أظهر بحثٌ جديد بأن اضطرابات النوم لدى النساء الحوامل (كالأرق أو انقطاع التنفس أثناء النوم) يزيد من احتمالية حصول الولادة قبل موعدها الطبيعي. هذا الاكتشاف من شأنه إنذار الأطباء مبكرًا بخصوص امكانية حصول الولادة المبكرة. كما من شأنه تمكين الفرق الطبية من خفض احتمالية حدوث الولادة المبكرة وذلك من خلال التعامل بشكل فعّال مع اضطرابات النوم لدى المرأة الحامل.
وفقًا لفريق جامعة كاليفورنيا-سان فرانسيسكو فإن البحث يسلط الضوء على اضطرابات النوم و التي تمر غالبا دون تشخيص في ظل تغيرات النوم الطبيعية التي تحدث أثناء الحمل. و تعدّ هذه الدراسة الأولى من نوعها التي تهدف إلى اختبار تأثيرات الأرق على الحمل، وللتأكد من ذلك فقد تم عزل جميع العوامل الأخرى التي قد تساهم في حصول الولادة المبكرة.
من أجل ذلك قام الباحثون بدراسة من نوع حالة-نموذج: تم وضع النساء بشكل زوجي بناء على عوامل الخطورة لديهن. تضمنت العينة نساء مدخنات ونساء لديهن ارتفاع في ضغط الدم بالإضافة إلى التشخيص باضطرابات النوم عامل المقارنة الأساسي.
تقول جينيفر فيلدر (Jennifer Felder) قائدة الفريق” جعلتنا هذه الدراسة أكثر وثوقا بشأن اكتشافنا: إن حدوث الولادة المبكرة هو أمر مرتبط فعلاً باضطرابات النوم، وليس بالاختلافات الأخرى بين النسوة اللاتي لديهن اضطرابات في النوم وبين أولئك اللاتي لا يعانين منها“.
النتيجة إذاً واضحة – وبالاعتماد على 2265 امرأة لديها اضطرابات في النوم مع نفس العدد من نماذج المقارنة لكل حالة- : إن احتمالية حصول ولادة مبكرة لدى الحامل (قبل الأسبوع السابع والثلاثين) كانت 14,6% للنساء المصابات باضطرابات في النوم خلال الحمل مقارنة ب 10,9% لدى النسوة اللاتي لم يعانين من هذه الإضطرابات.
وفي الوقت نفسه، كانت احتمالات حصول ولادة مبكرة (قبل الأسبوع الرابع والثلاثين) أكبر من الضعف لدى النساء اللواتي يعانين من انقطاعات التنفس أثناء النوم، و بقرابة الضعف لدى النساء اللاتي يعانين من الأرق هذا مقارنة بالنساء الاتي لا يعانين من هذه المشاكل.
وكون نسبة الولادات المبكرة في الولايات المتحدة يشكل نحو 10%، مع وجود الكثير من المضاعفات الصحية المرتبطة بالولادة المبكرة، فإن هذه الدراسة تعِد بطريقة محتملة لتخفيف هذه النسبة و بالتالي المحافظة على أرواح أكثر. ففي هذا الصدد تقول فيلدر ” الأمر المثير للحماس في هذه الدراسة هو أن اضطرابات النوم تعدّ عامل خطورة قابلاً للتعديل”، فالمعالجة الإدراكية هي واحدة من العلاجات المحتملة التي يتطلع فريق فيلدر بتطبيقها من أجل تخفيف عامل الخطر ذاك. و قد أثبت فعّاليته على عامة الشعب،كما أنه لا يتطلب أي عقار طبي -وهو ما يجب أخذه بعين الاعتبار لدى الحوامل.
وفي مجموعة بيانات أكبر (قرابة 3 ملايين سجل) تم أخذ العينات منها، كان القليل جداً من النسوة ( أقل من 1% ) تم تشخيص اضطرابات النوم لديهنّ. بمقارنة هذا مع التعداد السكاني العام في الولايات المتحدة الأمريكية حيث يصيب توقف التنفس النومي نحو 6,62% من الشعب، بينما يمسّ الأرق المزمن 10% منهم، يعتقد العلماء بأن هذا يظهر مشكلة في التعرف على هذه الاضطرابات أثناء الحمل؛ ما يجعلهم يدعون للقيام بتحرّيات محسَنة و واسعة النطاق لاضطرابات النوم هذه.
بفضل حجم العينة الكبير وبالاعتماد على منهجية المقارنة حالة-نموذج، فإنه من الواضح بأن هناك ارتباطا بين اضطرابات النوم والولادة المبكرة. لذا دعونا نأمل بأن تؤدي هذه الاكتشافات إلى تحقيق فارق حقيقي في عدد الولادات التامة.
المصدر: هنا
ـــــــــــــــــ
مراجعة علمية : Abderrahmane Moumen
تدقيق لغوي : Amira Bousdjira