ركزت مجلة Prescrire، في عددها الصادر في جويلية 2017، على موضوع يُهمَل غالبًا من الجميع. يتعلق الأمر بالمبيدات المنزلية، وتأثيرها على صحة الأفراد. ولتسليط الضوء على مدى الخطورة المترتبة على هذه المواد، سنعرض عدة دراسات وإحصائيات، متعلقة بالموضوع، خاصة ما هو سائد هنا بالجزائر.
أولًا، سنعود للتخصيص مصطلح “مبيدات”، لأنه لم يعد معروف في التنظيمات الأوروبية والعالمية، إنما تطور إلى أدوية نباتية (مبيدات ذات الاستعمال الفلاحي سابقًا)، أو مبيدات بيولوجية (مبيدات ذات الاستعمال غير الفلاحي سابقًا).
الأولى مُخصصة للاستعمال الفلاحي، بينما الأخرى مخصصة للاستعمال المنزلي. تحتوي كلها على مواد فعّالة، تهدف إلى تدمير وردع، الكائنات الحية الضارة أو جعلها غير ضارة. المرسوم التوجيهي (98/08/CE) الصادر عن البرلمان الأوروبي.
يوضح التمثيل البياني التالي، توزيع استعمال الأقسام الثلاثة الرئيسية للمبيدات، في مختلف المناطق بالجزائر. من إعداد فريق بقيادة البروفسور موساوي خديجة مريم من المدرسة الوطنية المتعددة التقنيات بالجزائر:
وكذلك، فإن القسم الأكثر استعمالًا في كل مناطق الوطن، يبقى المبيدات الحشرية من العائلة الكلوروفية العضوية، التي تستهدف الحشرات الضارة. أمّا عن مدى بقاء هذه المواد في الطبيعة، فقد وثّق الباحث هشام البكوري -من جامعة عبد المالك السعدي بالمغرب في رسالة دكتوراة سنة 2006- أن هذه المواد يُمكنها الصمود سنتين إلى ثلاث سنوات في الماء.
وذكرت الباحثة (أمال مجدوب)، من جامعة تلمسان في رسالتها للدكتوراة 2013، أن هناك أنواع من المبيدات، ممنوعة من التسويق والاستعمال في الإتحاد الأوروبي، منذ سبعينيات القرن الماضي، توجد في الجزائر. هذه المواد يمكنها الولوج إلى الجسم بلعًا أو عبر الجلد أو حتى استنشاقًا.
كما نشرت أمال في رسالتها، نتائج دراسة تأثير نوعين من المبيدات الشائع استعمالهما، ويتعلق الأمر ب(الميتريبزين-Metribuzin) مبيد للحشائش الضارة، (والمنكوزيب-Mancozeb) مبيد للفطريات. أُثبتت التأثيرات -الأيضية والمناعية- الضارة لهذين المركبين على الفئران وبتراكيز منخفضة.
بالعودة لمجلة ©Prescrire، فقد نشرت مقالها بعنوان “المبيدات المنزلية وخطر ابيضاض الدم (سرطان الدم)”، عرض نتائج دراسات وبائية تثبت ارتفاع خطر الإصابة بابيضاض الدم، لدى الأطفال، يرتبط بالتعرض للمبيدات المستعملة منزليًا من الآباء: مطهرات التنظيف، مبيدات الحشرات والقوارض، طارد الحشرات، …. .
وعن مدى التلوث الذي ينتج عن استعمال هذه المواد، نشر المركز الوطني لعلم السموم -في تقريره سنة 2009- نتائج تحليل 7439 عينة من الماء، حيث وجد 16 نوعًا لبقايا منتجات مبيدات كلوروفية عضوية. تُعتبر هذا الأخيرة هي أولى أنواع المبيدات العضوية المستعملة، منها نذكر الليندان (lindan)، هيبتاكلور أو سباعي الكلور (heptachlore)، الألدرين (Aldrin)، والأندرين (Endrin). وتصنف من الملوثات العضوية الثابتة POPs أو (Persistent organic pollutants).
من جانب الهيئة الأوروبية للسلامة الغذائية EFSA، وعبر تقريرها “تقرير الإتحاد الأوروبي لعام 2010 عن مخلفات المبيدات في الأغذية”، قدمت نتائج تحليل حوالي 70000 أطعمة، لتقييم مستويات المبيدات فيها، إذ وُجد في الخضر آثار لـ 338 نوعًا من المبيدات، و319 في الفواكه، و93 في الحبوب، و34 في المنتجات الحيوانية.
لتفادي المخاطر الصحية المترتبة عن هذه المواد؛ جملة من التوصيات والنصائح أعدها مختصّون، يُستحسن اتباعها:
- اقرأ المُلصق قبل الاستعمال.
- تُحفظ المبيدات بعيدًا عن متناول الأطفال.
- احترم شروط الحماية والاستعمال.
- قللوا من خطر التعرض لها ما أمكن، وذلك من خلال:
- – تجنّب الأكل والشرب والتدخين أثناء الاستعمال.
- – تغطية الأطعمة، وأواني المائدة.
- – التهوية الجيدة للمكان.
- – لا تُستعمل أبدًا بالقرب من لهب أو مصدر ناري.
- – تقليل الاستعمال داخل الغرف والأماكن المغلقة.
- لا تستعملو أبدًا المنتجات ذات الاستعمال الفلاحي أو التجاري أو الصناعي.
- في حالة تلامس مع الجلد، اغسله جيدًا.
- في حالة التلامس أو البلع اتصلوا مباشرة بأي مركز مختص، وقدموا المعلومات الواردة على العلبة، والتغليف ودليل الاستعمال.
المصادر: هنا – هنا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تدقيق لغوي: Mohammed Diab
مراجعة علمية: Jehad AbulRob