يعاني ذوو اضطراب التأتأة ( التلعثم) من صعوبات في التواصل و التخاطب مع الآخرين تؤثر على حياتهم الشخصية و الاجتماعية و النفسية ، فالطفل الذي لا يستطيع التعبير عن نفسه أو عما يحدث في محيطه و التواصل معهم بسبب اضطراب نطقه يؤدي به ذلك إلى الوقوع في العديد من المشكلات النفسية و السلوكية نتيجة لما يعانيه من اضطرابات في النطق و التي منها: الخجل، الإحباط، الانطواء، و تصرفات أخرى غير سوية ، كالسلوك العدواني تجاه الآخرين أو النشاط الزائد، و ذلك لما يتعرض له من سخرية و استهزاء من الأطفال الآخرين .
مفهوم اضطراب التأتأة (التلعثم – Stuttering):
تعريفه : هو عيب من عيوب الكلام يتمثل في نقص الطلاقة اللفظية أو التعبيرية، ويظهر في درجات متفاوتة من الاضطراب في إيقاع الحديث العادي وفي شكل توقفات مفاجئة وحادة في النطق، أو تطويل في نطق بعض الكلمات، بحيث تأتى نهاية الكلمة متأخرة عن بدايتها ومنفصلة عنها، كما يمكن أن يظهر العيب في تكرار لأصوات ومقاطع وأجزاء من الكلمة، وعادة ما تصاحب بحالة من المعاناة والمجاهدة، أو يلوذ الفرد بسلوك تجنبي وهروبي .
ويعرّفه « رايبر- Riper » بأنه: اضطراب في البعد الزمني للكلام حيث ينقطع انسياب الكلام فيحدث التكرار أو الإطالة في الأصوات و المقاطع أو التوقف الوقتي عن الكلام، بالإضافة إلى ردود أفعال قائمة على المجاهدة و الإحجام.
إذن فإنّ التأتأة هي اضطراب في الطلاقة الكلامية تتميز بالعديد من السلوكيات التي تعرقل تدفق الكلام، هذه السلوكيات تشمل:
- تكرار الكلمة أو جزء منها، مثال: (سم – سم – سم – سمك).
- تكرار الجملة القصيرة ، مثال: (ما هو- ماما هو اسمك).
- وقفات مسموعة أو صامتة.
- تطويل في الصوت، مثال (س س س ساعة)
- انشطار للكلمة، مثال: (سع – يد)
- استخدام كلمات تعويضية – مثال: (أم – أي)
- الكلام مع الشد عند قول بعض الكلمات.
- اللف أو الدوران حول فكرة أو كلمة محددة.
وهناك بعض السلوكيات الثانوية مثل:
• الهز السريع في الفك.
• الشد في عضلات الفك.
• تجنب التواصل البصري.
• العصبية.
• حركة في الرجل واليد والجذع.
• بروز اللسان والضغط على الشفاه.
• عبوس.
• تجنب الكلام أو قلّته.
• كحة أو بلع للعاب.
• لف الرأس على أحد الجوانب.
ويرى نان رايبر أن التلعثم قد يظهر في أي وقت من مرحلة الطفولة، كما أنه قد يظهر خلال المراحل المتقدمة لسبب ما قد يكون عضويا .
نسبة انتشاره:
يعتبر التلعثم مشكلة عالمية تحدث في جميع اللغات و الأجناس، و حجم انتشارها أكبر مما يتوقعه كثير من الناس ، حيث أن نسبتها العالمية قدرت بـ 01% تقريبا ، و تصيب الذكور أكثر من الإناث، حيث أن النسبة هي: أنثى واحدة تعاني من التلعثم لكل أربعة أربعة ذكور .
أنواعه:
- التلعثم التكراري : تكرار نطق الصوت أو الكلمة أو المقطع عدة مرات أثناء الكلام
- التلعثم التطويلي : إطالة نطق الصوت قبل الصوت الذي يليه أثناء الكلام ، حيث يطول نطق الصوت لفترة أطول خاصة في الحروف المتحركة .
- التلعثم التوقفي : العجز عن نطق الصوت عند بداية الكلمة أو المقطع أو الجملة.
أسبابه:
أشارت العديد من الدراسات كما ورد في « بيتر و جيتار- Peters and Guitar» إلى أن أسباب التلعثم متباينة كأن تكون عصبية فسيولوجية أو نفسية ، و أخرى اجتماعية ، و ربما يرجع السبب في بعض الأحيان إلى عوامل لغوية أو نمائية.
الأساليب العلاجية التأهيلية لاضطراب التأتأة:
وكغيره من الاضطرابات يخضع المصاب باضطراب التأتأة إلى أساليب علاجية مختلفة يقوم عليها فريق من الأخصائيين مكون أساسًا من :
1- الأخصائي النفساني: و يتمثل دوره في الإرشاد و العلاج النفسي، حيث يتمثل الإرشاد والتوجيه في شرح الأهداف و الأبعاد من العلاج للوالدين من أجل تغيير نظرتهم لابنهم المصاب بالاضطراب من خلال امتناعهم عن انتقاده و تصحيح الكلمة و كذا مراعاة الفترات التي تحدث فيها التلعثم عند الطفل و عدم مقاطعته و كذا إعطائه الوقت الكافي قبل الرد و عدم معاقبته أثناء تلعثمه؛ أما العلاج النفسي فيتمثل في تحسين الحالة النفسية بصورة عامة و كذا جعله يستبصر مشكلته و يستخدم فيه العديد من الفنيات العلاجية النفسية نذكر منها: « العلاج بالسيكودراما – Psychodrama »، « فنية التظليل – Shadowing »، « علاج تشكيل الطلاقة – Fluency Shaping Therapy » .
2- أخصائي تخاطب: الذي يعمل على مساعدة المراجع على تعديل السلوكيات الثانوية، من أجل تحسين مستوى الطلاقة (مثل تقليل سرعة الكلام، البداية السهلة والنطق اللطيف للأصوات) أو تعديل التلعثم (مثل استخدام الاسترخاء وتقليل الحساسية من التلعثم) أو يمكن أن يستخدم تقنيات مشتركة تجمع بين تشكيل الطلاقة وتعديل التلعثم.
____________
المصادر :
1- يحيى حسين القطاونة ، فاعلية برنامج تدريبي في علاج التلعثم و أثره في مستوى الثقة بالنفس لدى الأطفال المتلعثمين ، مجلة جامعة القدس المفتوحة للأبحاث و الدراسات التربوية و النفسية-المجلد الثاني- عدد07- تشرين الأول 2014 .
2- محمد محمود النحاس وسليمان رجب سيد أحمد ، العلاج النفسي ( التخاطبي) لصورة التلعثم لدى ذوي صعوبات التعلم ، المركز الدولي للاستشارات و التخاطب و التدريب ، دبي – الإمارات العربية المتحدة – مارس 2008.
3- منصور بن محمد الدوخي وعبد الرحمان بن إبراهيم العقيل،( 2009م -1430هـ)، اضطرابات التخاطب عند الأطفال ، ط 01 ، المملكة العربية السعودية_ الرياض.
4- مركز جدة للنطق و السمع ، من موقع: http://baby-arabia.com/ar/
مصدر الصورة : pixabay
ــــــــــــــــــــــــــــــ
تدقيق لغويّ: Amira Bousdjira