العلك، اللبان أو Chewing Gum. مادة ناعمة ومطاطية مصممة للمضغ دون إبتلاع، منتشرة في كل بقاع العالم، يستمتع الكثيرون بمضغها ولويها داخل الفم. وإن كان لا يختلف اثنان حول متعة هذه العملية، فإن الاختلاف سيكون أكيدا حول فائدتها أو ضررها على صحة الإنسان الجسدية والنفسية.
طبيعة العلكة:
يمكن أن تختلف الوصفات بين العلامات التجارية، ولكن جميع علكة المضغ حسب الرابطة العالمية للعلك (ICGA) هي في الواقع مجموعة من أربعة مكونات أساسية تضاف لها مجموعة من المكونات المحددة، التي عن طريقها تنتج مئات الآلاف من الأصناف لإرضاء محبي مضغ العلكة. وكل عنصر مما سبق يشكل موضوع دراسات وأبحاث لضمان أنه آمن للاستهلاك زيادة على وظيفته المقصودة.
- قاعدة العلكة المضغية (اللثة) Gum base:
غير مغذية، مطاطية وغير قابلة للذوبان. وبالمقابل فهي التي توفر القابلية للمضغ، ويتم تركيبها بإعطائها القدرة على إطلاق النكهات والمحليات والمكونات الوظيفية بشكل تدريجي أثناء المضغ المستمر.
- المنكهات Flavors:
وهي الشيء المميز لأي علكة، فنكهات العلكة المتوفرة في السوق لا حصر لها تقريبا. وسواء كانت الفاكهة أو النعناع أو القرفة أو شيئا أكثر غرابة، فإن الهدف الأكثر أهمية هو أن تكون هذه النكهات المستخدمة في مضغ العلكة آمنة وموافق عليها للاستخدام في المستويات اللازمة لتعمل بشكل مناسب.
- الألوان Colors:
اللون هو خاصية هامة تضيف متعة خلال المضغ، وتختلف مصادرها طبيعية كانت أو اصطناعية.
- المحليات Sweeteners:
الهدف من اضافتها هو التحلية وتعزيز النكهة، هناك ثلاثة أنواع أساسية من المحليات المستخدمة في مضغ العلكة:
– المحليات الغذائية: مثل السكريات التقليدية المستخدمة في منتجات العلكة بالسكر كقصب السكر وسكر البنجر.
– المحليات السائبة: هي كحوليات السكر، التي توفر حلاوة العلكة دون أي سعرات حرارية تقريبًا، صحية للأسنان، كما أنها غير مسرطنة.
– المحليات المصنعة: مثل الآسبارتام (aspartame) عبارة عن مواد تركيبية خالية من السعرات الحرارية توفر حلاوة عند مستوى أكثر تركيزًا بكثير من المحليات الغذائية أو السائبة. يتم استخدام توليفات مختلفة من المحليات الغذائية وغير الغذائية كمكونات في العلكة لتحقيق المستويات المطلوبة من حلاوة ونكهة.
معظم الشركات المصنعة العلكة تبقي وصفاتها سرية. ولكن يجب الحرص على أن جميع المكونات المستخدمة في صناعتها تصنف على أنها مناسبة للاستهلاك البشري وتصل لدرجة الغذاء البشري.
آثار العلكة الإيجابية:
- مضغ العلكة يمكن أن يقلل من الإجهاد وزيادة الذاكرة:
لقد وجدت الدراسات أن مضغ العلكة أثناء أداء المهام يمكن أن يحسن جوانب مختلفة من وظائف المخ، بما في ذلك اليقظة والذاكرة والفهم واتخاذ القرارات. ففي إحدى الدراسات، كان أداء الأشخاص الذين يمضغون العلكة أثناء الاختبارات أفضل بنسبة 24٪ في اختبارات الذاكرة قصيرة المدى و36٪ أفضل في اختبارات الذاكرة طويلة المدى.
ومن المثير للاهتمام، أن بعض الدراسات الأخرى قد وجدت أن مضغ العلكة أثناء المهام يمكن أن يشكل بعض الإلهاء في البداية، ولكنها تساعد على التركيز لفترات أطول.
وإن كان كيف يؤدي مضغ العلكة الى تحسن الذاكرة ليست مفهومة تماما. ذلك أن إحدى النظريات أرجعت تحسن الذاكرة إلى زيادة تدفق الدم إلى الدماغ أثناء مضغ العلكة.
