أبحاثٌ جديدة: الشوكولاتة تعزّز قدراتك الدّماغيّة.
وجد علماء إيطاليّون أنّ جرعةً يوميّة من الكاكاو تعمل كمكمّلٍ غذائيّ لمواجهة مختلف أنواع التّدهور المعرفيّ. ووجدوا أيضًا أنّ تناول الكاكاو بانتظام مرتبطٌ بتطوّرات الذّاكرة ومعالجة المعلومات البصريّة، والكاكاو يمكن أن يكون مفيدًا بشكلٍ خاصّ لبعض النّاس.
فالكاكاو هو عبارة عن فاصوليا مجفّفة ومخمّرة من شجرة الكاكاو المستخدمة لصنع الشوكولاتة الّلذيذة. وقد دُرس الكاكاو على نطاقٍ واسع لأنّه.. حسنًا، من الذي لا يريد هذه الوظيفة؟
على مرّ السّنين، تبيّن أنّ مجموعة المواد الكيميائيّة المحتواة بشكلٍ طبيعيّ في حبوب الكاكاو لها آثارٌ علاجيّة.
على سبيل المثال، تمّ العثور على مادّة البوليفينول في الشوكولاتة الدّاكنة لزيادة الهدوء ومادّة كونتيدنيس ومادّة فلافانولز التي لها القدرة على خفض الذّاكرة المرتبطة بالعمر.
قبل البدء في استخدام هذا العذر للتخلّص من الشوكولاتة قدر الإمكان، لنتذكّر فقط أنّ الشوكولاتة تحتوي أيضًا على مادّة الثيوبرومين، وهي مادّة كيميائيّة سامّة. على الرّغم من كونك في خطر التسمّم إلّا أنّه عليك أن تتناول حوالي 85 حبّة شوكولاتة كاملة الحجم.
وعلى الرّغم من العدد الكبير من الادّعاءات المتعلّقة بالفوائد الصحيّة للكاكاو، لا يوجد سوى عددٍ محدودٍ من التجارب العشوائيّة.
في هذه الدّراسة، درس الفريق الآثار الحادّة والمزمنة لمادّة فلافانولس الكاكاو على نشاط الدّماغ، وبشكلٍ أكثر تحديدًا، ما يحدث إذا كنت تفعل ذلك على مدى فترةٍ طويلةٍ من الزّمن.
وكانت الدّراسات المستخدمة لإجراء الاستعراض تتطلّب أساسًا، من المواد أن تستهلك كميّة منخفضة أو متوسّطة أو كبيرة من الكاكاو في شكل شرابٍ أو قطع شوكولاتة لمدّة تتراوح بين خمسة أيام وثلاثة أشهر.
ووجد العلماء أنّ هناك ما يكفي من الأدلّة لدعم المطالبات الصحيّة المنسوبة إلى الكاكاو، وعلى وجه الخصوص، المركّبات التي تحتويها مادّة فلافانول.
كما لاحظوا تحسيناتٍ في أداء الذّاكرة العاملة وتحسين معالجة المعلومات المرئيّة بعد استهلاك مادّة فلافانول الكاكاو. واختلفت المنافع تبعًا للديموغرافيا التي يجري اختبارها.
بالنّسبة لكبار السّن، اتّضح أن تناول مادّة فلافانولس الكاكاو على المدى الطويل تحسّن الاهتمام، المعالجة النفسيّة، الذّاكرة العاملة والطّلاقة الّلفظية. وتفيد أكثر أولئك الذين يعانون من ضعف الادراك المعتدِل أو بدايات فقدان الذّاكرة.
يقول الباحثون من جامعة لاكويلا في إيطاليا، من بينهم فالنتينا سوتشي وميشيل فيرارا:”تشير هذه النتيجة إلى إمكانيّات مادّة فلافانول الكاكاو لحماية الإدراك لدى الأشخاص الضّعفاء على مرّ الزّمن من خلال تحسين الأداء المعرفيّ.
بالنّسبة للأشخاص الأصحّاء، وبدون بدايات فقدان الذّاكرة، يمكن للكاكاو أيضًا أن يعزّز الأداء المعرفيّ العاديّ ويكون له دورٌ وقائيّ على الأداء المعرفيّ. يعترف الباحثون بأنّه علينا أن نشجّع الأشخاص الأصحّاء قبل أن تصبح هذه الفائدة كبيرة. و بصفةٍ خاصّة، استفادة أحد الأشخاص من الكاكاو.
بالنّسبة للنّساء، تناول الكاكاو بعد ليلة من الأرق الكلّي مضاد للضّعف الإدراكيّ المرتبط بعدم النّوم. النتائج واعدة للأشخاص الذين يعانون من الحرمان المزمن من النّوم أو عمل أنماط النوبات المختلفة.
ولكن كيف يساعد الكاكاو بالتحديد قوة الدماغ؟
الباحثون ليسوا متأكّدين تمامًا من ذلك، ولكن لديهم بعض الأفكار.
“إذا نظرتم إلى الآليّة الأساسيّة لمادّة فلافانولس الكاكاو فستجدون أنّ لها آثارًا مفيدة على صحّة القلب والأوعية الدمويّة ويمكن أن تزيد من حجم الدّم في الدماغ … ويتأثّر هذا الهيكل بشكلٍ خاصّ بسبب الشيخوخة، وبالتّالي المصدر المحتمَل للذّاكرة هو انخفاض الذّاكرة المرتبطة بالبشر”.
لذلك، هل يجب أن تبدأ في ابتلاع الشكولاتة؟ ربّما، لكن هذا يأتي مع تحذيرٍ واضح.
يقول الباحثون:”إنّ تناول الكاكاو والشوكولاتة بشكلٍ منتظم يمكن أن يوفّر بالفعل آثارًا مفيدة على الأداء المعرفيّ على مرّ الزّمن”.
ومع ذلك، هناك آثارٌ جانبيّة محتملة لتناول الكاكاو والشوكولاتة، وهي ترتبط عمومًا بالقيمة الحراريّة للشوكولاتة، وبعض المركّبات الكيميائيّة المتأصّلة في نبتة الكاكاو مثل مادّتي الكافيين والثيوبرومين، ومجموعة متنوّعة من الإضافات التي نضيفها إلى الشوكولاتة مثل السكّر أو الحليب”.
على الرّغم من خطر الحصول على بضعة كيلوغراماتٍ إضافيّة، إلّا أنّ العلماء سعداء بالاستماع إلى نصيحتهم الخاصّة وإجراء القليل من التجارب الذاتيّة.
يقول الباحثون: “الشوكولاتة الدّاكنة هي مصدرٌ غنيٌّ بمادّة فلافانولز، لذلك يجب أن نأكل بعض الشوكولاتة الدّاكنة كلّ يوم”.
المصدر: هنا
ــــــــــــــــ
تدقيق لغوي: هاجر بن يمينة