يعدّ الخرس الاختياري أو ما يطلق عليه ” الصمات الانتقائي ” إحدى الاضطّرابات النفسية التي تصيب الأطفال، وهي عبارة عن الحالة التي يكون فيها الطّفل قادرًا على الكلام، أيّ أنّه يستطيع الفهم و التكلّم مع الأشخاص المألوفين لديه، لكنّه لا يمتلك القدرة على التحدّث وتنتابه حالة من الصّمت التّام في مواقف أو بيئاتٍ معيّنة مثل: المواقف الاجتماعية خاصّةً المدرسة، أو في حال مواجهته ضغوطًا نفسية معيّنة. وفي بعض الحالات، قد يستعمل الطّفل حينها الإشارة أو الإيماءة أو نظرات عينيه للتّعبير عمّا يريد وليس الكلمات، وقد يهمس بعضهم بكلماتٍ بسيطة أو محدودةٍ جدًّا .
1. مفهومه:
– إليكم أو الخرس أو الصمات الاختياري: هو عبارة عن اضطّرابٍ يصيب الأطفال حيث ينتاب الطّفل حالة من الصّمت أو (ما يقاربها) في المواقف الاجتماعيّة وخاصّةً المدرسة.
– حسب الدّليل التشخيصي والإحصائي للاضطّرابات النفسية DSM: وهو رفض الفرد الكلام والتحدّث بحيث قد يبدو غير قادرٍ على السّمع والتحدّث .
2. أنواع الصمات أو درجاته حسب شدّته:
– إيماءات أو إشارات ونظرات.
– كلمات محددّة.
– همس منخفض.
– صمت تام.
3. أسباب الصّمت الاختياري:
– تعرّض الطفل إلى الإساءة الجسديّة.
– تعرّض الطّفل لصدمة نفسية أو وفاة أحد والديه أو الأقرباء والمقرّبين.
– الخوف.
– الخجل الشديد.
– البيئة الجديدة.
– الأشخاص الغرباء.
– عدم القدرة على المواجهة.
– القلق.
– الحماية الزّائدة من قبل الأم.
– فقدان الثّقة من النفس.
– عدم الاستقلالية والاعتماد على الآخرين.
– اصابة أحد الوالدين أو كليهما بأمراض مرتبطة بالقلق، كما يُعتقد أنّ العامل الوراثي له دورٌ كبير.
– تشجيع الأهل للصّمت مثلاً (يردّدون دائمًا أمامه أنّه هادئ ومؤدّب وأنّ صمته يلقى إعجابهم).
4. تشخيصه حسب الدّليل التشخيصيّ والإحصائيّ للاضطّرابات النفسية المعدلـ 4_DSM:
– عدم قدرة الطّفل على النّطق في أوضاع معيّنة يتطلّب فيها الكلام كالمدرسة أو أمام الطبيب، على الرّغم من أنّ الطّفل يتكلّم بشكلٍ طبيعيّ تمامًا في أوضاعٍ أخرى كالمنزل مثلًا .
– أن يؤثّر هذا الصّمت على الأداء الدّراسي أو التّواصل الاجتماعي للطّفل.
– في حال ما إذا تجاوزت مدّة الاضطراب شهرًا، بشرط أن لا يكون الشّهر الأوّل بعد دخول الطّفل إلى المدرسة.
– ألّا يكون هذا الصّمت نتيجة عدم إلمام الطّفل أو عدم شعوره بالراحة مع الّلغة السّائدة في المكان الذي يصمت فيه.
– استبعاد أن يكون الصّمت فقط بسبب اضطّرابات النّطق كالتأتأة أو الفصام أو اضطّرابات النموّ الدائمة كالتوحّد.
5. كيف نعالج اضطّراب الصمات الاختياري:
يتمّ علاج اضطّراب الصمات الاختياري من خلال شِقَّين رئيسيّين هما:
1. العلاج الدوائيّ: غيَّرت الأدوية الطبية النفسية مسار الكثير من حالات الصمت الاختياريّ إلى الأحسن حيث كان التحسّن أسرع وأكثر استقراراً، فأظهرت نتائج البحوث الإكلينيكية أنّ نتائج استخدام مثبّطات الارتجاع Serotonin مشجّعة جدًّا وتُعجّل في الشفاء وتحسّن من أداء الطّفل اجتماعيًا ودراسيًا.
2. العلاج النفسيّ: أهمّ وأسهل طريقة يوصي بها النفسيّون مع الأطفال هي العلاج بالّلعب، ويؤكّدون على أنّ الّلعب هو الّلغة التي تسهّل علينا التواصل مع الطّفل. ومن أهمّ العلاجات النفسية نجد:
* العلاج السلوكي المعرفي: وهو أحد طرق العلاج النفسيّ الذي يهدف إلى علاج الاكتئاب والقلق وتعكّر المزاج، ويعتمد على مساعدة المريض في تغيير طريقة تفكيره السلبية إلى أفكارٍ وقناعاتٍ إيجابية.
6. مآل اضطّراب صمات اختياري:
معظم الحالات تستمرّ لأسابيع أو شهور، إلّا أنّ البعض منها قد يستمرّ لسنين.
بعض الأطفال يتغلّبون على خجلهم بتقليل كمية الكلام باستعمال المفردات القصيرة ككلمة (نعم) أو (لا) أو الاكتفاء بالإيماء أو الإشارة فقط.
المصادر :
1. عبد الرحمان سيد سليمان، اضطراب الصمت الاختياري ( التباكم) لدى الأطفال، مجلة علم النفس _ السنة 16_ العدد:63_يوليو/أغسطس/سبتمبر 2002.
2. ترجمة الدكتور تيسير حسون،(2004)، “المرجع السريع إلى الدليل التشخيصي والإحصائي الرابع المعدل للاضطرابات النفسية”، جمعية الطب النفسي الأمريكية، دمشق، سوريا.
3. موقع الطبي، الصمات الاختياري: https://www.altibbi.com