كلمة باروك هي كلمة مشتقة من الكلمة البرتغالية “باروكو” و تعني: مجموعةٌ من الأشكال غير المنظّمة، و قد طغت هذه الطريقة في التصميم على الهندسة المعماريّة أولا قبل أن تنتقل إلى عالم الموسيقى.
دامت فترة الباروك مدّةً طويلةً بدايةً من سنة 1607 إلى غاية 1750، و هي ليست بالمدة القصيرة أبدا في تاريخ الموسيقى. ظهرت خلالها أنواعٌ و قوالبُ جديدة كما برزت المقطوعات الآليّة و تم التخلي في كثير من الحالات على الصوت البشري، و هذا مخالف لمبادئ موسيقى النهضة التي كانت تعتمد على الغناء بشكلٍ شبهِ كليٍّ. تأثّر مُؤلفُو الباروك كثيرًا بالحضارات القديمة و الميثيولوجيا الرومانية و الإغريقية فكانت مصدرَ إلهام عندهم خاصةً في الأوبرا.
كما خدمت الموسيقى في هذا العصر الكنيسةَ كباقي العصورِ السابقة، في الصلوات و الجنائز… و كذلك خدمت الطبقةَ الحاكمة و النبلاءَ… يمكنُ القولُ أن العازفين و المؤلفين لا يزالون غيرَ أحرار في عملهم، و يُعتبرون خادمين للطبقات الأخرى الأعلى شأنًا منهم.
من ناحية نظريّةٍ فإن موسيقى الباروك تعتمد بشكل كلّي على البوليفوني، و خاصة الكنتربوان و هو عبارة عن خطوط لَحْنِيّةٍ متضاربةٍ و متقاطعةٍ و لكنها متناسقةٌ من الناحية الهرمونية، لا توجد ميلودي أساسيّة أو مرافقة لحنيّة عن طريق مركبات Accords .
من أبرز مؤلفي الباروك هاندل فيفالدي لولي و يان سبستيان باخ الذي يُعتبر أستاذ الموسيقى الغربية. و قد أبدع هذا الأخير في كتابة الفوغا و هي عبارة عن شكل من أشكال موسيقى هو الأكثر تعقيدًا من بين كل الأشكال الموسيقية حيث تعتمد بشكل رئيسي على تقنية الكنتربوان و الكانون. إلى جانب الفوغا ظهرتْ قوالب و أشكال أخرى، و المثير في الأمر أنها 100% آليّة مثل متتالية الرقصات ذات الطابع الإيقاعي و الكونشرتو، كما أن السمفونيّة بدأت في التبلور أواخر عصر الباروك.
Concerto in A minor J.s.Bach
Toccata and fugue J.s.Bach
تدقيق لغوي: زهير خساني
المصادر:
موسوعة universalis 2008