ظهرت ألعاب الفيديو في السبعينات، ومازالت مستمرة في الانتشار بصورة كبيرة. فبينما يعتبرها البعض وسيلة ممتعة لقضاء الوقت فحسب، إلا أن الأدلة المتزايدة تثبت أنها أبعد من أن تكون مجرد وسيلة للترفيه أو لتحسين التنسيق بين اليد والعين. من فوائد هذه الألعاب نذكر:
1- تحسين أداء الجراحين:
فإذا كنت بصدد إجراء عملية جراحية، قد تميل إلى الاعتقاد أنّ على أن يطلع الطبيب على أحدث البحوث الطبية بدلا من قضاء الوقت في ألعاب الفيديو ، حسنًا، لابد أنك في حاجة لإعادة النظر، فقد أثبت مختصو الجراحة بالمنظار من خلال إجراءات عملية لشق صغير، أن أخطاء أولئك الذين لعبوا لأكثر من ثلاث ساعات أسبوعيا تقل بنسبة 32% عن غيرهم.
2- المساعدة في القضاء على عسر القراءة:
أشارت بعض البحوث إلى أن صعوبات الانتباه تعتبر عنصرا أساسيا في عسر القراءة، وقد أظهرت إحدى الدراسات المتمثلة في دورات مكثفة لألعاب فيديو أجريت على من يعانون من صعوبات في القراءة، وجود تحسن ملحوظ على مهاراتهم في القراءة، حيث أعرب الباحثون أن ذلك يعود إلى تغيير بيئة الألعاب باستمرار و التي تتطلب التركيز الشديد.
3- المساعدة في تحسين الرؤية:
في حين يستعمل الوالدين عادة المقولة المشهورة “لا تجلس قريبا جدا من التلفزيون”، رغم أنه لا يوجد أي مرجع علمي يرجّح ذلك، اكتشف العلماء ألعابا تعمل على تحسين الرؤية وليس على إرهاقها. ففي دراسة لمدة 10 أسابيع من اللعب أظهرت قدرة كبيرة على التمييز بين درجات اللون الرمادي. في حين عُنيت دراسةٌ أخرى بمحاولة المشاركين للعب باستخدام فقط العين الضعيفة مع حجب العين السليمة، إذ رصدت الدراسة تحسنًا كبيرًا في العين المصابة لدى اللاعبين.
4- التحفيز لتطوير الحياة المهنية:
يمنح استخدام ألعاب الفيديو حافزًا مدهشًا في حياتهم العملية والمهنية وتجعلهم يطورن قدراتهم القيادية، وقد لاحظ الباحثون أنه يمكن للاعبين أن يربطوا الدافع بالأهداف المهنية في العالم الحقيقي، كما يمكن للارتجال في اللعبة أن ينتقل إلى حيّز الوجود بشكل أسرع.
5- الانجذاب للتاريخ:
تستخدم العديد من الألعاب الأحداث التاريخية الفعلية لتصميم قصصها. ويعتقد الباحثون أنه يمكن لتلك الشخصيات والأماكن أن تثير اهتمام الطفل في اكتشاف المزيد عن الثقافة المنغمس فيها. وقد ذكر الآباء أن الكتب والخرائط، والموارد الأخرى المتصلة بالألعاب هي أكثر تأثيرا على أبنائهم في التعلم.
6- جعل الأطفال أكثر حركة:
تعمل بعض الألعاب على تعزيز التفاعل على مستوى كامل الجسم، فحتى تلك التي تتطلب تحكم يدوي بسيط يمكن أن تؤدي إلى النشاط البدني. وهي مثل كل المهارات والألعاب الرياضية التي يمارسها الطفل في الهواء الطلق ( كرة السلة، والتنس، أو حتى التزلج ) .
7- التقليل من أعراض الشيخوخة:
أثبتت “ألعاب الدماغ” التي تُعنى بحل مشاكل الذاكرة، إضافة إلى الألغاز أن للألعاب فائدة إيجابية لكبار السن. إذ أوضحت دراسة أجريت بعد 10 ساعات من اللّعب، أنه تم زيادة وتحسين الأداء المعرفي الذي دام خمسين سنة أو أكثر.
8- تخفيف الألم:
من المعروف أننا نحاول تشتيت انتباهنا عن الألم بصرف الانتباه نحو شيء آخر أو التركيز على منظومات أخرى في الجسد، ولكن هذا ليس هو السبب الوحيد لكون ألعاب الفيديو وصفة جيدة لما بعد الإصابة، فممارسة اللعب قادرة على إنتاج استجابة مسكنة للألم في الطبقات الخارجية لأعضاء الجسم. وكلما زادت قدرة الألعاب على شد اللاعب وانغماسه فيها زادت فعاليتها؛ لهذا السبب، قد تصبح أنظمة الواقع الافتراضي يوما ما منتشرة في المستشفيات كانتشار معقمات الأيدي.
