا؟
إن دور الأخصائي النفساني لا يقتصر على تقديم التوجيهات النفسية والحلول العلاجية فقط، بل يتعدى ذلك إلى متطلبات إنسانية يمليها عليه الضمير المهني وذلك بتوفير الدعم والمرافقة النفسية، خاصة إذا ما تعلق الأمر بالأزمات النفسية والصحية خصوصا ما نعيشه اليوم بسبب التَّفشي السريع لوباء كورونا الذي اِنتشر بنسبٍ كبيرة ليُصيب العالم بالذعر جراء الزيادة في حالات الإصابات والوفيات.
يُؤكد الباحثون في المجال الصحي أن فيروس كورونا يعتبر عاصفةً وبائية تستدعي تدخل كل الجهات في القطاع الصحي، وتعزيز التدابير التي تتيح التعايش مع هذا الوباء.
المُعاناة النَّفسية في الحجر الصحي والتدخل النفسي:
إنَّ الخوف سمةٌ يتصف بها أي فرد يتعرض لموقف يُهدد كيانه وصحته، إلَّا أن وباء كورونا من بين الأوبئة التي جعلت من الفرد يعيش حالةَ خوفٍ وهلعٍ ومعاناة نفسية حقيقية تستدعي من الأخصائي النفساني التدخل السريع بعمليات الشَّرح والتوعية للأفراد، وأصبح من الضروري عدم السماح لهذا التوتر أن يؤثر على صحتهم، من خلال الإلتزام بالحجر الصحي وتعليم الأفراد تقنيات التَّنفس الصحي وعملية الاِسترخاء والمداومة على تناول الغذاء الصحي.
من الواجب كذلك على الأخصائي أن يأمُر بتحديد وقت معين لتتبع أخبار كورونا، وتجنب المتابعة المُدمنة والاِعتماد على المصادر الموثوقة بعيدًا عن تلك الأخبار عبر وسائل التواصل الاجتماعي الغير الصحيحة، لأن متابعة الأخبار طيلة اليوم تؤثر على نفسيته وتجعله في حالة قلق شديد وهلع وضرر نفسي، وكل هذه الأعراض المرضية سببها تتبع الإشاعات والمصادر غير الموثوقة لذا يجب التأكد من مصادر المعلومات والاِلتزام بالتوجيهات الوقائية.
الاِعتماد على التفريغ الإنفعالي كخطوة للتخلص من هلع الإصابة بفيروس كورونا:
إن التفريغ الإنفعالي من بين أهم التقنيات التي يعتمد عليها الأخصائي النفساني، وذلك بتفريغ كل الشحنات السلبية التي يعاني منها الشخص حيث يكون في مواجهة مع الحالة المتسببة في ذلك، وتكون هذه الأخيرة في وضع إعتراف وتنفيس للمواقف المتسببة في الهلع والقلق النفسي.
تتماشى هذه التقنية حسب حالة الفرد، وبما أننا في فترة يسود فيها الهلع من وباء كورونا، تغيرت الظروف لتطبيق التفريغ الاِنفعالي بالمقابلة مع الحالة، وهذا بسبب خاصية اِنتقال العدوى التي يتميز بها وباء كورونا، إلاَّ أن هذا لا يمنع من الاِعتماد على تقنية التفريغ الاِنفعالي وذلك من خِلال تحليلها للحالات ومواجهة الحَدث بالتحدث سواء بالكلمات أو بالكتابة عما يُضايق الفرد المتأثِّر داخليا، وهي تقنية تجعله يقوم بعملية الاِعتراف اِتجاه الموقف ومعايشته تزامنًا مع طريقة التنفس الصحي وعملية التنفيس، للوصول إلى حالة يشعر فيها بالراحة والهدوء والطمأنينة النفسية التي حققها، والتخلص من الحمولة النفسية التي تعيق تفكيره ونفسيته، وبالتالي تُؤثر على صحته النفسية والجسدية.
كما يجب أن نؤكد على ضرورة ممارسة بعض التمارين الرياضية والهوايات المفضلة كتنفيس اِنفعالي بهدف تحقيق الراحة النفسية.
بعض التوجيهات لتحسين الحالة النفسية أثناء الحجر الصحي:
– ضرورة تحديد وقت لمتابعة أخبار وإحصائيات انتشار فيروس كورونا.
– ضرورة التنفس الصحي كتقنية للتقليل من الأعراض المرضية للهلع ومخاوف كورونا فيروس.
– المداومة على النظام الوقائي لتجنب الإصابة بفيروس كورونا.
– اِستغلال المواهب والهوايات في أوقات البقاء في الحجر، وتحقيق المنفعة الشخصية بدل الاِهتمام بالأخبار الضارة بالحالة النفسية والجسدية.
إعداد: الأستاذة ليلى شيباني
تدقيق لغوي: أنس شيخ
تصميم: رامي نزلي