قد يقوم البشر بتغيير البيئة بطرقٍ تسبب السرطان في مجموعات الحيوانات البرية – كما يقترح الباحثون من جامعة ولاية أريزونا -كوسيلةٍ للتكيُّف والازدهار، يقوم البشر بتغيير البيئة بطرقٍ أكثر ملاءمة لأنفسهم ، والتي من المحتمل أن يكون لها تأثير سلبي على العديد من الأنواع على مستويات مختلفة، بما في ذلك احتمال تطور السرطان.
وقال الباحث سيل سيب في بيان: “نعرف أن بعض الفيروسات يمكن أن تسبب السرطان لدى البشر من خلال تغيير البيئة التي يعيشون فيها – في حالتهم تكون البيئة هي الخلايا البشرية – لجعلها أكثر ملاءمةٌ لهم”.
نشرت ورقة في صحيفة Nature Ecology & Evolution وتشير إلى أن البشر يساهمون في معدلات الإصابة بالسرطان في الحياة البرية من خلال إطلاق الإشعاع في الحوادث النووية، وفقدان التنوع الجيني، والتغيرات في مصادر الغذاء، والتلوث في أشكال المايكروبلاستيك، والتلوث الضوئي، والمواد الكيميائية.
“بعد البحث عن السرطان وجده العلماء في جميع الأنواع، ومن المعروف أن الأنشطة البشرية تؤثِر بشدة على معدل الإصابة بالسرطان عند البشر، لذلك قد يؤثر هذا التأثير البشري على البيئات البرية بشدة و على انتشار السرطان في المجموعات البرية مع عواقب إضافية على النظام البيئي.” قال الباحث ماثيو جيراودو
وجدت الأبحاث السابقة الأورامَ السطحيةَ على الطيور البريةِ في تشيرنوبيل بعد كارثة 1986، ويعتقد المؤلفون أن حوادث السرطان في الحيوانات البرية في مواقع كوارث نووية أخرى مثل فوكوشيما تم الاستخفاف بها، ومن المحتمل أنه تم الاستهانة بالمساكن الطبيعية التي أصبحت معرضةٌ للدمار بعد الكوارث النووية.
انخفاض التنوع الوراثي قد يسهم أيضا في معدلات الإصابة بالسرطان في الحيوانات البرية، السرطان هو مرض متعدد العوامل ويمكن أن يسبب طفرات وذلك من خلال زواج الأقارب، هنا يعتقد الباحثون أن الحيوانات المهددة بالانقراض قد يكون لديها قابلية متزايدة لمسببات الأمراض المسببة للسرطان مثل فيروس الورم الحليمي، والذي لوحظ في العديد من أنواع الحيوانات.
و بشكل متزايد أصبحت الحيوانات تبدل وجباتها الغذائية كذلك، ومع تقصير الفجوة بين الريف والحضّر تستمر الحيوانات البرية في البحث عن الطعام البشري، كذلك غالباً ما تحتوي – عمدا- الأطعمة المستخدمة في صيد الحيوانات للترفيه أو لأغراض الحفظ على ملوثات سامة مرتبطة بالسرطانات.
يقودنا ذلك إلى الحقيقة الخانقة التي يتم تجاهلها:
التلوث:من المعروف أن التلوث الكيميائي في المحيطات والمجاري المائية يسبب الأورام لدى البشر والحيوانات الأسيرة، ويقول الباحثون أنه لا يوجد سبب للاعتقاد بأن هذا لا يحدث في الحياة البرية أيضًا، إنها ليست مجرد انسكابات نفطية كبيرة نتحدث عنها. يمكن تنقية المواد الكيميائية السامة من المايكروبلاستيك – التي تم العثور عليها في كل قارة تقريبا وفي كل جسم مائي – ويمكن أن يكون لها تأثير مسرطن على الحياة البرية.
إذن، أين نذهب من هنا؟
قال جيرودو: “الخطوة التالية هي بالتأكيد النزول إلى الميدان وقياس معدل الإصابة بالسرطان في المجتمعات البرية.” ، “نحن نحاول الآن تطوير بعض المؤشرات الحيوية لنكون قادرين على دراسة ذلك.”
تدقيق لغوي: بولحية يحيى
المصدر:هنا