فيتامين (أ)
هو مصطلح يُطلق على مجموعة من المرَكّبات القابلة للذوبان في الدّهون والتي لا يستغني عنها الجسم. ومن بين المركّبات النشطة فيه، نجد: الفاكاروتين، بيتاكاروتين، الروتينال، الروتينول، حمض الروتينيوك، والكاروتينات (بروفيتامين أ). وغالبًا ما يشار إلى ريتينول واسترات الريتينيل باسم فيتامين (أ) المشكّل مسبقًا. يمكن تحويل الريتينول من قبل الجسم إلى الروتينال، والتي يمكن بدورها أن تتأكسد إلى حمض الريتينويك المعروف بتنظيم النّسخ الجينيّ. يعرف الريتينول، الروتينال، حمض الريتينويك، والمركّبات ذات الصّلة باسم ريتينويدس. يشار إلى β-كاروتين وغيرها من الكاروتينات الغذائية التي يمكن تحويلها من قبل الجسم إلى الريتينول باسم بروفيتامين (أ) أو (الكاروتينات).
مصادر فيتامين (أ)
هناك مصادر عدّة لفيتامين (أ) نذكر منها: زيت السّمك، الكبد، الزبدة، الخضر ذات الأوراق الخضراء(كالسبانخ) وكذا الخضر الصفراء، الجزر، البطاطا الحلوة، الفلفل الأحمر، المانجا، البابايا، المشمش، الأناناس، الخوخ، الشمّام، البرتقال والليمون. كما توجد مصادر أخرى غنيّة جدّا بفيتامين (أ) كزيت سمك القدّ، زبدة الحليب، صفار البيض والجبن. كما يتمّ تصنيع هذا الفيتامين في شكل أقراص وكبسولات، وتعتبر مكمّلًا غذائيًا.
نبذة تاريخية عن فيتامين (أ)
تشير تقارير موثّقة تعود إلى أكثر من 3500 سنة إلى وجود استجابة إيجابية للأطعمة الغنية بفيتامين (أ) لمرضى العمى الليلي. كما وجد الباحثون أدلّة تعود إلى عصر مصر القديمة، حيث كان المصريون يُعدّون عصيرًا من كبد حيوانٍ مطبوخ، ويتمّ وضع العصير في عيون أولئك الذين يعانون من العمى الليلي وكانت نتائجها إيجابية. واستمرّت هذه الممارسة حتّى في بعض المجتمعات في العصور الحديثة التي تلت. ووصف أبقراط كبد لحم البقر كدواءٍ لعلاج العمى الليلي. بعدها، تمكّن فريدريك غاولاند هوبكنز من اكتشاف مادّةٍ محفّزة للنموّ في الحليب في بداية القرن العشرين. ثمّ تعرّف باحثٌ ألمانيّ يدعى “ستب” على مادّة دُهنية سمّاها “عوامل نوعية دنيا”. وفي عام 1913، أثبت “مالكوم” و”مارغريت دافيد” وجود مادّة أساسية في الزبدة والبيض، ساهمت هذه المادّة في نموّ الجرذان، وأطلقوا عليها تسمية:”الدهون القابلة للذوبان (أ)”. كما توصّل العالم الإنجليزي “موور” إلى إثبات أنّه يتمّ الحصول على مادّة البيتاكاروتين ملوّنة من النباتات، ثمّ تتحوّل إلى فيتامين (أ) عديم اللون في جسم الإنسان. وفي عام 1930، تمكّن كارير من تحديد بنية المادّة الكيميائية لفيتامين (أ).
احتياجات البالغ اليومية لفيتامين (أ)
تتمايز الاحتياجات اليومية لهذا الفيتامين بين الرجل والمرأة البالغين، فالرجال يحتاجون إلى مقدار 0.7 ملغ يوميًا في حين أنّ النّساء يحتجن 0.6 ملغ يوميًا. وفي المقابل، يقوم الجسم بتخزين الكمية غير المستهلكة من فيتامين (أ) لاستعمالها في المستقبل، ممّا يعني أنّنا لا نحتاج إلى فيتامين (أ) يوميا.
نقص فيتامين (أ)
اضطراب وضعف امتصاص الدهون هي أكثر الأسباب التي تؤدّي إلى نقص فيتامين (أ) ممّا يقود إلى مشاكل أكثر كـ:
- التّلف الكيسي، خاصّةً لدى الأطفال دون سنّ الدّراسة.
- متلازمات سوء الامتصاص.
- انسداد في النّظام الصفراوي.
- زيادة الاحتياجات الأيضية في فترة الطفولة، الرضاعة، الحمل، أو مع فرط نشاط الغدّة الدرقية.
ونشير إلى أنّ مشكل سوء التغذية بسبب نقص فيتامين (أ) نادر الحصول، وعادةً ما يكون السّبب مقترنًا بنقص فيتاميناتٍ أخرى.
التسمّم
إن الاستهلاك المفرط لفيتامين (أ) يمكن أن يؤدّي إلى نتائج لا تُحمد عقباها بالنسبة للصّغار والكبار. فإفراط استهلاكه يؤدّي إلى تسمّم الجنين. كما أنّ أخذ أكثر من 15 ملغ يوميًا من بيتاكاروتين قد يضعف الخصوبة. وفي حالة أخذ كمياتٍ أكبر من الموصى بها من هذا الفيتامين فإنه يؤدّي إلى تلف الكبد.
وفي ما يلي، نذكر بعض أعراض التسمّم النّاتج عن الإفراط في استهلاك فيتامين (أ) من طرف الرضّع والأطفال:
- زيادة الضّغط في الدّماغ.
- طنين الأذن.
- انتفاخ اليافوخ (التورّم في المنطقة اللينة من جمجمة الرضيع)
- زيادة السائل النّخاعي.
- آلام العظام، الخمول، حكّة، طفوح جلدية، شقوق في زوايا الفم، نمو عظام غير طبيعي، ضعف الرؤية، تورّم العصب البصري، وفي نهاية المطاف: العمى.
أمّا فيما يخصّ البالغين، فيسببّ التسمّم المزمن بسبب افراط استهلاك فيتامين (أ) في:
التقيّؤ، تغيّرات جلدية (تلوّن الجلد بلون برتقالي أو أصفر)، التهيّج، الصّداع، تقلّص نزيف الطمث، الإضطرابات النفسية كالإكتئاب وكذا انفصام الشخصيّة، جفاف الجلد والأغشية المطاطية، سقوط الشعر، هشاشة الأظافر، فقدان الشهية وفقدان العضلات، تضخّم الطحال وكذا فقــــــر الدم.
ختاما، نودّ أن ننوّه إلى أنّ التغذية السليمة والصحية والمتوازنة هي السرّ لجسمٍ صحيّ. فالطبيعة تخدمنا بما تمدّه لنا من خضر وفواكه متعدّدة الفوائد.
المصادر: هنا – هنا – هنا – هنا – هنا
Navarra, T. ( 2004). A vitamin. In Encyclopedia of Vitamins, Minerals and Supplimants. (2nd ed., pp. 1-3). New York, NY: Facts On File, Inc