جانب آخر أكدته دراسات أخرى بأن مضغ العلكة يمكن أن يقلل من التوتر ويزيد من الشعور باليقظة. ذلك أن طلاب الجامعة، قلل عندهم مضغ العلكة مدة أسبوعين من مشاعر التوتر، خاصة فيما يتعلق بشعور القلق بسبب العمل الأكاديمي. وقد يكون هذا بسبب فعل المضغ، الذي تم ربطه بمستويات منخفضة من هرمونات التوتر مثل الكورتيزول.
- مضغ العلكة قد يساعد في حماية الأسنان ويقلل من رائحة الفم الكريهة:
مضغ العلكة الخالية من السكر يساعد في حماية الأسنان من التسوس. وهي أفضل من اللبان العادي المحلى بالسكر، ذلك لأن السكر يغذي البكتيريا “السيئة” في الفم، مما يضر الأسنان.
لقد وجدت الدراسات أن مضغ العلكة المحلاة بكحول السكر (xylitol) أكثر فعالية من العلكة الخالية من السكر في منع تسوس الأسنان. وذلك لأن الإكسيليتول يمنع نمو البكتيريا التي تسبب تسوس الأسنان ورائحة الفم الكريهة، فالإكسيليتول يقلل من كمية البكتيريا السيئة في الفم بنسبة تصل إلى 75 ٪. علاوة على ذلك، مضغ العلكة بعد الوجبة يزيد من تدفق اللعاب. هذا يساعد على التخلص من السكريات الضارة وحطام الطعام، وكلاهما يغذي البكتيريا التي تعيش في الفم.
كما لوحظ أن مضغ العلكة الخالية من السكر يحفز اللعاب بنسبة تصل إلى 10 أضعاف معدل الراحة. هذا ما يعمل على التخلص من جفاف الفم.
- مضغ العلكة يساعد على فقدان الوزن:
مضغ العلكة أداة مفيدة لمن يحاول إنقاص وزنه، هذا لأنه حلو وقليلة السعرات الحرارية، مما يمنحك مذاقًا حلوًا دون أن تهب نظامك الغذائي. كما وجد أن المضغ يمكن أن يقلل من الشهية، مما يمنع الإفراط في تناول الطعام. فمضغ العلكة بعد الغداء يقلل الجوع ويقلل من تناول الوجبات الخفيفة في وقت لاحق من اليوم بنسبة 10٪ تقريبًا (آخر دراسة حديثة وجدت نتائج مماثلة).
إن النتائج الإجمالية الأخيرة مختلطة. فقد ذكرت بعض الدراسات أن مضغ العلكة لا يؤثر على الشهية أو استهلاك الطاقة على مدار اليوم، حتى أن إحدى الدراسات وجدت أن الأشخاص الذين يمضغون العلكة كانوا أقل عرضة لتناول الوجبات الخفيفة الصحية مثل الفاكهة. ومع ذلك، قد يكون هذا بسبب أن المشاركين كانوا يمضغون علكة صغيرة قبل تناول الطعام، مما جعل طعم الفاكهة سيئًا
وفي الواقع، وجدت إحدى الدراسات أنه عندما قام المشاركون بمضغ العلكة، قاموا بحرق حوالي 19٪ من السعرات الحرارية أكثر من عندما لم يمضغوا العلكة. ضف الى ذلك بعض الأدلة على أن مضغ العلكة يمكن أن يزيد معدل الأيض.
- اللبان يساعد على الإقلاع عن التدخين:
علكة النيكوتين يمكن أن تساعد الناس على الإقلاع عن التدخين. حتى لو كان العلك ليست رصاصة سحرية للإقلاع عن التدخين، فإن المنتجات مثل Nicorette gum توفر كمية محكومة من النيكوتين في نظام الجسد. بالإضافة إلى ذلك، فإن مضغ العلكة يمكن أن يساعد في تخفيف الرغبة الشديدة في السجائر أيضًا.
- فوائد صحية أخرى للبان:
يمنع التهابات الأذن عند الأطفال: اقترحت بعض الدراسات أن اللثة التي تحتوي على إكسيليتول يمكن أن تمنع التهابات الأذن الوسطى عند الأطفال.
يساعد على عودة الأمعاء الى وظيفتها الطبيعية بعد الجراحة: أظهرت الدراسات أن مضغ العلكة بعد العملية قد يسرع من وقت الشفاء.
في الختام ، تشير الأبحاث الحالية إلى أن مضغ العلكة له العديد من التأثيرات الإيجابية. ولكن يبقى مطلوب المزيد من التحقق والأبحاث قبل أن يتم استخلاص استنتاجات نهائية حول مدى فائدة هذه المادة . كما يجب أن يدعم البحث المستقبلي باستخدام الأساليب المتسقة في تحديد التأثيرات القوية الإيجابية منها والسلبية والآليات المقبولة لاِستعمال العلك.
تدقيق لغوي: هبة جحيش