تشير التواريخ و الحفريات الجديدة من جبل إيغود بالمغرب أن نوعنا البشري قد جال جميع أنحاء إفريقيا، و قد تساعد النتائج الجديدة الباحثين في استخراج العلاقة بين هذه الحفريات المقدر عمرها ب300,000سنة و الإنسان الموجود حاليا .
كانت عمليات البحث عن أصولنا لعقود طويلة متمركزة في شرق إفريقيا تحديدا في الوادي المتصدع الكبير. لكن في هذا العصرأخذت هذه البحوث منحى أخر وتوجهت إلى المغرب، وغرب إفريقيا حيث قام الباحثون بتأريخ جمجمة وجدت في جبل إيغود بإقليم اليوسفية إلى 300.000 سنة مضت. كما تمّ استخراج أحافير جديدة وأدوات حجرية.
كانت الاكتشافات تفيد أن هذه الأحافير هي الأقدم من نوعها، والتي تضيف إلى عمر جنس الإنسان العاقل 100,000 سنة. يقول جون فليجل متخصص في علم الإنسان القديم بجامعة نيويورك: “ عمر هذه الأحافير ضعف عمر أقدم أحافير وجدت للإنسان العاقل”
عامَ 1961 بينما كان عمال منجم في جبل ايغود الذي يبعد 75 كيلومترا عن الساحل الغربي للمغرب يبحثون عن معدن الباريت عثروا على جمجمة بحجم دماغ كبير لكن شكل الجمجمة بدائي، في بداية الأمر افترض العلماء بأن الجمجمة تعود لنياندرتال إفريقي.
وفي 2007 قام العلماء بحساب عمر هذه الأحافير عن طريق القياس الإشعاعي لهذه الجمجمة فأعلنوا أن عمر هذه الأخيرة هو 160,000 سنة و هذا جعلهم يصنفونها بداية على أنها جمجمة تعود ل’إنسان هايدلبرغ” والذي يفترض أن يكون سلفًا لكلاهما الإنسان العاقل و النياندرتال .
وقد تم العثور على حفريات الإنسان العاقل في شرق إفريقيا، والتي كان يفترض أنها مهد تطور الإنسان. بالتحديد في هيرتو، وفي الوادي المتصدع الكبير في أثيوبيا، وجد الباحثون هناك جماجم يقارب عمرها 160,000سنة مضت، و،في اومو كيبيش وجدت جمجمتان بعمر 195,000 سنة، مما يجعلها أقدم حفريات وجدت تنتمي للإنسان العاقل،آنذاك. يقول بيتراغليا:”كان الشعار المتفق عليه أن الهومو سابينز وجد قبل ما يقارب 200,000 سنة مضت”
واعتقد بعض العلماء أن ظهور الإنسان العاقل قد بدأ في وقت سابق. فقد قام علماء الوراثة بتحديد تاريخ انفصال الإنسان العاقل عن أقربائنا ‘النياندرتال’ والذي يقدر ب 500.000 سنة مضت، لذلك من المحتمل إيجاد تلميحات أو بقايا الإنسان العاقل في مكان ما في إفريقيا، يقول جون هوكس من جامعة ويسكونسن في ماديسون.
وكان من بين قلة من الناس الذين أمعنوا التأمل في الجمجمة التي وجدت في جبل إيغود، الباحث في علم الإنسان القديم الفرنسي جون جاك هوبلين، الذي بدأ حياته المهنية في عام 1981 بدراسة الفك الموجود في جبل إيغود. عندما انتقل إلى إلى معهد ماكس بلانك للأنثروبولوجيا التطورية في لإبزيغ بألمانيا، حصل على تمويل لإعادة فتح الكهف، و الذي يبعد 100كم غرب مراكش بالمغرب. باشر فريق هوبلين العمل في عام 2004.
على أمل حساب عمر طبقات رواسب سليمة وربطها مع طبقة الاكتشاف الأصلي. قال هوبلين “كنا محظوظين جدا” ويضيف ” لم نحصل على التواريخ فحسب، بل حصلنا على المزيد من الحفريات.”
ويتوفر لدى الفريق الآن أجزاء من جماجم جديدة وأسنان وعظام ساق و ذراع من خمسة أفراد على الأقل، من بينهم طفل ومراهق، معظمهم من طبقة واحدة تحتوي أيضا على أدوات حجرية.
تفيد هذه الاكتشافات بأن جنسنا تطورت فيه الجهة الأمامية للجمجمة بينما الجهة الخلفية بقيت ممدة كأسلافه. و يلاحظ أن هذه الخصائص التطورية نفسها شوهدت لدى أسلاف النياندرتال التي وجدت أحافيرها في إسبانيا بعمر يقدر ب400,000 سنة ، و التي لا يعلم الباحثون إلى حد الآن ماهية الضغوط التطورية التي خضعت لها والتي أدت إلى مثل هذا النوع من التغيرات.
ويشير فريق العمل أن إنسان جبل ايغود ليس سلفا لنا جميعا، بل نحن جزء من التهجين السكاني الذي انتشر في جميع أنحاء إفريقيا عندما كانت الصحراء خضراء قبل 300,000 إلى 330,000سنة.
المصادر: هنا – هنا
ــــــــــــــــــــــــ
تدقيق لغوي: Hilali Zineb
تعديل الصورة:Yasmin Gilani