في عام 1695، اكتشف « إدمون هالي – Edmond Halley » أن الكسوف الذي حدث في القديم لا يتطابق وتقديرات المكان والزمان التي سجلت أثناء حدوثه.
فاعتمادا على نظرية إسحاق نيوتن الجديدة للجاذبية الكونية (1687)، قام إدمون هالي بحساب زمان ومكان حدوث الكسوف القديم ومن ثم مقارنتها مع الكسوف الذي لوحظ فعلا قبل 2000 سنة. ولكنه لم يسجل أي تطابق. وقد كان لهالي ثقة كبيرة في نظرية الجاذبية، حيث رفض الاستنتاج الذي يقرر أن قوة الجاذبية تتغير مع مرور الوقت.
لتفسير ذلك، اقترح هالي تناقضا بطيئا لمدة اليوم الواحد على كوكب الأرض، مما يجعل دورانه، أي كوكب الأرض، أكثر تباطؤًا، وإذن فإن على القمر أن يكتسب زخمًا زاويًّا وذلك للحفاظ على الزخم الزاوي الكلي لنظام الأرض والقمر، وقد تسبب تدافع الزخم الزاوي للقمر في إحداث دوامة جعلته يتجه بعيدا عن الأرض وبوتيرة متباطئة.
إذا كانت الأرض، قبل 2000 سنة، تدور أسرع قليلا مما هي عليه وكان القمر أقرب وأسرع قليلا، فإن الملاحظات ونظرية الكسوف تتطابق.
سرعان ما أدرك العلماء أن هالي كان على حق، فتساءلوا عن الذي يبطئ دوران الأرض؟
المد والجزر:
تعتبر جاذبية القمر السبب الرئيس لمد المحيطات على الأرض. إن تباطؤ حركة دوران الأرض وتصادم الرفوف القارية الضحلة (بالأخص في « بحر بيرينغ – the Bering Sea ») بالمد العالي، يِؤديان إلى ابتعاد القمر عن الأرض.
وخلال المدّة الممتدة من 1969 إلى 1972، ترك رواد الفضاء أبولو سلسلة من عاكسات الليزر على سطح القمر. ومنذ ذلك الحين، أصبح العلماء على سطح الأرض يقومون بتسليط أشعة الليزر القوية باتجاه هذه العاكسات، ما مكنهم من قياس مسافة ابتعاد القمر بكل بدقة، واستنتج العلماء بعد ذلك أن القمر يبتعد عن الأرض بنحو 1,5 بوصة (3,8 سم) في السنة.
بما أن القمر يتراجع شيئا فشيئا عن الأرض، فإنه ينتج عن ذلك صغر القرص الظاهري، ندرة الكسوف الكلي، وتواتر الكسوف الحلقي، وعندما تكون المسافة المتوسطة بين الأرض والقمر قد تزايدت بنسبة 14,550 ميل (23,410 كم)،فإن قرص القمر سيبدو صغيرًا للغاية لتغطية الشمس. ولن يكون الكسوف الكلي ممكنا بعد ذلك.
ولكن، كم من الوقت سيستغرق ذلك؟
مع تراجع القمر بنحو 1,5 بوصة في السنة، سيكون آخر كسوف كلي مرئي من سطح الأرض بعد 620 مليون سنة من الآن.
لا بأس بذلك، فلا يزال هناك لنا وقت لرصد إحدى هذه الأحداث الرائعة !
المصدر: هنا
ـــــــــــــــــ
تدقيق لغوي : Amira Bousdjira