9- نسج علاقات اجتماعية جديدة:
يوصف لاعبو ألعاب الفيديو عادة بأنهم شديدو العزلة، ولكن العكس هو الصحيح في الواقع، لأن رواج الألعاب التفاعلية على الشبكة لأكثر من لاعب أصبح يسمح بظهور طريقة جديدة للتواصل، يعمل اللاعبون فيها سويا على حل مشاكل اللعبة.، كما أظهرت الدراسات أن الألعاب قد تصبح العامل المحفز للقاء الأصدقاء شخصيا، في حين أن حوالي 70 بالمائة من جميع اللاعبين يقومون باللعب مع أصدقائهم لبعض الوقت على الأقلّ.
10- تحسين التوازن لدى مرضى التصلب المتعدد:
كحالة مرضية تصيب العديد من الأعصاب، يعاني مرضى « التصلب المتعدد » عادةً الكثير من الصعوبة في حفظ توازنهم، ولم يثبت إلى الآن أي من الأدوية المتوفرة فعاليته للحد من ذلك. إلا أن إحدى الدراسات أظهرت أن مرضى التصلب المتعدد الذين مارسوا ألعابا تستدعي التفاعل الجسدي عند وقوفهم على لوح التوازن ابدوا تحسنًا لاحقًا.
11- تطوير سرعة اتخاذ القرارات:
جميعا نعرف شخصا يبدو وكأن لديه قدرة فائقة على معالجة البيانات مقارنة بكل من حوله، قادر على تذكر المعلومات أو لديه رد فعل في ظرف الثانية. في الحقيقة يمتلك البعض تلك الموهبة وهي قابلة للتقوية، لأنه خلال اللعب تستمر معلومات جديدة بالتدفق دافعة اللاعبين للتصرف والتكيف بصورة أسرع. ففي إحدى الدراسات، تبيّن أن اللاعبين الذين انغمسوا في ألعاب سريعة الإيقاع كانوا أسرع بنسبة 25 بالمائة في تجاوبهم مع الأسئلة عن صورة رأوها في لحظة واحدة، مقارنة مع غير اللاعبين.
12- ضبط العادات السيئة:
قد يجد اللاعبون المنشغلون بإرضاء رغباتهم في الأكل المفرط، التدخين أو شرب الكحول ضالتهم في أخذهم لجهاز التحكم بالألعاب بدلا من ذلك للتخلص من هذه العادات، إذ أظهرت دراسة جامعية انخفاض الرغبة للعادات السيئة بنسبة 24 بالمائة لدى اللاعبين بعد انشغالهم بلعبة ألغاز.
13- تخفيف التوتر:
بينما يُنظر لبعض الألعاب على أنها مسببة للتوتر، خاصة عندما ترى شخصيتك في اللعبة تسقط للمرة الألف. في الواقع، قد يكون العكس هو الصحيح. حيث قامت دراسة كبرى بتتبع اللاعبين على مدى ستة أشهر وقياس معدل ضربات القلب لديهم، لتجد أن عناوين معينة للألعاب تقلل استجابة الأدرينالين بنسبة تتجاوز الـ50 بالمائة .
14- تقليل دوافع للتنمر:
على الرغم من كونها وجهة نظر مثيرة للجدل، إلا أن بعض الباحثون أكدوا أن ألعاب الإثارة قادرة على تقليل دافع المتنمر للتنمر أو إيذاء الآخرين، وذلك حين وجد في إحدى الدراسات – التي وضعت اللاعبين لاتخاذ كلا من موقفي البطل و الشرير- أن الأشخاص المتحكمين بتصرفات الشخصية الشريرة أبدوا حسًّا أكبر بالندم على تصرفاتهم.
15- تحسين مهارات التواصل لدى المصابين بالتوحد:
أظهر اللاعبون الذين يستخدمون أنظمة تستدعي استخدام كامل الجسد للتحكم بالحركة الظاهرة على الشاشة قابلية أعلى للمشاركة في الاحتفال بانتصاراتهم مع شركائهم، الأمر الذي يجري عكس تيار شح التواصل الذي يظهره عادة المصابين بالتوحد. في حين بيّنت دراسة أخرى أن التشارك في فضاء اللعب مع عدة لاعبين باستطاعته أن يؤدي إلى زيادة في التواصل الاجتماعي للمصابين بالمرض.
المصادر:
https://goo.gl/R6Engh
https://goo.gl/9b2VwW
https://goo.gl/PgHZRk
https://goo.gl/MF7Xms
ــــــــــــــــــــــــــــــ
تدقيق لغويّ: Amira Bousdjira